توقعت صحيفة "جيروسالم بوست" أن تواجه العلاقة بين إسرائيل والرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الثانية تحديات مختلفة، رغم الدعم الكبير الذي قدمه لإسرائيل خلال فترة رئاسته الأولى (2016-2020)، والذي شمل نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.
ووفق الصحيفة، فإن عهد ترامب الجديد سيتأثر بوجود شخصيات جديدة حوله، مثل مسعد بولس، رجل الأعمال اللبناني وزوج ابنته تيفاني، اذ على خلاف غاريد كوشنر، صهره السابق ومستشاره المؤيد بقوة لإسرائيل، قد يُسهم بولس في تشكيل توجهات ترامب حيال قضايا الشرق الأوسط. وظهرت بالفعل إشارات من ترامب على دور لبناني محتمل في سياساته، حيث تعهد خلال حملته الانتخابية الأخيرة بالعمل على إنهاء المعاناة في لبنان، وصرّح بأن الشعب اللبناني يستحق السلام والازدهار.
وفي ظل سيطرة الجمهوريين المتزايدة على الكونغرس، حيث يتمتعون بأغلبية في مجلس الشيوخ، ومن المحتمل أن يحافظوا على سيطرتهم على مجلس النواب. مما يمنح ترامب قاعدة قوية لتمرير سياساته دون معارضة مؤثرة داخل المؤسسات التشريعية والقضائية. وتعتقد الصحيفة أن هذه الهيمنة الجمهورية قد تفرض تحديات على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يعتمد في السابق على دعم الكونغرس لتجاوز بعض مطالب الرؤساء الأميركيين، كما فعل مع الرئيس السابق باراك أوباما.
لكن مع توحد البيت الأبيض والكونغرس تحت قيادة جمهورية، قد يجد نتنياهو صعوبة في مقاومة طلبات ترامب، إذ سيكون من الصعب عليه الاستعانة بالكونغرس لمواجهة خطط البيت الأبيض التي قد لا تتماشى مع سياسات إسرائيل. وتؤكد الصحيفة أن "وجود إدارة أميركية موحدة سيحدّ من قدرة إسرائيل على المناورة السياسية"، مما سيجعل نتنياهو أكثر انضباطًا تجاه مطالب ترامب.
ولفت التقرير إلى أن نتنياهو كان يحقق مكاسب سياسية داخل إسرائيل عندما كان أوباما معارضًا له، حيث تمكن من بناء علاقات قوية مع الكونغرس لتعزيز موقفه السياسي الداخلي. أما الآن، فإن توحد الإدارة الأميركية بقيادة ترامب وحلفائه سيجعل مهمة نتنياهو في مواجهة مطالب البيت الأبيض أكثر تعقيدًا، مما يمنح المعارضة الإسرائيلية فرصة لتقوية موقعها السياسي داخليًا.