الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 26 / يونيو 14:02

قيادات من ورق لشعب عظيم

بقلم أبو العلاء
نُشر: 09/09/09 16:26,  حُتلن: 17:03

هو شعبنا العظيم الصابر المرابط على تراب أرضه , رغم النكبة والنكسة و كل المجازر التي ارتكبت بحقه وشلال الدم الممتد من قبل الاحتلال وحتى زواله في مواجهة المؤسسة الصهيونية المجرمة التي تسهر ليل نهار في عمل دؤوب مستمر للمكر والخداع وإعداد برامج التهجير الترانسفير وسن القوانين العنصرية التي من شانها التضييق والخناق على أصحاب الأرض وحرمانهم من أوطانهم وسرقة أملاكهم , في محاولة لسلبهم شرعية وجودهم وحقهم العيش بكرامة وحرية وقد ولدوا أحرارا على أرضهم وفي أوطانهم .
إن قادة المؤسسة الصهيونية يتبعون خططا وبرامج تسير وفق أبجديات استعمارية وأهداف احتلالية ترمي في نهاية المطاف لإعلان الدولة اليهودية للشعب اليهودي فقط لا غير تجسيدا عمليا لمقولتهم التي كذبوا بها على العالم بمجتمعاته الدولية ومؤسساته وصدقوها من ان ارض فلسطين كانت ارض بلا شعب لشعب بلا ارض , مما يثبت لكل الذين لا زالوا يحلمون أحلام اليقظة وتخدعهم التصريحات البراقة وألاعيب الساسة الإسرائيليين أن مضمون السياسة الإسرائيلية من قيامها حتى يومنا هذا تحمل حقيقة واحدة وهدفا واحدا مهما تغيرت الحكومات وتنوعت أشكالها وألوانها ونعوتها : يمينية أو يمينية متطرفة أو فاشية وحتى يمينية وسطية فإنها كلها تقدم اليوم على حقيقتها بصورة الحكومة الحالية التي كانت أكثر صدقا وشجاعة مع الإسرائيليين و العرب ومع العالم وأوضح مثالا على ذلك وزير خارجية إسرائيل ليبرمان الذي صرح عما يجول في نفوس وعقول هذه المؤسسة الصهيونية بصلف ووقاحة رافقها غباء مطلق إلا أنها تعبر عن حقيقة السياسة الإسرائيلية منذ قيام الدولة و حتى يومنا هذا إذ انه قال ويقول ما يعتقده الآخرون ويؤمنون به ولكنهم يخفونه أو يتظاهرون بغيره .
وفي المقابل لواقع القيادة الصهيونية التي تخطط ليل نهار لهذا الشعب العظيم تقف قيادات شعبنا بلا برامج ولا مخططات مستقبلية وإنما تمارس الحياة السياسية كردود أفعال تزداد حدتها أو تنقص وفق درجة انفعال القادة بالحدث أو تأثيره الإعلامي على بروز هذا القائد أو المردود الإعلامي والحزبي وحتى الشخصي الذي يمكن أن يعود عليه بالربح أو الخسارة .
ولكم تطاحنت وتنافرت هذه القيادات واختلفت حول قضايا غاية في الأهمية مثل قضية وجود قائمة عربية واحدة ( على سبيل المثال لا الحصر ) تمثل جماهير شعبنا وتسهر على مصالحه , يكون لها وزنا حقيقيا يمكن أن يقوم بتمثيل هذه الجماهير ورفع الظلم عنها وفرض واقعا جديدا ونقلة نوعية في الوعي والعمل السياسي ولكن الواقع يشهد على قيادات من ورق همها المكاسب الشخصية والمناصب والحياة المرفهة المنعمة والسفر للخارج لقضاء العطلة الأسبوعية أو السنوية والإجازات وممارسة نشاطات من شانها أن ترفع رأس الوطن عاليا أمام شعوب العالم وتحقيق الظهور الإعلامي على شاشات الفضائيات والانترنت والجرائد وسائر وسائل الإعلام .
إن هذه القيادات الورقية تعيش في برجها العاجي بعيدة عن الشعب ولا تختلط به إلا بمقدار مصالحها الشخصية والحزبية وليس أدل على ذلك من تخوف هذه القيادات في اجتماعاتها وعندما تلزمها الظروف القيام بفعالية ما فان التخوف الأول لهذه القيادات الورقية عدم نجاح هذه الفعالية لأنهم أصلا لا يتواصلون مع شعبهم وتواصلهم محدود الضمان تملية الحاجة كفترة الانتخابات , بعدها يغيبون عن الأنظار اللهم إلا من خلال وسائل الإعلام أو من خلال تسابقهم في كتابة المقالات في المواقع الالكترونية ووضع وصورهم عليها وهي المكتوبة أصلا من قبل اشخاص دفع لهم للقيام بهذا العمل .
هذا وللحديث بقية عن قياداتنا الورقية وأحوالها من خلال تسليط الأضواء على مواقفهم وقصصهم التي لم يرد مثلها في ألف ليلة وليله .

مقالات متعلقة