الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 00:02

المستوطنون يتجاوزون كل الخطوط الحمراء-بقلم: إبراهيم صرصور

بقلم: الشيخ ابراهيم
نُشر: 13/09/09 11:10,  حُتلن: 07:29


* المستوطنون يتجاوزون كل الخطوط الحمراء...بقلم الشيخ إبراهيم صرصور – رئيس الحركة الإسلامية

لقد تفننت إسرائيل منذ قيامها بقتل الفلسطينيين والتنكيل بهم ، وتهجيرهم من ديارهم بشتى الطرق والوسائل ، حتى اطمأنوا على وجودهم في أغلب أرض فلسطين التاريخية ...
كان اليهود مشروع استيطان واحد كبير ، وحركة استيطان جارفة وعاصفة ، مذ فكروا أو فُكِّرَ لهم بإقامة وطن قومي لهم على تراب الأرض المقدسة ...
يبدو أن روح الاستيطان المتوحشة التي اصطبغ بها المجتمع الإسرائيلي منذ بداياته ، ما زالت تفعل فعلها في النفس الإسرائيلية رغم تبدل الأوضاع ، وأن ( طلائع !!!! ) المستعمرين الإسرائيليين الذين اقتلعوا الفلسطينيين بالأمس ، ما زالوا في زحفهم غير المقدس حتى هذه اللحظة بهدف إنهاء الوجود الفلسطيني والقضاء على الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية ولو على جزء من فلسطين ...
لقد شكلت قطعان المستوطنين رأس الحربة في تنفيذ سياسة إسرائيل والحركة الصهيونية الاستعمارية ، وإشباع نزعاتها التوسعية والاستيطانية ، سواء في عهد حكومات حزب العمل وحلفائه من اليسار ، أو حكومات الليكود وحلفائه من اليمين ، أو في ظل حكومات الوحدة الوطنية التي جمعتهما معا ...
إن ما نراه اليوم من جرائم يرتكبها المستوطنون في حق الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده في الضفة الغربية والقدس الشريف ، إلى درجة باتت فيها هذه الوحوش الضارية تشكل أخطر عقبة في طريق السلام ، ليدل دلالة قاطعة على أن السحر قد انقلب أخيرا على الساحر ، وأن روح الاستيطان الشيطانية التي نمت وكبرت على عين الحكومات المتعاقبة ، باتت تهدد بالويل والثبور حتى أولئك الذين رعوها حق رعايتها ، بعد أن تلبست في هذه الكائنات المنفلتة / المستوطنين ، والتي تنطلق في كل أرجاء فلسطين ليلا ونهارا ، سرا وجهارا ، تملأ الدنيا نارا وخرابا ، وتنتهك في طريقها كل المحرمات وترتكب كل الجرائم والمحظورات ، حتى باتوا مصدر قلق وخوف حتى للإسرائيليين رسميين وغير رسميين ...
يقلقنا جدا في الحركة الإسلامية كما تقلق كل جماهيرنا شعبنا وأمتنا ، ما تشكله هذه القطعان من المستوطنين من خطر على حياة المواطنين العاديين من الفلسطينيين ، وذلك بسبب ما يرتكبونه من جرائم تبث وسائل الإعلام صورها البشعة على مدار الساعة ، إضافة إلى جرأتهم الوقحة على سفك الدم الفلسطيني الزكي واستباحة ماله وملكه وحقه في الحياة الكريمة ، إضافة إلى ما يشكلونه من خطر حقيقي على مستقبل القضية الفلسطينية ، والتي يعلن هؤلاء وزعماؤهم وعلى رأسهم نتيناهو تحديهم لها ، ورفضهم للاعتراف بها ، وعملهم على إجهاضها بكل الوسائل الممكنة على مسمع ومرأى من المجتمع الدولي والعالم العربي والإسلامي ...
إننا إذ نتابع بقلق بالغ هذه التطورات ، لنعلن عن حيائنا من الله سبحانه ، ألا يتجاوز موقفنا حدود الاستنكار والشجب والتنديد بهذه الجرائم الاستيطانية ضد شعبنا الفلسطيني ومقدساته ، إلا أننا – مع ذلك – نحب أن نؤكد على الآتي :
أولا : نؤكد أن المسؤولية الكاملة في ردع هؤلاء المتوحشين من المستوطنين وحلفائهم من المتطرفين اليهود ، تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية أولا وأخيرا...
ثانيا : نشير إلى أن دولة إسرائيل وقوى المجتمع المدني مطالبون بقدر كبير من الشجاعة للاعتراف بخطأ الحكومات الفادح في دعم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وضرورة أن تعمل على إعداد الرأي العام الإسرائيلي منذ اللحظة على انه لا أمل لإسرائيل في الحياة ما دام هنالك سرطان اسمه استيطان ...
ثالثا : ننبه حكومة إسرائيل – لأننا لا نستطيع أن نحذر - من خطر ممارسة لعبة ( الاسترضاء ) لهذه القطعان السائبة من المستوطنين ، وذلك بالتغاضي عن جرائمهم كما يحصل اليوم ، والتعامل مع اعتداءاتهم الوحشية بالرفق واللين من جهة ، ووعدهم بتوسيع وإسناد الاستيطان ، مما سيشكل انطفاء كاملا لآخر بريق أمل في انفراج محتمل لحالة الانسداد الحالية المهددة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ، من الجهة الأخرى ...
رابعا : نؤكد هنا على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وصد الهجمات الهمجية للمستوطنين اليهود بكل الطرق المتاحة مهما كلف ذلك من ثمن ، فلا يمكن لمنطق أن يقبل بوضع يظل فيه الشعب الفلسطيني الأعزل من الرجال والنساء والأطفال هدفا لعدوان المستوطنين المدججين بالسلاح دون رادع ...
خامسا : نطالب كل الهيئات الدولية ودول العالم وحكوماته بالتدخل الفوري لحماية الشعب الفلسطيني ، من هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة ، وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات التنديد والأسف على ما يجري . لم تعد البيانات هي الحل في مواجهة حكومة مستوطنين يدوسون بأحذيتهم الثقيلة رأس الشرعية الدولية، ومستهترين تماما بقراراتها...
سادسا : أما عالمنا العربي والإسلامي ، فلا عذر لهم إلا أن يهبوا على قلب رجل واحد لنجدة الفلسطينيين والقدس والأقصى وحرمات المسلمين ، وإلا فإن في مصائر الظالمين من حكام الأمة الغابرين لعبرة لأولي الأبصار لو كانوا يعلمون ...

مقالات متعلقة