عند البحـرِ، بحـرِ الظَّلام المهجـور ،
يقـف فتـى يافـع،
قلبـه يجيشُ تحـرّقـًا ،
رأسُـه ملـؤهُ الظّنـون ،
وبشَـفَـتَـيْن كئيـِبَـتَـيْنِ
يسألُ الأمـواجَ :
.
"أوه حُـلّـوا لي لُـغـزَ الحياة ،
اللُـغزَ المُبـرِّحَ الأزليَّ ،
الذي فَكَّـر فيه بعضُ رؤوسِ
البشر من قبلُ ،
رؤوسٌ في قبّعـات مُطَلسَمة .
رؤوسٌ في عمـائـم ،
وبيرياتُ سـود ،
رؤوسٌ في شعـر مُستَعـار
وألوفٌ أخرى فقـيرة ،–
رؤوسُ بشرٍ تتصّببُ عرقـاً-
خَبِّـريني، ماذا يعني الإنسان ؟
من أين أتى ؟ أين يمضي ؟
من الذي يسكن هناك في
الأعالي على النجوم الذَّهبية ؟ "
.
تُـتَمـتِمُ الأمواجُ تمتمَـتَها
الأزلية ،
تهبّ الريحُ ، تسري الغيوم ،
تـُومضُ النّجـومُ ،
واهنـةً وبـاردةً ،
وأحمـقُ ينتـظـرُ جواباً .
*