الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 12:01

كريم توكّل على (الكريم) وأصدر قراره...ماذا بعد؟

أحمد حازم
نُشر: 23/11/24 07:48,  حُتلن: 11:54

قامت الدنيا ولم تقعد، عِقب إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، مذكرتي اعتقال بحق بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، على خلفية تتعلق بجرائم ضد الإنسانية وبجرائم حرب في قطاع غزّة. وكانت المحكمة قد رفضت الالتماسات التي قدمتها إسرائيل في وقت سابق بهذا الخصوص. قرار المحكمة ملزم للدول الأطراف الموقعة على نظام روما (123 دولة بينها دول أوروبية) والتي هي بهذه الحالة مجبرة على تنفيذ القرار. وبموجب قرار المحكمة أصبحت الدول الأعضاء فيها ملزمة قانونا باعتقال نتنياهو وغالانت إذا دخلا أراضيها، وتسليمهما إلى الجنائية الدولية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقيهما. ولذلك فإن نتنياهو وحسب قرار المحكمة، أصبح ملاحقاً سياسياً، والكرة الآن في ملعب الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية،

نتنياهو جنّ جنونه وسارع بعصبية واضحة الى شن هجوم عنيف على المحكمة. تصوروا أن هذه المحكمة المعتمدة من قبل العالم بأنها هيئة قضائية من أجل الدفاع عن الإنسان وعدم تعرضه للإبادة تّتهم بأنها تعمل ضد الإنسانية. ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو بعد صدور قرار المحكمة وصف نتنياهو القرار بانه " إفلاس أخلاقي وانه ليوم أسود في تاريخ الشعوب وإن المحكمة تحولت إلى عدو للانسانية”. ولم يكتف نتنياهو بذلك بل أفهم المحكمة والعالم أنه لن يعترف بقرارها. لكن ما يقوله نتنياهو ليس مهما أن اعترف بالقرار أو لا يعترف، بل المهم هو تنفيذ القرار.

موقف أمريكا من القرار يعكس المثل الشعبي " الجاجة ما بتتخلى عن ..." فقد سارع الخرفان بايدن الى وصف قرار كريم خان بانه "وقح" بينما وصفه وزير خارجيته انتوني بلينكن ، بأنه "وصمة عار".

إذا كان قرار الجنائية الدولية وقحاً فماذا نسمي "الفيتو" الأمريكي ضد كل قرار تتخذه الأمم المتحدة ومحلس الأمن بإدانة إسرائيل؟ لكن رئيس بلدية ديربورن الاميركية عبد الله حمود اللبناني الجذور، له رأي آخر. فقد قال ان سلطات مدينته ستعتقل نتنياهو وغالانت إذا دخلا حدود المدينة.

السؤال المطروح عما إذا كالنت الدول الأوروبية الأعضاء بالجنائية الدولية، والتي تدعم إسرائيل في حربها على غزة ستلتزم بهذا القرار وتقوم بتنفيذ أمر الاعتقال في حال قام نتنياهو بزيارتها. جوزيب بوريل ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، قال صراحة إنه يجب احترام وتنفيض قرار المحكمة باعتقال نتنياهو وغالانت.

فرنسا فاجأت الجميع بدعمها قرار الجنائية الدولية. حتى أن صحيفة لوموند الفرنسية قالت" أن المحكمة لم تنشأ لمحاكمة الأفارقة أو الوغد فلاديمير بوتين فقط، بل لكلّ المتهمين بارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الانسانية أياً كان جنسهم أو دينهم أو لون بشرتهم ." أما بريطانيا فكانت في منتهى الوضوح، إذ قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، إن "بريطانيا تحترم استقلال الجنائية الدولية وهي ملزمة الآن باحتجاز نتنياهو بموجب القانون الدولي."

وأخيراً... كريم خان اعترف بأن الكثير من قادة العالم مارسوا ضغوطا عليه من أجل عدم إصدار قرار الاعتقال ونصحوه وحذروه. فما هو المقصود بالنصيحة والحذر؟  وماذا بعد؟

والله أعلم.

مقالات متعلقة