الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 10:02

غالب سيف يوثق المعروفيين وبطولاتهم

من -امين بشير
نُشر: 03/06/09 11:04

يقوم غالب سيف النشيط السياسي والاجتماعي إبن جبال الجليل والساكن في يانوح جت ويعمل سكرتيراص لمجلسها المحلي على توثيق بطولات ونضالات العائلة المعروفية العربية في البلاد وقد أصدر كتابين وهما خلاصة بحثه لعدد من القضايا وخاصة المعروفية.

ويقول الأديب المربي نمر نمر في سيف: رفيقنا العزيز غالب سيف , سكرتير المجلس المحلي يانوح-جث , نشيط جدا في مجال عمله الرسمي , بالإضافة الى نشاطاته الأخرى المباركة في الحزب , الجبهة , لجنة المبادرة , الفعاليات الإجتماعية , التربوية , الثقافية , التفاهم اليهودي العربي وغير ذلك .
من خلال موقعه الميداني آلى على نفسه , بكلّ جدّ وإصرار , أن يُعيد الحق الى أصحابه في كُلّ ما يتعلق بأراضي التّيفن ( التوفانية) المصادرة من القرى الأربع : يانوح , جث , كسرى وكفرسميع , حيث أُقيم عليها مجمّع صناعي كبير , ولحرمان هذه القرى من عائدات هذه المصانع ماليا , فقد ( إخترع) أرباب السياسة الإسرائيلية الممنهجة لحرمان العرب من عائدات عقاراتهم غير المنقولة , إخترع هؤلاء المجلس الصناعي الفريد في نوعه والغريب في أمره : ( المجلس الصناعي برج تيفن) מועצה תעשייתית מגדל תפן .
أهالي القُرى الأربع لم يُسلّموا بهذا النهج العنصري السّافر وفي وضح النهار . فقد عمِلوا شعبيّا ورسميا بواسطة مجلسيهما المحليين لإعادة الحق الى أصحابه , دون كلل أو ملل , رغم وجود بعض العكاكيز السلطوية المزروعة بداخلهم , لعرقلة مسيرة المساواة ونيل الحقوق في بلاد السّمن والعسل ( وبحبوحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط) .
المظاهرات , المسيرات , الإحتجاجات , الإعتصامات , الإضرابات , المراسلات والمكاتبات وكافّة الوسائل القانونية المشروعة , ما كانت لِتُثبط عزيمتهم , بل شحنتهم بالكثير من العنفوان , البسالة وأخذ المبادرة , مهما طال الزمن وطالت المماطلة السلطوية . وهنا جاء دور الرفيق غالب : سكرتير المجلس المحلي , الناطق بإسمه ومركز عمل لجنة الدفاع عن الأراضي , وعلى حِساب وقته الخاص ووقت أسرته الكريمة , رغم إنحراف الصحة والإرهاق اليومي من جراء العمل المتواصل , كي يضع النقاط على الحروف , في هذا الجو السلطوي المحموم لإبتلاع ما تبقى من أرض العرب في هذه الديار وبشكل خاص أرض القرى العربية المعروفية التي أشار إليها بجدارة ونزاهة , عضو الكنيست د. حنا سويد .
بين يدينا كتابان لغالب سيف صدرا عن مطبعة أبورحمون في عكا . لعرض عيّنة واحدة من قضايا الأرض والمسكن في قرانا , وما ينطبق على قرى مركز الجليل , ينطبق على كافّة قرانا من حيث النهج , غول المصادرة , الظلم , التمييز الصارخ علنا ضد كل من ينطق بالضاد ( في أرض الميعاد ) .
