الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 20:02

نحن بحاجة الى كنادر الملايين

بقلم: شوقية عروق
نُشر: 20/09/09 16:37,  حُتلن: 14:53

هل نريد ان نشكر الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي ايقظ في داخلنا الأهتمام واحترام ومحبة ( الكندرة ) وجعلها رمزاً واسطورة وسلاحاً وحماساً يوازي جيوشاً تغط في النوم وتقف على الحدود ضعيفة ومهانة !! هل نشكره على جرأته التي حاصرت اكبر رئيس دولة ودفعته الى الأنحناء ومحاولة الأختباء خوفاً من لطمة حذاء جاءت من يد متورمة بالحقد , مليئة بالحزن على انهيار ودمار العراق.
منتظر الزيدي يخرج من السجن بطلاً , وقد تتفاوت معاني البطولة بين الناس , لكن (منتظر) استطاع ان يؤكد حكاية بسيطة لمواطن عادي يرفض الأهانة والذل والدم والقتل , فأصبح عليه واجب اعلان الرفض القاطع لأستقباله المزين بأبتسامات النفاق في موقف كان يجب ان يصرخ فيه كل عراقي , لكن منتظر اختصر اكثر العراقيين ولقن الرئيس بوش كيف تكون قبلات الوداع .
التضامن الشعبي العراقي والعربي والعالمي الذي حظي به (منتظر ) لايفتح الأبواب عن شعوب متعطشة للأنتقام فقط ولكن يفتح الفضاء عن هزال وشلل وانتظار لحظة عابرة تتألق فيها شعلة حتى تضاء كوابيس مخذولة ..حتى نغطي عجزنا قمنا بأحتضان صور بوش المذعورة من رمية الحذاء وسجلنا احلى الكلمات للبطل (منتظر) الذي انهالت عليه العبارات والقصائد وهاهي الهدايا من سيوف ذهبية وبيوت وسيارات وحتى زوجات جميلات تقدم له ثمناً لشجاعته المفقودة داخلنا . ومثلما الوعود كثيرة ونحن (قوم نشتهر بالقول وليس بالفعل ) قد تجف الكثير من الوعود التي تصدرت وسائل الأعلام (كما جرى مع الوعود التي وعدوا بها اهل غزة )ويجد منتظر نفسه بعد مدة مواطناً عادياً ينتظر راتبه كصحفي من القناة البغدادية , ولا نريد استباق الأحداث , لكن دائماً عندنا البطولة لاتقدر بثمن وتتعرض للأنتهاك والظلم والنسيان والتاريخ وذاكرة الناس يشهدان على ذلك .
البطولة لابد ان تغنى , هذا امر مفروغ منه في الغناء العربي , لأن استغلال مشاعر البطولة يجب ان تترسخ في الوجدان وتسجل على السنة الناس , وقد اصطاد المغني الأردني (متعب الصقار ) كندرة الزيدي وصنع منها اغنية تحت عنوان ( كندرة الملايين ) لم اسمعها ولكن اعرف ان (متعب الصقار ) قد سجل سابقاً اغنية اشتهرت جداً تحت عنوان (رجال الخاصة ) وفيها مديح للقوات الخاصة بالملك الأردني عبدالله الثاني .
(كندرة الملايين) , هل قدرنا ان نسقط في كندرة لنرى في داخلها عالم الكرامة والكبرياء , ثم اين (كنادر الملايين) لترمى على الفساد والأنظمة الضعيفة والمتقاعسة المتجمدة , التي اوصلت احلامنا الى رمية حذاء والى التغني بهذا الرمية العربية البطولية .
منتظر الزيدي يخرج من السجن عراقياً , راكباً فردة حذاء جريئة , لم تتنكر ولم تمزج حزنها بقواعد اللعبة (المالكية ) بل اصرت ان تبقى الحذاء الشامخ وتحرج الضيوف الذين جاءوا ليحتفلوا بذكرى الدمار المهين , وفي انتظار منتظر آخر لابد ان تختبىء الكثير من الأحذية , لكن لابد ان نرى الحذاء الطلقة مرة ثانية .

مقالات متعلقة