الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 13:01

العنف في الملاعب إلى متى …… !!!

بقلم : احمد
نُشر: 27/04/09 14:08

تحمل ظاهرة العنف في الملاعب في طياتها العديد من النتائج السيئة والأضرار الجسيمة التي من شأنها أن تقود أصحابها إلى المستشفيات أو السجون والى الموت أحيانا بعد الإصابات الخطيرة .
يقول بعض علماء النفس أن هذه الظاهرة تأتي نتيجة لتفريغ الطاقة لدى المشجعين في الملاعب الخضراء ، حيث يعتبر اغلبهم أن هذا هو المكان المناسب لتفريغ الطاقة ، وكل ذلك يأتي تحت عنوان" مشجع لكرة القدم " ، وبإمكاني أن افعل ما شئت  ، وكأن لسان حاله يقول "يحق للمشجع ما لا يحق لغيره ".
ولكن ليست هذه كرة القدم التي جاءت للمحبة وملتقى الشعوب والتقرب بين اللاعبين والإدارات المختلفة ، وأيضا الجمهور في نهاية المطاف  ، فإذا قارنا بين نسبة العنف في الملاعب في أوروبا والشرق الوسط نجد أن نسبة العنف في ملاعب الشرق الأوسط أعلى بكثير، و يأتي ذلك بسبب الثقافة العالية لدى المشجع الأوربي ، الذي يحضر لمشاهده المباراة  مع عائلته كنوع من الترفيه والتسلية ، كما وانه معروف لديهم أن من يقوم بأعمال الشغب أو يحاول الدخول إلى الملعب سيزج  به في السجن لمدة 5 سنوات ، ولذلك لا نرى قوات كبيرة من الشرطة في الملاعب الأوربية .

أما بالنسبة لكرة القدم المحلية فهناك فرق بين الثرى والثريا ، ففي مبارياتنا المحلية تسيطر الشتائم والحجارة على  لغة التفاهم بيننا ، والسبب أن الجميع مُلمون في التحكيم، لا ينال إعجابهم تبديلات المدرب ، أو تبادل العنف الكلامي بين الجمهور من كلى الطرفين ، والذي سيصل حتما إلى العنف الجسدي ، أو تدخل الشرطة ، وإيقاف المباراة ، وسجن المذنبين ، ونقل المصابين إلى المستشفى ، وتخفيض نقاط للفريقين ،  وفي معظم الأحيان تغريم مالي كبير من قبل اتحاد العام لكرة القدم  ، فمن هو المستفيد من وراء هذه المشاكل ، طبعا لا احد ،  بل على العكس فهناك العديد من المتضرريين .
أما بالنسبة لأهم ظواهر العنف التي شاهدنها في ملاعبنا المحلية ، فمثلا دخول جمهور بيتار القدس في الدقيقة ال89  إلى ارض الملعب  في الموسم الماضي في مباراتهم البيتية أمام مكابي هرتسليا الأمر الذي أدى لأصابه أكثر من 25 مشجعا نتيجة للدفع والازدحام ، عدا عن ذلك رمي  القنابل الدخانيه إلى الملعب ، وتكسير سيارات اللاعبين كانت إحداها سيارة  اللاعب العربي عباس صوان عندما كان يلعب بصفوف فريق هبوعيل كريات شمونه ، فحسب رأيي لا حل لهذه المشاكل إلا الحكم بعقوبات صارمة على القائمين بهذه الأعمال المشينة والمخربة ، أو حتى السجن لكي يكون  بذلك عبرة لمن لا يعتبر .
لا أريد أن أطيل الحديث فهناك العديد من المشاهد التي شاهدناها عالميا ومحليا، مشاهد مخزية ومقززة وتشيب لها الرؤوس ، استوقفتني حادث مؤلم عندما كنت في احدى المباريات المحلية العربية لأغطي أحداثها كمباراة طبيعة خلال عملي في الصحافة ، كانت مباراة ديربي  عربية بحت  بين نادي الرياضي كفر قاسم وأبناء الطيبة  وبحضور أكثر من 3000 مشجع على ملعب كفر قاسم ،  نتيجة لنقاش دار بين مشجعين امتد إلى شجار بين جمهور الفريقين كله ، ومن ثم بدأ "الاكشن "  الضرب واللكم ورمي الحجارة التي وصلت بلا رحمة  لطفلة تبلغ من العمر خمس سنوات  جاءت مع والدها في يوم إجازته الأسبوعي  لتشاهد أول مباراة  على " الحقيقة " وليس على شاشه التلفاز ،  فكيف لهذه الطفلة أن تعود مرة أخرى للملاعب بعد أن نقلت إلى المستشفى وأصيبت برأسها بجراح متوسطة .
فأين هو السلام والأمان والاطمئنان في الملاعب الخضراء والروح الرياضة التي لطالما تحدثنا عنها ، في الشارع تجد العنف وفي المدارس حدث ولا حرج ، وفي البيت أحيانا .
حدث آخر يندى له الجبين هو ما جرى قبل أيام قليلة  في مباراة الدرجة الثالثة والتي جمعت  فريقي اتحاد أبناء مجد الكروم وأبناء نحف ، والتي توقفت في الدقيقة السابعة والثلاثين من الشوط الأول بسبب شجار عنيف  بين جمهوري الفريقين على الملعب البلدي في مجد الكروم ، والذي انتهى بانتفاضة حجارة أدت إلى جرح العشرات وتكسير زجاج السيارات ، وشارك فيها العشرات إن لم يكن المئات.
وبشرى خير ربما تعطي نوع من الدفع المعنوي والحافز لدى محبي الكرة المستديرة والرياضة عامة انه في آخر اجتماع سنوي لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي تبين انه هناك انخفاض كبير في نسبة العنف في الملاعب مقارنة مع الموسم الماضي ، كل ذلك يأتي بعد تكثيف  التوعية والمحاضرات والفعاليات من اجل الحد من هذه  الظاهرة القذرة.
وأخيرا نتمنى ونتأمل أن يأتي يوم وتشرق فيه الشمس لكي نرى الجماهير ملأت المدرجات بهدف واحد ووحيد، هو التشجيع بصورة رياضية وحضارية  بغض النظر عن نتيجة المباراة ، لان على المشجع الحقيقي أن يحترم الجميع.

مقالات متعلقة