الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 06:01

ظروف المعيشة الصعبة مصدر يأس وإحباط الكثير من شبابنا

صالح نجيدات
نُشر: 16/11/24 07:29,  حُتلن: 13:26

الكثير من الشباب يشعرون بإحباط ويأس والمشاعر السلبية تسيطر عليهم بقوة، وتدنٍ في الهمم، وشعور متفاقم بالعجز، وشلل أصاب معنوياتهم بسبب عدم وجود مؤشرات في الافق تدل على امكانية تجاوز المأزق الذين هم فيه وتحسين ظروفهم، فقسم منهم عاطل عن العمل  وأوضاعهم المادية صعبة ولا تسمح لهم بمواصلة تعليمهم الجامعي. وقسم منهم يعاني من ضائقة السكن وإمكانية الزواج في المستقبل ضئيلة بسبب هذه الأوضاع. وشعورهم وانتمائهم الوطني في الحضيض بسبب هذه الظروف , فتراكمت عندهم المشاعر السلبية والكثير من الشباب أغلقت امامهم الأبواب والأفق وسيطر عليهم الشعور باليأس وقد ينقلهم هذا اليأس الى استعمال المخدرات و شرب الكحول والسرقة وارتكاب جرائم اخرى. فهم بحاجة الى من يرفع معنوياتهم و يرشدهم وينصحهم لان معنوياتهم بالحضيض.

نهوض الأمم وتطورها يحصل بسبب جهود أبنائها وتصل الى ذروة المجد بفعل عطاء الاجيال المتصاعدة بشرط ان نعلمهم ونزرع بهم الامل الى غد أفضل. نحن بحاجة الى خطة عمل تخرج شبابنا من هذا اليأس والإحباط وتقودهم الى بر الامان , هؤلاء الشباب بحاجة الى زرع الامل لمستقبل افضل ومضمون , وعلى سلطاتنا المحلية أن تلعب دورا مهما في إيجاد الحلول لمشاكل الشباب بالاشتراك مع الجهات الرسمية وعليها ان تهتم كثيرا بالمشاكل الاجتماعية ومشاكل الشباب .

هناك أسباب كثيرة لازدياد الجريمة أهمها وجود سلاح غير مرخص بأيد الناس , وانتشار تجارة المخدرات واستعمالها والقروض من السوق السوداء وعدم امكانية تسديد هذه الديون , وكذلك عدم تطبيق القانون بشكل حازم وتقصير الشرطة بالقيام بواجبها , والاستهتار بحياة الناس , وغياب التربية الأسرية الصحيحة - والتربية الروحانية.

المسؤولية عن تفشي ظاهرة انتشار الجريمة تقع على الأهالي والمدارس والسلطة المحلية ورجال الدين والمجتمع والدولة نتيجة التقصير والإهمال، ولا يوجد علاج حقيقي وجدي للمشاكل الاجتماعية بسبب عدم وجود خطط لعلاج هذه الجرائم وبسبب قلة أعداد العمال الاجتماعيين في مكاتب الخدمات الاجتماعية في سلطاتنا المحلية والذين من شأنهم معالجة المشاكل الاجتماعية ومشاكل المنحرفين .

علاج الجريمة يبدأ من الصغر في السنوات الأولى من حياة الطفل في العائلة وفي المدرسة بزرع القيم والأخلاق والمعايير الاجتماعية والعادات الأصيلة وتقوية الوازع الديني واحترام القانون , وما نراه اليوم من إهمال تربية الأبناء والتسرب المبكر من مقاعد الدراسة لنسبه معينه من طلابنا , والبطالة المستشرية بين الشباب ومخالطتهم لرفاق السوء وانتشار المخدرات وتجارتها والأوضاع الاقتصادية الصعبة هي من اهم اسباب الجريمة .

الاخوة الكرام , التركيبة السكانية في مجتمعنا تؤكد بأن الاكثرية الساحقه من مجتمعنا هم من الشباب , وقسم كبير من هذه الفئة مهملة وباطله عن العمل ولا يوجد نوادي واطر في بلداتنا لاستيعابهم وهذه الاسباب تدفعهم الى البحث عن مصادر الربح السهل والانزلاق الى الجريمة .

اذا لم تتكاتف كل الجهود لمعالجة مشاكل الشباب سوف تزداد هذه الجرائم يوما بعد يوم وتهدد كيان كل مجتمعنا .

مقالات متعلقة