إن أدب التّسجيل , التوثيق , الرصد , الأرشفة ونقل الرسالة من جيل الى جيل لا يقلُّ أهمية عن الأدب للأدب أو أدب الرحلات أو السِّير الذاتية . وهذا ما سعى إليه الموثّق الثِّقة غالب سيف في هذين المُصنّفين المُنصِفَين في هذه القرى المنكوبة بِجَشع السُّلطة الظالمة ,
حقيقة الحق
في شهر آذار 2008 أطلّ علينا الرفيق غالب بكتابه الهام : " حقيقة الحق " وهو وثيقة , ملحمة , رِواية , قِصّة , ... نضال يانوح-جث لإعادة حقهم على أرضهم , كما يقول , وهو الجزء الأول ويشمل أكثر من أربعمائة صفحة من السِّجلات الدامغة والتوثيق الصادق لمعركة الأهل الصادقة مع سلطات المصادرة , التهويد , التمييز والقمع .
يقول الكاتب في مقدَّمته :
" في باكورة أعمالي هذه قصدت أن أُوثّق وقائع نضالنا الجماعي في يانوح-جث , ضد محاولات أغنى أغنياء إسرائيل , المدعوم من كل أجهزة السُّلطة والحركة الصهيونية , مقابل شِحّ الإمكانيات النضالية المحلية , ولأحكي تفاصيل ومراحل نضال الوعي المحلي من أدنى مستوياته ومراحل إرتقائه , إلى المرحلة التي نعيشها اليوم , والذي أصبحت فيه "لجنة الدفاع عن الأرض يانوح-جث" , لجنة فرعية للمجلس المحليّ , أي هيئة رسمية أمر مميز لا مثيل له في أي سلطة محلّيّة عربية أخرى ..." .
بودّنا أن نُشير الى أن الشيخ الجليل الرصين أبوعلي مهنا فرج يترأس هذه اللجنة , رغم عكوفه على العبادة وجيله المتقدّم , إلاّ أن منطلقه العقلاني الواعي هو صيانة الأرض والعرض في هذه الديار , وأنا على يقين أن هذا الشيخ المشهود له بالجرأة , الصراحة والإقدام , الى جانب الخشوع , الزهد والتقشُّف والإكتفاء بالنزر اليسير في هذا الزمن العسير , هو يمضي قُدما مع رفاق دربه في النضال الحُر الصادق دون هوادة .
يحضرني ما قاله شاعرنا الراحل راشد حسين , إبن بلدة مصمص في المثلث العزيز الغالي :
سنُفهم الصخر إن لم يفهم البشر
أنّ الشعوب إذا هبّت ستنتصر
ولو قضيتم على الثّوار كلهّم
تمرّد الشيخ والعكاز والحجر !
عمامة بيضاء وكريمة سمحاء وعزيمة في السّماء وإصرار ما مثله إصرار للوصول الى الغاية المنشودة في ظل هذه الأنظمة الفاسدة , التي تأتي على الأخضر واليابس في حرب إستنزاف نفسية , ودقّ أسافين التفرقة المذهبية والطائفية بين أبناء الشعب الواحد , لتجعل من العرب عربين , بل ثلاثة وأربعة .
نطوف مع غالب سيف مع الكلمة , الصورة , الوثيقة , الإقتباس وباللغتين الشقيقتين العربية والعبرية , الى جانب الصور الكاريكاتورية للمرحوم الشهيد ناجي العلي , إبن بلدة سجرة قرب مفترق مسكنة ويسمّونه ( جولاني) .
من بين العناوين التي نقرأها في هذا المصنّف الزاخر بسيل من المعلومات : منشور " من عان ظالم إبتلى فيه " , إقتراح قانون لحل مجلس التيفن قدّمه النائبان دوف حنين وزفولون أورليف . الأرض والتجنيد الإجباري , عِدّة مناشير للحزب الشيوعي والجبهة في عدّة قرى , محاضر جلسات , رسالة المرحوم الشيخ أمين طريف الى وزير الداخلية , لقطات من الصحف المحلية , شكوى ستيف فارتهايمر ضد يانوح-جث ( ضربني وبكى , سبقني وإشتكى) وغير ذلك الكثير من الوثائق الدامغة التي يطفح بها هذا الكتاب .

