* أصدر خمسة وأربعين مؤلّفا، في مجالي الصيدلة والطب، وحقّق أكثر من خمس عشرة براءة اختراع جميعها عن الأدوية
* النائب جمال زحالقة صديق المرحوم:" وفاته خسارة كبيرة لشعبنا وللبحث العلمي، وهو صديق شخصي، وعالم كبير"
* لم يدفعه أحد ولم تؤازره ظروف، لا يذكر أن حظي بمكافأة على تفوّقه بل لم يربّت أحد على كتفه
* غدا سيشيع جثمانه بعد صلاة الظهر من مسجد العلم والايمان في الطيبة
فجع المجتمع العربي والأكاديمي، بالرحيل المفاجئ للبروفيسور عبد الله حاج يحي في الخمسينات من عمره، ابن مدينة الطيبة في المثلث، حيث غيبه المرض في مستشفى هداسا في القدس، بعد أن مكث هناك للعلاج اثر أصابته بألم في البطن نتج عن التهاب في البنكرياس والذي لم يمهله طويلا، وقد توفي المرحوم تاركا خلفه زوجة أرملة وأربعة أولاد، المرحوم يعتبر من أوائل المحاضرين العرب في الجامعة العبرية، عمل باحثا في مجال الطب والصيدلة ويعتبر من ابرز الباحثين في الدولة. أصدر خمسة وأربعين مؤلّفا، في مجالي الصيدلة والطب، وحقّق أكثر من خمس عشرة براءة اختراع جميعها عن الأدوية.. في العام1957، ولد في مدينة الطيبة وتعلّم في مدرسة الطيبة الابتدائية وفي ثانويّتها، وتخرجت منها في الفرع الأدبي حيث لم يكن في حينه فرع علميّ..
المرحوم البروفيسور عبد الله حاج يحيى
في مدينة الطيبة ولد وترعرع، وفي بيت عربي عادي يحوي ثمانية أبناء، ثلاثة أولاد وخمس بنات، وأمّا وأبا هو المعيل الوحيد الذي جني رزق بيته من رعاية الأغنام.. وهناك في المدينة العربية، التي كانت قرية إلى أن اكتشفتها «المدنيّة» الإسرائيلية، حصل على تعليمه الابتدائي والثانوي.. أمّا بعد ذلك، فإن البروفيسور الذي يحمل البروفيسور من إحدى الجامعات الأمريكية، والدكتور المحاضر في الجامعة العبرية في القدس، والطبيب الذي يعالج المرضى بتفان وإخلاص، والباحث الذي تسجّل على اسمه خمس عشرة براءة اختراع، والعربي الوحيد من بين خمسة متفوّقين، والمحاضر العربي الأوّل في الجامعة العبريّة، والانسان عبدالله حاج يحيى الذي جمع كل هذا في شخص واحد، يحدّثنا، بكثير من التواضع والاختصار، عن بعض من مسيرته الخاصة الصاخب إيقاعها على أنغام كل المعترضات وما يواجهه عربي فلسطيني من الباقين في هذه الديار، فكأنّ ابن راعي الغنم، الولد الطيباوي «النزق» قد حمل السلّم بالعرض وسبح ليس في اتجاه التيّار، ووصل إلى محطّته الراهنة بفضله هو وباجتهاده هو وبمثابرته وعناده هو، وكأنّه يستنكر أن نبقى حطّابين وسقاة ماء ورعيان غنم. وكأنّه ينهض بنا معه إلى أعلى مصاف الرقيّ والحضارة.
وقال زميله ورفيق دربه على مقاعد الدراسة الجامعية، الدكتور النائب جمال زحالقة:" الخبر وصلنا كالصاعقة، وفاته خسارة كبيرة لشعبنا وللبحث العلمي، وهو صديق شخصي، وعالم كبير، لهو عشرات الاكتشافات، اعرفه منذ أيام الجامعة، درسنا سويا وكان دائما يحمل مواقف وطنية حازمة وواضحة، وهو من أصدقاء التجمع، وكان دائما يدعم الحزب في كل المحطات التي مر بها، اعزي الأخت سعاد زوجة المرحوم وأخيه محمد، وجميع أقرباء الفقيد، وجميع زملائه في الدراسة والبحث العلمي وطلابه في الجامعة، حيث كان دائما في خدمتهم وتوجيههم، رحم الله الفقيد ولنا من بعده الصبر والسلوان".
كان يأتي إليه الناس من كل الأرجاء، ساعين إلى صيته وسمعته الذائعة في توليف الدواء لدائهم كونه صيدليا باحثا في الصيدلة الطبية الى جانب كونه طبيبا متميزا.. حيث يقصده هؤلاء إلى عيادته في صندوق المرضى «ميؤحيدت» في بيت صفافا، فيجدون لديه شفاءهم أو الحل الأمثل لتخفيف دائهم وأوجاعهم..ويأتي أليه يهود وعرب من بئر السبع والمثلث وتل ابيب وباقي المناطق فكأنّه محجّهم الذي يلوذون اليه لهدأة بالهم وطمأنينتهم إلى أنهم في أيد أمينة وعالمة. لم يدفعه أحد ولم تؤازره ظروف، فهو لا يذكر أن حظي بمكافأة على تفوّقه بل لم يربّت أحد على كتفه. كل ما توصّل اليه كان، في الغالب، بجهده الخاص الخارق. ولا يعني هذا انّه لا يدين بفضل لأحد.