* عملية جراحية لتقصير المعدة أنقذت بصيرة شاب فقد 50 كيلوغراما من وزنه وحوّله من متقوقع الى طالب متفوّق. لا توجد تقارير كثيرة عن حالات مماثلة في العالم، وهذه هي المرة الأولى في البلاد..
طوّر شاب في الخامسة عشرة من العمر والذي عانى من السمنة الزائدة بدرجة متطرفة حالة من حالات الضغط العالي داخل الجمجمة التي أصابت عصب الرؤية. وقد أجريت عملية تقصير معدة للشاب الذي عولج في مستشفى رمبام، في أعقابها عاد الشاب للرؤية الكاملة.
قبل سنتين وصل للعلاج في المستشفى شاب بوزن 137 كيلوغراما، والذي عانى من أوجاع بالرأس، الغثيان وحالة نفسية سيئة. ويقول مدير وحدة الأعصاب للأطفال في مستشفى الأطفال مايير في رمبام، البروفيسور ايلي شاحر، والذي عالج الشاب القاصر، أنه عانى من حالة التي تحاكي الأورام الخبيثة في المخ، دون أن تكون كذلك. ويضيف: "الضغط العالي داخل الجمجمة الذي تطوّر لدى القاصر نتيجة وزنه الزائد، شكل ضغطا كبيرا على الأعصاب المسؤولة عن البصر وشكلت خطرا شديدا على قدراته البصرية. وعمليا عندما وصل الينا، بدأ يرى أشكالا كظلال، ولم يكن لديه مجال رؤية واسع، فعلى سبيل المثال لم يكن باستطاعته ان يرى سيارة قادمة من الجانب عندما كان يرغب بقطع الشارع لوحده. كان يرى بطريقة نسميها "ابصار انبوبي"، أي أنه كان يرى فقط ما أمامه مباشرة. كان في طريقه نحو فقدان البصر بشكل كامل".
في محاولة لتخفيض هذا الضغط على الجمجمة وعصب البصر، مُنح الشاب علاج دوائي، ولكن الأدوية في هذه الحالة لم تكن ناجحة. وبحسب تقدير البروفيسور شاحر شكّل وزنه الزائد عائقا على العلاج وحوّل الأدوية لغير مجدية. وبعد أن فشلت الحميات الغذائية المختلفة والعلاج الدوائي، وبما أن بصر الشاب وحالته النفسية كانت في تدهور مستمر، توجه الأطباء الى حل اجراء عملية جراحية لتقصير المعدة. ورغم أنه ليس من المتبع اجراء عملية تقصير معدة لشبان قاصرين بسبب عدم اكتمال عملية النمو السليم، في حالات خاصة ومتطرفة مثل حالة شاب كتلة جسمه (BMI) تفوق الخمسين او يعاني من مشاكل صحية صعبة، بالامكان اتباع هذا الحل واجراء عملية جراحية لتقصير المعدة.
قبل نصف سنة أجريت عملية جراحية لتقصير المعدة لهذا الشاب، وفيه تم بتر حوالي 80% من حجم المعدة. العملية الجراحية المعقدة تقيّد كمية الطعام التي بالامكان استيعابها وتساعد في تخفيف نسبة هورمون جرلين – "هورمون الجوع".
من جهته يقول الدكتور أحمد عسلية، نائب مدير قسم الجراحة ب، ومدير وحدة اللاباروسكوبيا المتقدمة في رمبام، والذي نفّذ العملية الجراحية يقول أنه خلال فحص العينين الذي أجري للشاب بعد مرور ثلاثة أسابيع على العملية الجراحة تبين أن مشكلة البصر لديه قد حُلت، وأنه استعاد بصره. ويضيف: "في الشهرين الذين مرا منذ العملية الجراحية فقد الشاب حوالي 50 كيلوغراما من وزنه، وهو اليوم يزن 90 كيلوغراما وبحالة جيدة". ويؤكد د. عسلية أنه بعد الفترة التي كان فيها الطالب محايدا ومتقوقعا على نفسه وابتعد عن الدراسة والمدرسة، عاد الى مسار التعليم وبات طالبا ممتازا.
ويقول بروفيسور شاحر: "هذه أول مرة يتم فيها اتباع العملية الجراحية في البلاد كحل لحالات تضرر البصر بسبب السمنة الزائدة. في الأدب العالمي هناك تقارير معدودة فقط عن حالات مماثلة. العملية الجراحية أعادت للشاب نظره وساعدت في فقدانه لوزنه. اضطررنا لأن نكون جريئين ونتبع هذه الإجراءات غير الاعتيادية".