الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 06:01

مدينة يافا والطائفة الأرثوذكسية في البلاد تودع فقيدها الكبير الاستاذ يوسف ديك

كل العرب
نُشر: 27/11/09 11:35,  حُتلن: 11:38

* لن ننساك ما دامت هنالك ذاكرة ، فالذاكرة لن تنسى من سطروا بمواقفهم وانسانيتهم وايمانهم اروع المواقف

أقيم بعد ظهر أمس في مدينة يافا مأتم كبير لأبن يافا البار الراحل الأستاذ يوسف ديك الذي خدم الكنيسة الأرثوذكسية في يافا لعشرات السنين كمرتل ورئيس للجمعية الأرثوذكسية ومسؤول في كثير من المؤسسات الأرثوذكسية والوطنية.
المرحوم كان شخصية ارثوذكسية عربية معروفة وكان صلبا في مواقفه الوطنية ودفاعه عن القضية الأرثوذكسية وتصدى بمبدئية وصلابة لكثيرمن التجاوزات التي كانت تحدث بحق الاوقاف الكنسية وكان مدافعا عن عروبة القدس كما دافع ايضا عن الطابع العربي لمدينة يافا. وله أسهامات كبيرة في هذا المضمار كما ان له حضورا في كثير من النشاطات الوطنية في يافا وفي خارجها. واخر منصب حمله هو رئيس اللجنة التنفيذية الارثوذكسية.

اقيمت خدمة الجناز على جثمانه في كنيسة القديس جوارجيوس للروم الأرثوذكس في يافا وهي الكنيسة التي كان يرتل فيها المرحوم ويخدم فيها لسنوات طويلة. وترأس الخدمة الجنائزية سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس وسيادة المطران ذمسكينوس الوكيل البطريركي في يافا ، بمشاركة عدد من الكهنة من كافة المناطق. حضر الجناز الالاف من المشيعيين الذين اتوا من سائر انحاء البلاد وقد غصت بهم الكنيسة وباحاتها حيث تقدم الحضور شخصيات برلمانية وحزبية وممثلوا الطوائف المسيحية وممثلو الطائفة الاسلامية الكريمة في يافا وحشد كبير من ابناء الطائفة ومعارف الفقيد واصدقائه وزملائه الذين اتوا لكي يقدموا واجب العزاء لاسرة الفقيد ويشاركوا في هذا الحدث الجلل الذي الم بالكنيسة الارثوذكسية وهذه الخسارة الفادحة للعرب الارثوذكس في هذه البلاد.
القيت عدة كلمات تأبينية من المطران ذمسكينوس وكذلك السيد جابي قديس رئيس الجمعية الارثوذكسية في يافا والشيخ الامام سليمان سطل امام مسجد النزهة في يافا ممثلا للطائفة الاسلامية الكريمة والسيد شوقي حبيب سكرتير اللجنة التنفيذية الارثوذكسية والسيد جورج بهو رئيس المنظمة الكشفية في البلاد والسيد جابي عابد رئيس الرابطة لشؤون عرب يافا والاستاذ ميشيل صايغ نائب رئيس الجمعية الارثوذكسية في عمان باسم الطائفة العربية الارثوذكسية في الاردن والسيد جورج ادمون حنانيا والاب جاك عابد. كما القيت عدد كلمات تعزية من قبل عدد من النواب الذين شاركوا في الجنازة.

ومن ثم نقل الجثمان الى مدافن العائلة حيث المدافن الارثوذكسية في يافا قبالة شاطئ البحر ، حيث دفن جثمانه الطاهر في ثرى مدينة يافا التي احبها ودافع عنها طوال حياته حيث كان دائما يردد بأننا هنا باقون وها هو اليوم يحتضنه ثرى مدينة يافا ولسان حاله هنا باقون وسنبقى في بلدنا وفي وطننا في حياتنا وفي مماتنا.
سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس قال في هذه المناسبة الحزينة: بأننا نودع اليوم شخصية ارثوذكسية وطنية متميزة أنسان ذو مبادئ وقيم لم يتنازل او يتراجع عنها حتى الرمق الاخير. احب كنيسته ودافع عنها وكان حريصا على ان تكون كنيسته حاضرة قوية لها دورها ورسالتها في هذا الوسط الذي نعيش فيه. وكان يقول دائما: أن تكون ارثوذكسيا يعني أن تكون وطنيا ، فالارثوذكسية لم تقدم للمجتمع العربي إلا أناس وطنيين ملتزمين بقضايا الارض والانسان.
أن خسارتنا كبيرة برحيلك يا أبا جورج ولكننا متأكدون بأنك سائر نحو الملكوت ونحو القيامة التي لطالما رتلت لها وسبحتها بصوتك الرخيم ، فجنبات هذه الكنيسة ومؤمنيها سيذكرونك دائما وسيفتقدون صوتك الذي رتل وسبح ومجد الله وستفتقدك يافا التي أحببتها وكنت منتميا اليها وسيبقى أهلها يذكرونك دائما انك كنت من المناضلين المجاهدين بالقول والفعل من أجل مدينة عربية اريد لها ان تتغير ملامحها ولكنك وقفت صلبا في وجه أولائك الذين يحاولون طمس معالم يافا العربية.
من ثمارهم تعرفونهم والثمار التي تركتها كثيرة ، رحمك الله يا ايها الاخ والصديق العزيز صاحب الكلمة الجريئة والموقف الصلب ،كنت استاذا بالوطنية الصادقة وستبقى علما من اعلام الكنيسة والوطن فتكريمك واجب لانك تستحق التكريم.خسرناك في هذا الوطن وخسرتك طائفتك وكنيستك ولكن السماء ربحتك ونسأله تعالى بأن يكون مكانك مع القديسين والصدقين وكما كنت تسبح بصوتك الرب على الارض فلتكن مسبحا له في السموات ايضا.
لن ننساك ما دامت هنالك ذاكرة ، فالذاكرة لن تنسى من سطروا بمواقفهم وانسانيتهم وايمانهم اروع المواقف.
وليكن ذكرك مؤبدا والعزاء نقدمه لعائلتك واصدقائك ومحبيك وما اكثرهم.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
296432.26
BTC
0.52
CNY