كلهم كلنا الجميع هنا... جميعنا نجعل من أهوائنا فوضى عامة وما بين ,الحقد, الحب الألم والخيبة تبنى أسوار الخيانة في حين يرتشف الآخر جرعات من القهر والمرار..
تخاصمت جمرات الظنون بقوة كيف لها أن تخفي بصماتها عن أهداب تثاقلت بالترقب والخوف وقد باتت وكأنها قلعة هارمة عارية من جدار الوفاق تهاوى حصنها كالرماد في الشتاء الساخن
كان شاردا في سماء الجرح بعد أن مكثت الدموع في عينيه المتعبتين أسيره,لعلها تتمكن يوما من شق طريق للعبور الى بركان بكائه العاصي
لست أدري أن كان ذلك قيدا منه لحضور المراسل أم ان كبرياءه هو ذلك الذي أبى ان ينثر عبراته أمام الآف من المستمعين وبين هذه الحالة أو تلك فأنه ما كان الا ليجسد نموذجا لضحايا الخيانة الزوجية
استفاق بغتة على الحقيقة المؤلمة، فوجد ان زوجته التي كان يرى بها مثال الزوجة المخلصة الوفية قد سارت خطوات بعيدة شاسعة في دروب الخيانة، وقد غرقت في غرام اثيم. لم تعد تطيق الاقامة بقربه ولا النظر اليه، ربما تمنت لو ان الموت يضمه بجناحيه ويحجبه عن عينيها، ليتها تتخلص منه لتتزوج من عشيقها
منذ شهور وهو يستنشق من نسيم المعاناة بجوار تلك المرأة بعد أن أمضى ليالي طويلة في منزل بناه وشيده بالأستقرار وعمل على تدعيم أركانه بالفضيلة مدة تنيف عن العشرين عاما، لم يكن خلالها يخامر قلبه الشك ولا يسمح لافكاره بان تجنح الى التفكير بالسوء,غافلا عما يجري من دناءة وشرور, فلم يلحظ اي من تلك النظرات المشبوهة
نسترق الخيال لننسج لحظات من الأنس في كنف رجل كامل الأوصاف,مفعم بالحب,متفان في حفظ أسرته, ولكن! ما أن يقع فريسة السذاجة العمياء حتى يتلقى ضربة وقعها اكثر حدة حين يتجلى أن له شريك في القلب والفراش .
ينتظر الى جانبه زوجة داعمة سانده في تخطي المحن والصعاب، فيخيب الرجاء وقتما يدرك ان الزوجة تآمرت مع الحرمان، فنشبت مخالب الريبة تُمعن في نهشها وتشدّه الى الهلاك، ثثير الشبهات كما تثير العاصفة الغبار من حولها، كلّما تأوي الى السرير تخالها أخرى غير تلك التي عرفت ، حديثها، كلماتها، نبرات صوتها التي لم تكن تنطلق من الحنجرة ذاتها وتبدو افكارها هائمة في فضاء بعيد .
ان الزواج اذا لم يتشح بالحب يكون عقيمًا لا سعادة فيه ولا هناء تارة ، رافضا بأن يدمر خيمة السكينة,
تارة أخرى ولكنها في النهاية تأبى الا ان تبادله خيانة، وان لم تكن الآهات قد قهرتة فسيكون لها نصيب الاسد في قهره مرة أخرى
" لا أبالغ لو قلت أن رياح الغدر أشد وطأة من حديث الطبيب الذي قد يبلغة بأنه مريض بداء السرطان قبل سنوات وان شفائه لن يكون الا بمعجزة طبيّة. عاجزًا عن استيعاب الخيانة".. كلمات تعبقها تنهيدات كأنها جمرات يتفوه بها ، واكثر ما يثير ان تلك الزوجة التي انتظرت منها المساندة والسهر على راحة رجلها والقلق على صحته ، لم يقلقها سوى حرارة جسدها التي جعلتها تتحوّل الى شخص آخر ليطفيء لهيب تلك الحرارة
الإنكار هو جوابها كلّما يتم توجيه السؤال اليها ، والتمويه هو سبيلها الوحيد لتنأى بنفسها عن الشكوك, فما بال الهاتف النقال أذا الذي لا يمكن كشف مضامينه الا بشيفرا لا يعرفها أحد سواها.. التكلم همسًا وخفية فور الخلود الى النوم ، أليس هذا كفيلا بجعل الفؤاد يتآكل
وبين لهيب جمرات الخيانة الهادئة..... والكيان المنصهر الأصم خيارين احلاهما مّر، فإما الطلاق وإما الرضوخ والأستسلام,شظايا سوف تطال آحلام الأسرة برمتها .