الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 20:02

احذروا امامكم : كاميرا خفية...

بقلم: شوقية عروق
نُشر: 31/08/09 18:30,  حُتلن: 15:03
* قد نضحك ونقهقه ونرتمي من شدة الضحك على تورط الآخرين ولكن هل نسأل انفسنا لو وقعنا في ذات المطب المضحك كيف سنتصرف ؟؟

* كنا نتمنى ان تختفي الكاميرا خلف جدران مكاتب وقصور وقاعات الأجتماعات السياسية , ونرى كيف يتصرف اصحاب المناصب والمسؤولين , الزعماء والقادة والرؤساء

قد تجد نفسك داخل مقلب , هذا جائز جداً في عقدة القائمين على برنامج الكاميرا الخفية , اللذين وجدوا ان توريط انسان في قضية قد تحوله من حالة الى حالة اخرى, تدفعه للتصرف بصورة تنزع سلوكه وتعريه وتكشف حقيقته الخفية .

بصراحة انا لا احب هذا النوع من البرامج , لأن رصد سلوك الأنسان وقت الغضب - خاصة ان مقدم البرنامج يمارس ثقل ظله حتى نهاية البرنامج – هذا الرصد يجب ان يخضع لمعايير معينة اولها احترام مشاعر الغضب التي تخرج من الأنسان بدون اتزان وبدون تعقل , وغالباً يأتي بعد ان يصل مقدم البرنامج بالضيف الغاضب الى الخروج عن طوره ثم يقول له بصفاقة هذا برنامج (الكاميرا الخفية) لتأتي ضحكة الضيف بعد ذلك صفراء باهتة كأنه سقط في بئر من الخداع .

قد نضحك ونقهقه ونرتمي من شدة الضحك على تورط الآخرين ولكن هل نسأل انفسنا لو وقعنا في ذات المطب المضحك كيف سنتصرف ؟؟ بالطبع قد نتصرف بسلوك مغاير ولكن لن يكون افضل من تصرف الضيف الذي بدا بصورة الأحمق او الغبي او الجاهل او المهرج .. الخ .

( برنامج الكاميرا الخفية ) تحول في شهر رمضان الى نبض روتيني يسعى الى رسم الأبتسامة على وجوه المشاهدين , ولكن قد يضيع الهدف في تعذيب الضيف ولا يبقى الا التذمر والتأفف . مع ان الكاميرا الخفية تلاحقنا طوال السنة , فنحن نعيش ونحيا تحت عدسات الكاميرات الخفية , في الشوارع في المتاجر في المدارس في المؤسسات في الجمعيات في المكاتب الحكومية حتى في البيوت التي وضعت الكاميرات كجزء من الحماية والأمان في ظل غياب الأمن وتقاعس الشرطة . جميع هذه الكاميرات اخترقت حياة الأنسان الخصوصية وقامت بتشريح سلوكه بعيداً عن الناس والأقنعة , ورغم احاطتنا بهذه الكاميرات الا ان (برنامج الكاميرا الخفية ) يريد ان يحفر طرقاً جديدة في كيفية اغضاب المواطن العربي كأنه لايكفيه همومه ومتاعبه وذله واحباطته وخيبات أمله , هذا المواطن المحاصر بالهموم من الجهات الأربعة تأتيه جهة تلفزيونية تريد العبث بأعصابه , وتريد ان تربح اعلانات على حساب صورته التي ظهرت وهو مصاب بحمى الغضب العابر الذي ينتهي بأبتسامة وتلويح باليد الى الكاميرا المختفية .

كنا نتمنى ان تختفي الكاميرا خلف جدران مكاتب وقصور وقاعات الأجتماعات السياسية , ونرى كيف يتصرف اصحاب المناصب والمسؤولين , الزعماء والقادة , الرؤساء , لأننا سئمنا وجوههم المشدودة , المحنطة , والتي تحولت الى ميادين لعمليات التجميل (انظروا الى وجه الرئيس مبارك ) انهم الآن يحاولوا اخفاء التجاعيد والترهلات , ولم يتذكروا كراسيهم التي ترهلت وتدلت حتى اصبحت لزجة ومقيتة .

لن نجد مغامراً في برامج الكاميرا الخفية العربية يستطيع خوض غمار السرية والكشف عن سلوك شخصية سياسية حين تقع بين فكي كاميرا خفية وكيف سيتصرف ؟؟ ثم يرى المشهد الجميع , عندها سيكون الوجه بدون قناع ومكياج , قد يقول البعض يكفي ما نرى من سلوكهم لأن هذا وحده يدل على ما يحملون في داخلهم , ودعوا الداخل في غموضه لأننا نخاف على البشر من فيضان تصرفهم الأحمق .

مقالات متعلقة