استرجع مانشستر يونايتد بعد سهرة كـروية مثيرة وممتعة على ملعب هال سيتي - الكيه سي- في ختام الجولة الـ19 من الدوري الإنجليزي الممتاز مركزه الثاني برصيد 40 نقطة بفارق نقطتين عن تشيلسي المتصدر من آرسنال الذي كان قد فاز على أستون فيلا في وقت سابق من اليوم الختامي للجولة.

فاز مانشستر بثلاثية مقابل هدف، وكادت تهرب من بين يديه المباراة حيث تعادل هال مطلع الشوط الثاني لكن فيرجسون تحرك تكتيكياً ليؤمن لنفسه ولفريقه مواصلة المنافسة على لقب البطولة.
بحث الفريقان منذ بداية المباراة عن الفوز بالثلاثة نقاط لأهداف مختلفة تماماً عن بعضهما البعض، مانشستر كما أسلفنا أراد استعادة مركزه الثاني الذي ذهب لآرسنال بطريقة مُذهلة بعد تفوقه على أستون فيلا بثلاثية نظيفة، ويريد هال سيتي ترك قاع المسابقة لولفرهامبتون وبولتون وبورتسموث ومنافسة ويستهام في مركز يُطمئن قلوبهم على الأقل قبل بدايـة العام الجديد..
فكانت المباراة سريعة للغاية وتعددت فيها الفرص من كلا الجانبين، فيما يخص الأداء العام أما بالنسبة لمَن ألقى نظرة سريعة على التشكيلة فسيتأكد من نفس المعلومة، حيث بدأ هال بثنائي هجومي "فاجان وألتيلدور" وعاد الثنائي "روني وبيرباتوف" ليقودا هجوم الشياطين بعد غياب أسبوع حيث كان هناك شك في غياب بيرباتوف لمدة 3 أشهر لكن التشخيص كان خاطئاً وعاد النجم البلغاري ليقود هجوم فريقه.
بادر مانشستر بتهديد مرمى أصحاب الأرض في الدقيقة 16 بواسطة ركلة حرة مباشرة نفذها الويلزي ريان جيجز لكنها انحرفت جوار القائم الأيمن للحارس "مايهيل"، ولم يتحكم الشياطين ذلك التحكم التام الذي توقعه البعض بما أنه يواجه ثاني الترتيب العام لكن من أسفل الجدول، فقد كانت المباراة سجالاً بين الفريقين، هجمة هنا وهجمة هناك، وطالب لاعبو هال بركلة جزاء في الدقيقة 21 عندما عرقل ويس براون لاعب الوسط "جارسيا" داخل منطقة الجزاء، واظهرت الإعادة التليفزيونية حدوث عرقلة واضحة من براون ولكن الحكم "فيل دوود" أشار لمواصلة اللعب.
وكالعادة طيلة الأحداث المباراة جاء الرد سريعاً بتسديدة صاروخية من واين روني في الدقيقة 24 ذهبت في نفس زاوية الحارس مايهيل الذي ازاحها لركلة ركنية، وبعدها بأربعة دقائق عاد هال ليُهدد مرمى الشياطين ويتألق كوتشاك بإبعاد الكرة بردة فعل رائعة، وسيطر مانشستر على المباراة قليلاً ثم انحصر اللعب في منتصف الميدان حتى جاء الهدف الأول لمانشستر في الدقيقة 45 بتوقيع واين رونــي حين استقبل عرضية فليتشر قبل تفويتها من جانب ريان جيجز ليشتت الدفاع وتذهب سهلة لروني الذي اودعها بيسر في الشباك الفارغة.
لم يبدأ مانشستر الشوط الثاني بتلك القوة التي توقعها عشاقه تاركاً النمور يسيطرون على الملعب وانكمش بطريقة غريبة لدرجة أن روني تراجع لمنطقة الجناح الأيسر لمساعدة إيفرا فسقط في خطأ جسيم دفع ثمنه باهظاً بإعادته الكرة للحارس كوتشاك فأنقض عليها هجوم هال ثم مررها بالعرض لتذهب لألتيلدور الذي تعرض وقت تسديد الكرة برأسه للدفع بخشونة من البرازيلي "رافائيل دا سيلفا" فأطلق الحكم دوود صافرته معلناً عن ركلة جزاء، أنبرى لها المهاجم الإنجليزي "فاجان" مُحرزاً منها هدف التعديل في الدقيقة 58.
أستعاد نجوم المانيو شملهم خاصةً عندما تدخل فيرجسون بدفعه بلاعب الوسط "بارك جي سونج" بدلاً من متراجع المستوى "فالنسيا" الذي استسلم تماماً أمام القوة البدنية لبواتينج والمدافع جارندر، ولاحت أخطر هجمة لهم في الشوط الثاني في الدقيقة 62 بعد تسديدة رأسية من ويس براون إثر ركنية ريان جيجز، فسقطت الكرة من فوق مايهيل لكنه ابعدها بأطراف أصابعه؛ رد عليه جارسيا برأسية أقوى من ركنية أيضاً ولكنها كانت قريبة جداً من قلب المباراة رأساً على عقب حيث مّرت جوار القائم بقليل.
بدأ يضغط مانشستر بقوة لإحراز هدف التعادل ونجح بالفعل في الدقيقة 73 بنيران صديقة عندا ارتدت احدى الهجمات من الخلف للأمام بقيادة المحنك "ريان جيجز" الذي مرر على اليمين لروني الذي تحول تحولاً تكتيكياً في الجزء الأخير من الشوط، تسلمها روني ثم مرر عرضية أرضية برازيليه صعبة على الدفاع لم يستطع المدافع "داوسون" التعامل معها ليُودعها في شباكه مُعلنة تقدم الشياطين، وبعدها بعشر دقائق فقط تحول روني إلى الجهة اليسرى من جديد ليُهدي الهدف الثالث لبيرباتوف على طبق من ذهب في الدقيقة 82.، وفي الدقائق المتبقية لم يجد جديد سوى نزول النجم الجزائري "كمال جيلاس" في هجوم هال فلم يفعل شيئاًَ وتسديدة صاروخية لواين روني في الدقيقة 91 علت العارضة.
كانت هذه هي طريقة استعادة مانشستر يونايتد لمركزه الثاني الذي خطفه آرسنال بفوزه على أستون فيلا في وقت سابق من الجولة الـ19، ليرفع الشياطين رصيدهم لـ40 نقطة بفارق نقطتين فقط عن تشيلسي المتصدر وبفارق نقطتين عن آرسنال الثالث ليشتعل الدوري أكثر فأكثر؛ وعلى صعيد هال سيتي فظل كما هو في المركز الـ19 برصيد 17 نقطة للتأجل فرصة نجاته من الهبوط لمرحلة أخرى.