الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 04:02

أوقفوا ليبرمان! - عودة بشارات


نُشر: 08/02/09 11:18

كأننا نعيش على كوكب آخر، ولكنّ الفاشية تقرع أبواب الحكم في إسرائيل، والقول الصحيح أن ليبرمان لا يخيفنا، ناقص كثيراً، فمن يقول كذلك، لا يمكنه غسل يديه، والركون في البيت، بل يجب أن يعد العدة لمواجهة ليبرمان، فليس بالشعارات وحدها تنتصر الشعوب.
خطر ليبرمان اليوم جدّي أكثر من خطر كهانا. فقوة كهانا في بداية الثمانينات لم تتجاوز المقعدين في الكنيست. اليوم ليبرمان هو القوة الثالثة في الخارطة السياسية في إسرائيل، وسبق حزب العمل ففي جيبه الآن حوالي عشرين مقعداً. وفي الكيبوتسات "اليسارية"، يُستقبل وكأنه رئيس الحكومة القادم،.
لقد قرر من قرر أنه قد جاء دورنا، دور الجماهير العربية في إسرائيل. وعندما أصبحنا، مرغمين كما يظهر، أن نكون اللاعب المركزي في هذه الانتخابات، يجب أن تُضاء كل الإشارات الحمراء.. نعم لقد قرروا أنه قد جاء دورنا، وليس ليبرمان يفكر بذلك فقط، نتنياهو قبله، ولفني بعده، عندما جعلونا خطراً ديموغرافياً، يقض المضاجع.
بعد أن انزلوا الضربة، في عملية "السور الواقي"، بأهل الضفة، وبعد أن أنزلوا ضربة "الرصاص المصبوب" إجراماً بأهل غزة، يريدون الآن رأس الجماهير العربية في إسرائيل، من خلال هذا الصعود غير المسبوق لحزب فاشي النزعة، ولكنه فارغ المضمون سوى من شعارات تخاطب غرائز الخوف والكراهية لدى أوساط الشعب اليهودي.
ومنعاً لسوء الفهم، نقول أننا كنا نريدها معركة انتخابات على الجماهير العربية؛ معركة انتخابات نكون فيها اللاعب المركزي؛ نطرح قضايا التمييز ضدنا، نظهر فيها سياسة الاقتلاع، نطرح فيها سياسة الإفقار، نثير قضايا الغيتوات العربية والأبواب الموصدة أم شباننا وشاباتنا.. بدل ذلك، حولوها إلى حرب حول الولاء للدولة.. وتحول العرب إلى طابور خامس، يجب التخلص منهم ومن تمثيلهم.
سنجد الوقت الكافي للرد على تخرصات هذا الفاشي الصغير، الذي هو أيضاً مصدر قلق وخوف لأوساط واسعة في المجتمع الإسرائيلي التي تراقب تضخم هذا الحزب وأخطاره على الشارع اليهودي نفسه.. ولكن واجب الساعة الآن يتطلب من كل من يؤثر في هذا الشعب، شعبنا، أن يقول كلمته من أجل مواجهة ليبرمان، ويجب مواجهته بالضبط في "كعب أخيل" لديه، و"كعب أخيل" الذي سيطعن في الصميم كل نهج ليبرمان، الآن، هو الذهاب بقوة للتصويت، فالتصويت هو النقيض المباشر لشعاره الفاشي، شعار "الولاء مقابل المواطنة"، فالتصويت يعني أننا مصرون على مواطنتنا كاملة، وأهم بند في المواطنة هو المشاركة في التصويت والمشاركة في اتخاذ القرار.
الولاء بمفهوم ليبرمان هو أن نكف عن كوننا فلسطينيين، وأن نكف عن رفضنا للحرب العدوانية. الولاء بالنسبة له يعني أن نطوي أعلامنا المشرعة أكثر من ستين عاماً نضالاً مدنياً، برلمانياً وقضائياً وشعبياً، يهودياً عربياً، وعلى طريق ذلك عززنا وجودنا وصمودنا.. بدل ذلك يريدنا أن نرفع علماً أبيض، أن نقبع في بيوتنا بينما هم يصولون ويجولون في طول البلاد وعرضها.
"ما تعودنا يوس الأيادي"، يقول الحادي، وما تعودنا النكوص، وفي كل عرس لنا قرص، نقلبه، حين يجد الجد، على رأس العنصريين، واليوم هذه معركتنا وهي من أهم المعارك التي تواجهنا وهي تنادينا جميعاً.
في أوج الحرب العالمية الثانية، قال برنارد شو جملة واحدة، لخص بها موقف التقدميين في العالم اجمع: " ساعدوا روسيا". اليوم، إذا حذونا حذو برنارد شو في اختصار الكلام، فالنداء العاجل يمكن اختصاره بجملة واحدة: "تصدوا لليبرمان".. وفي حينه، في الانتفاضة الأولى، قبل 21 عاماً، رفعنا شعارنا المظفر: "ارجموهم بالواوات".. ولا أنسب من هذا الشعار ليومنا هذا.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
289449.26
BTC
0.52
CNY