بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، للمرة الثانية خلال شهرين، وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض لعقد اجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد زيارة لهنغاريا. وسيشمل الاجتماع مناقشات حول عدة قضايا هامة.

وقبل اللقاء، أعلن البيت الأبيض عن إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان من المقرر عقده بعد الاجتماع. ولم يوضح البيت الأبيض سبب إلغاء المؤتمر، في حين قال مصدر إسرائيلي إنه لم يكن مخططًا أساسًا لعقد المؤتمر الصحفي، وأنه تم إضافته في وقت لاحق قبل أن يتم إلغاؤه. ومن المتوقع أن يدلي ترامب ببيان صحفي بعد نهاية الاجتماع.

وأكدت المصادر ان نتنياهو وصل إلى واشنطن مباشرة بعد زيارة قام بها إلى بودابست، عاصمة هنغاريا، حيث أجرى محادثات مع ترامب ورئيس الوزراء الهنغاري، ثم طلب ترامب منه القدوم إلى واشنطن بشكل عاجل. وطلب الأمريكيون من نتنياهو عقد الاجتماع في أقرب وقت، فتوجه مباشرة من هنغاريا إلى الولايات المتحدة.

ورحب الرئيس ترامب بنتنياهو قائلًا: "شرف عظيم لي أن أستقبلك في البيت الأبيض". ومن جانبه، شكر نتنياهو الرئيس الأمريكي على دعم الولايات المتحدة المستمر لإسرائيل، مؤكدًا أن هذا الدعم كان حاسمًا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

وتناول اللقاء عددًا من الملفات البارزة، حيث قال نتنياهو: "بحثت مع الرئيس ترامب قضايا عدة من بينها الرسوم الجمركية". وأضاف أنه قد أبلغ الرئيس الأمريكي تقديره لموقف الولايات المتحدة من الرسوم الجمركية، مشيرًا إلى أن "إسرائيل ستعمل على إيجاد حل لهذه المسألة، وسنعمل على إلغائها قريبًا".وفيما يخص الوضع في سوريا، تحدث نتنياهو عن تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا، مشيرًا إلى أنه تم بحث كيفية تفادي أي أزمة مع تركيا في المستقبل.

أما على صعيد البرنامج النووي الإيراني، فقد ناقش نتنياهو مع الرئيس ترامب سبل معالجة هذه الأزمة، مؤكدًا على التزام إسرائيل بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي.

من جانبه، أكد الرئيس ترامب خلال الاجتماع: "نريد لإسرائيل أن تكون مشاركة في أي اتفاق بشأن إيران لكننا نسعى لتفادي أي صدام". كما أشار إلى أن الولايات المتحدة تجري محادثات مباشرة مع إيران، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع طهران لتفادي امتلاكها سلاحًا نوويًا.

وترامب أضاف قائلًا: "نأمل أن تنجح المفاوضات مع إيران، وهذا سيكون في مصلحتها". كما أوضح أنه "تجري محادثات مباشرة مع إيران منذ بداية هذا الأسبوع، وستستمر يوم السبت المقبل".

وفيما يتعلق بالرسوم الجمركية، أشار ترامب إلى أن العديد من الدول ستشارك في المحادثات مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاقات بشأن هذا الملف الهام.

كما تم بحث قضية الرهائن في غزة، حيث أشار نتنياهو إلى أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس ترامب، كان له دور رئيسي في التوصل إلى اتفاق أدى إلى اطلاق سراح 25 رهينة من غزة.

كما أضاف ترامب في حديثه عن الوضع في غزة: "أود أن أرى الحرب في غزة تتوقف"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تعمل بكل جهد للتوصل إلى اتفاق آخر لوقف إطلاق النار في القطاع. وتابع قائلًا: "نسعى أيضًا لإيجاد حل لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة".

وتحدث ترامب عن لقائه مع 10 رهائن تم الإفراج عنهم مؤخرًا، وقال: "لقد قابلت 10 رهائن أفرج عنهم من قطاع غزة وتحدثوا عن الفظائع التي ارتكبتها حماس بحقهم". وأضاف أنه على الرغم من عدم وجود ندوب جسدية على أجسادهم، إلا أن "نفوسهم كانت مليئة بالجروح"، مشيرًا إلى أن غزة "أشبه بمصيدة للموت"، وأن القطاع بحاجة إلى سنوات عديدة لإعادة إعماره.

وأكد ترامب التزام الولايات المتحدة بدعم إسرائيل، قائلًا: "نقدم لإسرائيل 4 مليارات دولار سنويًا وسنواصل دعمها". وأضاف أن دولًا أخرى مستعدة لاستقبال الفلسطينيين من قطاع غزة، بهدف تجنيبهم القتل والبؤس الذي يتعرضون له في ظل الوضع الراهن.

وأضاف نتنياهو أن قطاع غزة "مكان مغلق ومحاصر ولسنا من نحاصره"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى لتمكين سكان غزة من أن يكون لديهم خيار الخروج إلى بلدان أخرى. وأضاف نتنياهو أن إسرائيل ناقشت مع الرئيس ترامب الرؤية الجريئة بشأن غزة، بما في ذلك استضافة بعض الدول الفلسطينية بشكل طوعي.

وقال ترامب أن علاقته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "رائعة"، قائلًا إنه يحب أردوغان ويبادله نفس الشعور، وهو ما يغضب وسائل الإعلام. وقال ترامب لنتنياهو بأنه يحب أردوغان، وأنه إذا كانت هناك أي مشاكل بين إسرائيل وتركيا، فعلى نتنياهو حلها بنفسه. كما نصح ترامب الإسرائيليين بالتصرف بعقلانية لحل أي قضايا عالقة مع تركيا.