وقائع من نضال يانوح-جث
بعد مُضي سنة على الكتاب الأول , أطلّ علينا الرفيق غالب سيف , الذي نقول له ولأهل بلدتيه : ان ينصركم الله فلا غالب لكم ( آل عمران) , وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ( الأنفال) . والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( يوسف) صدق الله العظيم .
نعم أطلّ علينا غالب بسجل آخر يحمل عنوان : " وقائع من نضال يانوح-جث لأرجاع المنطقة الصناعية التوفانية ( التيفن) الى قرى مركز الجليل" , الصادر في نيسان هذا العام .
على الغلاف الأول صورة بهيّة للشيخ أبوعلي مهنا فرج – رئيس لجنة الدفاع عن الأرض يانوح-جث , وإلى جانبها صورة للشيخ وهيب سيف – رئيس المجلس المحلي يانوح-جث , الى جانب صورة زيتونة صوريّة روميّة وصورة أخرى لسنديانة أبوعروس (ع) العتيقة في جث ( عمرها أكثر من ألف سنة) , صورتان تبعثان الدفء , الأمل , البركة , اليُمن ثم العزيمة والإصرار حتى نهاية المشوار في هذه الديار .
قد يكون هذا الكتاب تتمّة للكتاب الأول , لكنّه ليس الجزء الثاني منه , إنمّا ( عقبى) بعد الكتاب الأول , كإستراحة للمحارب وإعادة ترتيب الأوراق ثم الإنطلاق من جديد بعزيمة وإصرار نحو الغد المشرق , الموعود في أرض الآباء والجدود .
يقول رئيس المجلس المحلي الشيخ وهيب سيف في رسالة الى أعضاء الكنيست تاريخها 22\2\2009 :
" نحن ممثلي يانوح-جث , رئيس المجلس المحلي , ورئيس لجنة الدفاع عن الأراضي , بإسم أهلنا جميعا نبعث لجنابكم أسمى آيات المباركة بمناسبة إنتخابكم لعضوية الكنيست , المؤسسة التشريعية العليا في البلاد والتي تُتّخذ فيها القرارات المصيرية .. ونحن كشريحة سكانية ما يميّزها حتى اليوم أنها تدفع كامل الحقوق وتعاني من كامل التمييز المتواصل ضدها ... " التوقيع : رئيس لجنة الدفاع عن الأرض  ثم رئيس المجلس المحلي .
بما أن الكتاب\الرسالة المطوّلة موجّه للوسطين العربي ( المظلوم) والعبري ( الظالم) فقد دأب الكاتب على أن يكون التناسق بين اللغتين الشقيقتين , العربية والعبرية معا دون الحاجة الى مُترجمين خارجيين .
الكتاب هذا عِبارة عن كتاب مفتوح الى أصحاب الضمائر الحيّة ممن هُم في خانة صنع القرار , ( من فمك أدينك) , حيث الوعود المعسولة والنخّوات الكبيرة (عليهم) قبل الإنتخابات , ولكن بعدها سرعان ما يُخيّم النوّم والتواني والتنكّر للوعود , اللَّهم سوى بعض الأقلية الصغيرة .
في هذه العجالة إننا نُهيب بأخوتنا , أهلنا , كافّة في القرى الأربع : يانوح , جث , كسرى وكفرسميع العمل معا بعزيمة ونشاط كما عهدناكم , تاركين المصالح الشخصيّة والآنية جانبا , ثم المُضي قُدما معا , جنبا الى جنب ومع وصايا وتعاليم سلطاننا سلطان العرب أجمعين , حيث قال :
- المنيّة ولا الدّنية .
- الصدر أو القبر .
- الحقوق تؤخذ ولا تُعطى .
- يقيني بالله يقيني .
ولرفيقنا , أخينا غالب الذي يشرع سيف العدل , الحق , الإنصاف والمساواة , دمت لنا قدوة , مِثالا , عطاءً , تضحيةً , وفاءً , إباءً , شمماً , رسوخاً , تجذراً , عنفواناً , أصالة , شهامة وكرامة , حتى يُعاد الحق المُغتصب الى أصحابه , مع الشاعر الفلسطيني الشهيد عبدالرحيم محمود :
سأحملُ روحي على راحتي وأمضي في مهاوي الرّدى
 فإما حياةٌ تَسُرُّ الصديق وإمّا مماتٌ  يُغيضُ  العِدى
لك منا أجمل تحيّة ولآهلنا معك , سيروا على بركة الله والنصّر حليفكم . بعونه تعالى .

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.77
USD
4.21
EUR
5.01
GBP
240273.20
BTC
0.54
CNY