بعد مرور اقل من 24 ساعة على الغارات الحربية الاسرائيلية على الجنوب اللبناني وقيام المقاومة باطلاق صواريخ الكاتيوشا باتجاه القواعد العسكرية الاسرائيلية في شمال الدولة العبرية، قال المحلل الاستراتيجي لصحيفة هارتس الاسرائيلية زئيف شيف اليوم الاثنين، ان ايران زودت منظمة حزب الله اللبنانية بصواريخ بعيدة المدى يصل مداها الى 200 كيلوميترا، أي ان باستطاعة حزب الله ضرب مدينة بئر السبع الواقعة في جنوب اسرائيل، كما قال شيف الذي اعتمد على مصادر امنية اسرائيلية في تل ابيب وصفها بانها رفيعة المستوى. واضاف المحلل الاسرائيلي ان الصواريخ الجديدة باستطاعتها حمل رؤوس كبيرة تصل الى 600 كغم وهي معدة لضرب المناطق المأهولة بالسكان في اسرائيل، وتحديدا المناطق الشمالية حتى مدينة الخضيرة. وتابع قائلا ان منظمة حزب الله باتت اقوى بكثير من ذي قبل بعد تسلمها الصواريخ الجديدة، واصبح تهديدها لاسرائيل اشد خطرا. ونقل شيف عن المصادر الامنية ذاتها ان اسرائيل ترى في هذه الصواريخ الجديدة تهديدا استراتيجيا وليس عملية تزويد اخرى لحزب الله، التي تعتبرها اداة طيعة بايدي النظام الايراني، على حد قول المصادر الامنية.
وتابع قائلا ان قادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية يرون في عملية تزويد حزب الله بالصواريخ بعيدة المدى تهديدا استراتيجيا ليس فقط لاسرائيل، انما تهديدا على الدولة اللبنانية وعلى الاراضي اللبنانية، خصوصا وان منظمة حزب الله معرفة دوليا على انها منظمة ارهابية. ووفق اقوال ضابط رفيع المستوى في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي (امان) فان الحكومة اللبنانية تخشى من مواجهة حزب الله، وبالتالي فان اعلان حكومة السنيورة ان تطبيق القرار 1559 بالنسبة لنزع سلاح الميليشيات في لبنان لا يشمل منظمة حزب الله، لان الحكومة اللبنانية تؤكد ان منظمة حزب الله ليست ميليشيا، وهو الامر غير المقبول على مجلس الامن الدولي الذي اصدر القرار المذكور.
واردف المحلل الاسرائيلي قائلا انه عمليا اذا قامت منظمة حزب الله او عمليا ايران باطلاق الصواريخ الجديدة التي تسلمتها باتجاه الدولة العبرية، فان اسرائيل سترد ردا قاسيا وغير مسبوق، وسيكون الرد القضاء كليا على البنى التحتية للدولة اللبنانية، وعندها لن تتمكن الدولة اللبنانية من التستر خلف الادعاء بانها تتعرض لعدوان قاس من اسرائيل، لانه برأي المصادر الاسرائيلية فان الدولة اللبنانية هي التي ستجلب على نفسها هذا الامر.
واوضحت هارتس الاسرائيلية ان الصواريخ الجديدة التي وصلت الى حزب الله مؤخرا تحمل اسماء مختلفة منها زلزال واحد او زلزال 2، او الاسم الايراني لهذه الصواريخ نيزهات. واضافت الصحيفة ان هذا الطراز من الصواريخ التقط لاول مرة من قبل الاستخبارات الاسرائيلية والغربية خلال عرض عسكري في طهران جرى في شهر ايلول (سبتمبر) من العام الماضي. والذي كان العرض العسكري الاول الذي جرى في الجمهورية الاسلامية بعد انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، بالاضافة الى ذلك فقد تم خلال العرض العسكري عرض صواريخ ايرانية بعيدة المدى من طراز شهاب 3، وقد كتب على الصواريخ التي تم عرضها الموت لاسرائيل والموت للولايات المتحدة الامريكية، وكرد فعل على هذه الشعارات، اضافت الصحيفة الاسرائيلية قام ممثلو فرنسا وايطاليا واليونان وبولندا بمغادرة العرض العسكري احتجاجا على الكتابات التي دعت الى القضاء على اسرائيل وامريكا.
واضافت الصحيفة الاسرائيلية ان تزويد ايران لحزب الله بهذا الطراز من الصواريخ تم بموافقة سورية واضحة، مشددة على ان حزب الله نفسها لم تحلم في يوم من الايام ان تحصل على صواريخ بعيدة المدى بمقدورها ضرب جنوب الدولة العبرية. وقالت ايضا ان منظمة حزب الله كانت في الماضي تملك كاتيوشا يصل مداها الى 12 كيلوميترا، وبعد ذلك حصلت من ايران على صواريخ من طراز فجر 3 التي يصل مداها الى 45 كيلوميترا، مشيرة الى ان حزب الله لم يستعمل هذه الصواريخ حتى اليوم. بعد ذلك حصلت المنظمة اللبنانية، كما قال مصدر امني اسرائيلي على صواريخ يصل مداها الى 75 كيلوميترا والتي باتت تهدد اماكن حساسة للغاية في عمق الدولة العبرية، وتحديدا منطقة خليج حيفا، مؤكدة ان عملية التزويد تمت بالاتفاق بين سورية وايران. واوضحت المصادر الاسرائيلية انه وفق العملومات المتوفرة لديها فان منظمة حزب الله قامت باخفاء الصواريخ الجديدة التي كما ذكر باستطاعتها اصابة بئر السبع في خنادق محصنة جدا من الصعب ان لم يكن مستحيلا على سلاح الطيران الاسرائيلي اصابتها، الامر الذي يثير القلق في صفوف الاجهزة الامنية في الدولة العبرية.