* الإنسان إذا فسد ضميره وأخلاقه وكثر كذبه يبيع نفسه وشرفه وشعبه وعائلته ووطنه لأعدائه والعياذ بالله
* الإنسان المفسد الفاقد للضمير والخلق والكاذب أيضا إذا لم يُقنعه الحلال, لا بالقليل يشبع, ولا حتّى بالكثير يقنع
فساد الضمير والخلق والكذب يدل على موت الضمائر وقلة الإيمان بالله إيمانا حقيقيا ,هؤلاء الناس قدّموا حب المال على حب لقاء الله تعالى .وقدّموا حب الدنيا ومتاعها على حب الآخرة ونعيمها .لم يبالوا بإقتراف الحرام وترك الحلال والعياذ بالله .
الإنسان المفسد الفاقد للضمير والخلق والكاذب أيضا إذا لم يُقنعه الحلال, لا بالقليل يشبع, ولا حتّى بالكثير يقنع.صاحب المئة يريدها الف وصاحب الألف يريدها مليون وهكذا لا يكتفي بشيء,حتّى ولو كان على حساب الغير, مثل هؤلاء كمثل جهنم يقال لها هل امتلئت فتقول هل من مزيد, والعياذ بالله .
إن هذه الآفات مصيبة ما بعدها من مصيبة تضعف الإيمان واليقين بالقناعة يقول تعالى :(قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون ).ويقول عليه الصلاة والسلام "شر الناس من اتّهم الله في قضائه " ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي :
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم**فأقم عليهم مأتما وعويلا.
الإنسان إذا فسد ضميره وأخلاقه وكثر كذبه يبيع نفسه وشرفه وشعبه وعائلته ووطنه لأعدائه والعياذ بالله. لذلك نحن بحاجة إلى التوحيد والاستقامة ليستقيم الراعي والرعيّة, والعيش وتستقيم الحياة والأمّة لترتقي دون الخوف والحزن (إن الذين قالوا ربنا الله ُثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ).
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله :قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك .فقال له عليه الصلاة والسلام : " قل آمنت بالله ثم استقم ". لذلك الذي يستقيم لا يلتفت لغير الله عز وجل .هذا الرجل يريد من إكثار الوصايا ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم أوصاه بوصية جامعة وموجزة .
الذي يستقيم لا ينحرف يمينا ولا شمالا لأن الأنحراف ضد الأستقامة وعكسها .الله تعالى علّمنا الهداية من خلال صلاتنا (إهدنا الصراط المستقيم ) الإستقامة علاج للفساد تُهدي صاحبها على الحق وتُوقفه عند حدود الله عز وجل وتبعده عما حرّم الله وتقرّبه لما أحلّ سبحانه .
(وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون) .فيا أيها المغرور بمالك وعائلتك أو حتّى منصبك إعلم بأن الفساد سببه قلة الإيمان و كذلك الكذب لأن الكذب أيضا آفة من الآفات التي تُسقط الرجل من رجوليّته وإنسانيّته ولربّما دينه, توصله إلى جهنّم والعياذ بالله .
فما علينا إلاّ أن نستقيم على الصراط الذي انعم الله به على عباده الصالحين والمستقيمين والعاملين والعالمين بكتاب الله وسنة أنبيائه ورسله صلوات الله وسلامه عليهم جميعا وعلى نبيّنا محمد الذي قال في حديث شريف :"نوم العالم عبادة, وصمته تسبيح, وعمله مضاعف, ودعائه مستجاب, وذنبه مغفور".
نسأل الله أن يكمن فينا هذا الحديث و كذلك قول الله عز وجل: (إن المتقين في جنّات ونعيم* فكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم* كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون).
أعاذنا وإيّاكم الله من الفساد والكذب وقلّة الإيمان.