شارك أكثر من ستمائة مصلٍ من أهل النقب وأهل الداخل الفلسطيني أمس الجمعة 25/5/2007 في صلاة جمعة حاشدة أقيمت في مسجد المرابطين في قرية السيد في النقب ، والتي دعت إليها الحركة الاسلامية في النقب ومؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الاسلامية بهدف التأكيد على الرفض الشعبي لأوامر الهدم التي أصدرتها السلطات الاسرائيلية بحق المسجد .
وألقى الشيخ علي أبو قرن – مسؤول الحركة الاسلامية في النقب – درساً قبيل صلاة الجمعة ، تطرق فيه الى تفسير قول الله تعالى في القرآن الكريم وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ ... مذكراً ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يعطي الإذن ببناء بيوت الله وحدد دورها ورسالتها ، وقال :" الا أننا اليوم نلمس ان مساجدنا تحارب بكل وسيلة وتتعرض لحملات الهدم والانتهاك وتعطيل دورهاً ، فيما أكد الشيخ علي أبو قرن أن اهل النقب والمسلمين جميعا لن يتنازلوا عن بناء المساجد ولو مشت علينا الجرارات .
هذا وألقى الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الاسلامية ، خطبة الجمعة قال فيها ، " المساجد هي بيوت لله فمن أعلن الحرب على بيوت الله فقد أعلن الحرب على الله ، ومن أعلن الحرب على الله فإن غضب الله وعقابه سيحل به لا محالة ، وقدم الشيخ صلاح الأمثلة من التاريخ على عقاب الله الذي حلّ بمن عادى مساجد الله ، ووصف الشيخ رائد صلاح في خطبته كل من يعادي مساجد الله في الارض بالغباء ، وأشار الشيخ صلاح خلال خطبته ان على كل المسلمين ان يعمروا مساجد الله وان يدافعوا عنها ، ويضحوا من أجلها ، مؤكدا وقوف عامة اهل الداخل الفلسطيني والحركة الاسلامية مع قضية مسجد المرابطين في قرية السيد .
وكان أبناء الحركة الاسلامية في النقب قد نصبوا معرشاً كبيرا في فناء المسجد ليتسع الى مئات المصلين الذين وفدوا من جميع انحاء النقب والداخل الفلسطيني للمشاركة في صلاة الجمعة ، بالاضافة طبعا الى بناء المسجد نفسه ، وقال الشيخ احمد السيد، مسؤول الحركة الاسلامية في حورة، في تصريحات صحفية له :" جاءت الصلاة الحاشدة اليوم من باب التأكيد على حقنا الطبيعي في أداء شعائرنا الدينية في مساجدنا وبالذات في هذا المسجد الذي أقيم لسد الحاجة لأهالي قرية السيد، لكن المؤسف ان تقوم وزارة الداخلية بإلصاق أمر هدم على المسجد ، وواضح جدا ان رسالتنا من خلال هذه الخطبة هو التأكيد على دفاعنا بكل السبل المشروعة الذود عن حمى المسجد " .
يذكر أن مسجد المرابطين في قرية السيد المحاذية لبلدة حورة أقيم خلال معسكر التواصل الأول مع النقب الذي نفذته الحركة الاسلامية العام الماضي ، غير ان وزارة الداخلية قامت بإصدار أمر هدم للمسجد بحجة البناء غير المرخص ، ويقع المسجد بداخل ساحة تحتوي على مقبرة ، وخلال الإجراءات القانونية تمكنت مؤسسة الأقصى من استصدار أمر من محكمة الصلح بإيقاف قرار الهدم الى حين النظر في الملف ، ثم عاد القاضي وقرر هدم المسجد إلا أن مؤسسة الأقصى استأنفت على القرار في المحكمة المركزية في بئر السبع ، ولم يُبت في الأمر حتى الآن .