كشف المراسل السياسي لصحيفة هارتس الاسرائيلية الوف بن، الثلاثاء النقاب عن خطة امريكية سرية لتقوية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) في محاولة من الادارة الامريكية لاضعاف الحكومة الفلسطينية برئاسة اسماعيل هنية، من حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وقال الصحافي الاسرائيلي، المعروف بصلاته الوطيدة مع صناع القرار في واشنطن وتل ابيب، ان ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش تعمل بجدية على اقامة منظمومة جديدة لتكون مسؤولة عن المعابر الحدودية الفلسطينية، وان تكون هذه المنظومة الجديدة تابعة فقط لرئيس السلطة الفلسطينية عباس. وقالت الصحيفة ايضا استنادا الى مصادر سياسية وامنية اسرائيلية في تل ابيب ان الهدف الرئيسي من هذه الخطة السرية هو تقوية عباس في مواجهته مع حماس، على حد تعبيرها.
وكشف الصحافي الاسرائيلي النقاب عن ان المنسق الامني الامريكي في المناطق الفلسطينية المحتلة الجنرال كيث دايتون، يقيم علاقات وطيدة مع الرئاسة الفلسطينية ومع الاجهزة الامنية الاسرائيلية لاخراج هذه الخطة السرية الى حيز التنفيذ. واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى انه وفقا للقانون الامريكي فانه يحظر على الجنرال دايتون ان يقيم علاقات او اتصالات مع مؤسسات تابعة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، كما ان القانون الامريكي يمنعه من اجراء اتصالات مع الاجهزة الامنية التابعة للحكومة الفلسطينية وبالتالي فان الجنرال دايتون يقيم الاتصالات مع الحرس الرئاسي الفلسطيني التابع لمحمود عباس مباشرة. واوضحت المصادر الاسرائيلية ان حلقة الوصل بين الرئاسة الفلسطينية وبين الامريكيين هو كبير المفاوضين الفلسطينيين السابق صائب عريقات، الذي يعكف على تنسيق الاتصالات بين الجانبين، كما افادت المصادر الاسرائيلية.
وتابعت الصحيفة الاسرائيلية ان الجنرال دايتون يقيم اتصالات مباشرة مع الحرس الرئاسي الفلسطيني الذي يصل عدد افراده الى حوالي 2000 شخص، موزعون في الضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة مهمتهم الاساسية الحفاظ على حياة رئيس السلطة عباس وحراسة مكاتبه وبيته الكائن في مدينة رام الله المحتلة وايضا بيته في مدينة غزة. ونوهت الصحيفة الى ان رئيس السلطة عباس قام قبل حوالي ستة اسابيع بارسال قوة تعدادها 150 شخصا من الحرس الرئاسي لتفعيل المعبر الحدودي في رفح والذي يوصل بين قطاع غزة ومصر، واضافت ان الادارة الامريكية عبرت عن ارتياحها التام من كيفية قيام هذه القوة بتفعيل الحراسة على معبر رفح وتفعيله، لان الحراس يقومن بفحص دقيق للمسافرين من فلسطين الى مصر وبالعكس، مؤكدة انه منذ ان وصلت القوة الرئاسية الى المعبر لم يغلق حتى مرة واحدة. ونقل الصحافي الاسرائيلي عن مسؤول رفيع المستوى في جيش الاحتلال قوله ان الاجهزة الامنية الاسرائيلية التي شكت في الماضي من تفعيل المعبر، تؤكد في هذه الايام ان تفعيله جيد للغاية وانها متفائلة جدا من هذا التطور الذي يصب في مصلحتها ايضا.
وشدد الصحافي الاسرائيلي ان نموذج معبر رفح الحدودي، على حد قول مسؤولين في الادارة الامريكية سيكون نموذجا لنقله الى اماكن اخرى منها تفعيل المعبر بين رفح وبين الدولة العبرية. واضاف ان ادارة الرئيس بوش تبحث عن وسائل مختلفة بان تبقى السيطرة على المعابر الحدودية تحت سلطة الرئيس عباس مباشرة، كما انها تفحص امكانية استئجار شركات خاصة لتفعيل المعابر الحدودية، وكل هذه المحاولات اكدت المصادر الامريكية هدفها تقوية عباس في الشارع الفلسطيني والالتفاف على حركة حماس.
واوضح الصحافي الاسرائيلي ان العلاقات الاسرائيلية مع رئيس السلطة عباس ستدرج على جدول اعمال اللقاء المرتقب بين الرئيس الامريكي جورج بوس وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في الاسبوع القادم، اذ ان الادارة الامريكية معنية جدا بان تقيم الدولة العبرية اتصالات علانية مع عباس، واكدت الصحيفة الاسرائيلية ان اولمرت لا يستبعد البتة اقامة علاقات مع عباس، لكنع وعد الادارة الامريكية بان يلتقي عباس بعد جولته الى امريكا واوروبا والدول العربية.