قبل اسبوعين ونصف قصف سلاح الجو الاسرائيلي سيارة في حّي تل-الهوى في غزة بهدف تصفية محمد الدحدوح والمعروف لدى جهاز الامن الاسرائيلي كناشط بارز في الجهاد الاسلامي. ولكن مع قتل الدحدوح اصيب ثلاثة مارة من عائلة واحدة كانوا في المكان ساعة الحادث، ماريا ابنة الثلاث سنوات اصيبت باصابات خطيرة تم نقلها على اثرها لمستشفى في اسرائيل مع شلل تام في جميع اجزاء جسدها.
وقد وعد جيش الاحتلال حينها بالتحقيق في هذه الحالة، لكن قضية علاج الطفلة لم تعالج وضاعت في خضم البيروقراطية. ففي المشفى الاسرائيلي الذي تعالج فيه الطفلة يطالبون بارجاعها للقطاع بسبب استعصاء والدها دفع تكاليف علاجها وعدم حصوله الى هذا الحين على دعم من وزارة الدفاع، فعلى سبيل المثال اضطر هذا الوالد المسكين لدفع 2000 شيكل لسيارة الاسعاف التي نقلت طفلته بالاضافة الى تكاليف العلاج الى الآن.
وقد وصلت شكوى بهذا الخصوص لمكتب وزير الدفاع بيرتس والذي قام بدوره بنقلها لمعالجة لجنة خاصة سيتم عقد اجتماع لها خلال الايام القريبة لبحث الحالة وسبل تمويل العلاج كـ "خطوة انسانية وكلفتة طيبة" على حد تصريح وزارة الدفاع.
وفي هذا السياق اعلن مركز بيرس للسلام صباح اليوم باعقاب نشر ملابسات القضية في صحيفة "معاريف" بان المركز سيشارك في تمويل العلاج، وفي تصريح لمدير عام المركز، رون فونداك، قال: "هذه الطفلة التي فقدت جميع افراد عائلتها، ودمرت حياتها لاسباب غير متعلقة بها، يجب ان تحصل على العلاج الافضل، الذي نحن الاسرائليون، قادرين على تقديمه لها، وحتى هذا الامر ليس بالكافي".
كما واشاروا في مركز بيرس الى انهم يمولون علاج اطفال فلسطينيين اخرين، فحتى يومنا هذا قام المركز بمعالجة قضايا اكثر من 1500 طفل والهدف "نقل رسالة انسانية".
حمدي امن والد الطفلة ماريا سعيد بهذه المبادرة ويقول: "هذه الاخبار رفعت قليلاً من المعنويات، لكن الألم لا زال مستفحلاً"، واضاف بان هذا هو واجب الحكومة الاسرائيلية واعرب عن أمله في ان يستطيع الوصول عما قريب الى اسرائيل لزيارة ابنته.