الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

الأيكونوموس صالح الخوري من سخنين في رسالة الميلاد: المسيح ولد فمجدوه

امين بشير مراسل
نُشر: 07/01/10 12:39,  حُتلن: 12:50

- الأيكونوموس صالح الخوري راعي الطائفة الأرثوذكسية في مدينة سخنين في رسالته:

* المسيح ولد فمجدوه.. المسيح أتى من السماء فاستقبلوه.. المسيح على الارض فارتفعوا

* هل قرأنا بولادته ولادة مخلص يدعونا للمحبه يدعونا لأنكار الذات, أنكار "الأنا" وسيطرت العنجهيه الفانيه

* السيد المسيح يريدنا جميعا أن نعبر مع النجم الميلادي الى مغارة ذواتنا الخاصه ويجدد أيماننا وحياتنا الروحيه

* السيد المسيح يولد في مغارة متواضعه, حملا وديعا وهذا ليس وليد الصدفه فهو الحمل الوديع الذي قال عنه يوحنا المعمدان: هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم

خص الأيكونوموس صالح الخوري راعي الطائفة الأرثوذكسية في مدينة سخنين موقع العرب برسالة معاني عيد الميلاد المجيد والتي ألقاها في منزله العامر بالمدينة والتي جاء فيها:



أيها الاحبه نحييكم بتحيه الميلاد المباركه في يوم الميلاد نحييكم بتحية السماء السلاميه الى الارض نحييكم بتحية الملائكه القائلة: "المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام". تحية تجدد أرتباطنا بهذا الحدث الاعظم في تاريخ الخليقة جمعاء , ومسيرة الانسانيه والبشريه عبر الدهور, تحية الإله الذي أرتضى أن يأخذ الصورة الانسانيه هاديا للبشرية جمعاء والقائل :" أنا هو نور العالم, من يتبعني فلا يمشي في الظلام, بل يكون له نور الحياه" فنحن أذا أبناء النور بالتبني, أذا سلكنا بحسب النور, والتزمنا بتعاليم السيد المسيح السماويه المقدسه, وما علينا نحن أبناء النور, ألا أن نتشح به بالاعمال الصالحه النيره, متممين بذلك ما جاء في أنجيل متى القائل :" هكذا فليضئ نوركم قدام الناس , ليروا أعمالكم الصالحه, ويمجدوا أباكم الذي في السموات".
نعم أيها الاحبه , اليوم تتجدد الخليقه بأسرها بميلاد ملقي السلام, اليوم تتجسد الكلمه, فيرى غير المنظور منظورا, الذي لا يسعه مكان , يحمل على ذراعي الانسان, محققا بذلك نبوءات الانبياء بقولهم " ها أن العذراء تحبل وتلد أبنا, يدعى عمانوئيل".

أعجوبة عظيمة وتنازل كبير
نعم أيها الاحبه, أنها أعجوبه عظيمه, وتنازل كبير, لا بل بركة من السماء تتبارك بها الارض بأكملها وتمنحها سلاما بلسان الملائكه القائلين :" المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام" فها السيد المسيح يولد في مغارة متواضعه, حملا وديعا , وهذا ليس وليد الصدفه, فهو الحمل الوديع الذي قال عنه يوحنا المعمدان:" هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" نعم هو الذي سيقدم نفسه فداءا لهذا العالم ومن الطبيعي أن يولد بين الحملان الوديعه, في مذود حقير, ليثبت للعالم, أنه لم يأت ليتنعم من هذا العالم الفاني , بل ليخلص بمجيئه هذا العالم , ليكون الراعي الصالح الذي يولد وسط الاغنام, وأن لم يولد في وسط الاغنام فمن يرعاهم يا ترى؟؟؟
وليس بالصدفة كذلك , أمر المجوس الذين بشروا بميلاد السيد له المجد, فأنهم بشروا أولا وقبل كل شيء بشروا الرعاة نعم الرعاة وهم زملاء الراعي الصالح, الذين سهروا على غنمهم سهر من سيعطي جوابا لدى الله حيث وقف بهم ملاك الله, ومجد الرب قد أضاء حولهم, وسمعوا من الملاك البشرى بقوله :" ها أنا أبشركم بفرح عظيم , يكون لجميع الشعب, أنه قد ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب"، وهذا ليس بصدفة كذلك, بل نبوءه عظيمه للنبي داود القائل:" الرب يرعاني, فلا يعوزني شيء" لأن كهنة بني أسرائيل كانوا قد أهملوا الرعيه, فلا بد من مجيء راعٍ أمين, وأستمر رعاة بني أسرائيل بأهمالهم هذا حتى صلبوا السيد المسيح له المجد وحينها تغير الكهنوت فأصبح في العهد الجديد , على ترتيب ملكيصادق.

الإله يولد في مغارة متواضعة
نعم أيها الاحبه, الإله يولد في مغارة متواضعة, وهذه المغاره أصبحت حافزا وسببا لنا جميعا لنفرح بميلاد رسول السلام والمحبه, تلك المغارة التي أصبحت دافعا للكرازه بالمساواة والمحبة والتسامح, بلا تمييز في الجنس والقوميه والدين, فلا ذكر ولا أنثى , لا أسود ولا أبيض , لا سيد ولا عبد ,فجميعنا نحمل صورة الخالق ومثاله, وقد أبدعنا في أحسن تقويم, وجميعنا أخوة أمامه. والسؤال الذي يطرح نفسه ويتردد في كل سنة ميلاديه هو , هل نحن على أستعداد لأستقبال رسول السلام ؟؟؟ هل نحن مستعدون لكي يتجدد الميلاد فينا ؟؟ وماذا فعلنا من أجله؟؟

المخلص يدعونا لإنكار "الأنا"
هل التزمناه قضية يومية, أم أننا نسيناه في ظل الهموم الدنيويه الحاضره, هل قرأنا بولادته, ولادة مخلص يدعونا للمحبه, يدعونا لأنكار الذات, أنكار "الأنا" وسيطرت العنجهيه الفانيه, فالسيد المسيح يريدنا جميعا أن نعبر مع النجم الميلادي الى مغارة ذواتنا الخاصه ويجدد أيماننا وحياتنا الروحيه , لنلهج بأسمه ولنصير شاهدين له, وملتزمين تجاهه في حياتنا هذه, ليغذي ضمائرنا ثقافة الانسنه, ثقافة قبول الاخر, كغذاء للنفوس والعقول, فيجعلها تنتفض من جديد, محبة وتسامحا مع جميع الاديان السماويه وعطاءا وأحتراما متبادلا. وهكذا نجعل من كنيستنا مغارة حقيقية للميلاد سفينة للنجاة والخلاص رسالة واضحة للتسامح والتواضع والرجاء والمحبه الصادقه نحو الانسانيه جمعاء. رسالة للقادة السياسيين في عالمنا عامة ومنطقتنا خاصة لندعوهم في هذه المناسبه المقدسه ليحتضنوا رسالة المحبه, رسالة السلام بدل الخصام, رسالة التسامح بدل الكراهيه, رسالة الامن والطمأنينه بدل الكبت والحرمان, ولتحترم الشعوب حقوق كل منها لنعش بسلام حقيقي في أرض السلام, الذي لطالما تنشده الامم وتبتغيه الشعوب, ولنهتف مع القديس بولس القائل:"هوذا الان يوم مقبول, هوذا الان يوم الخلاص " المسيح ولد فمجدوه, المسيح أتى من السماء فاستقبلوه, المسيح على الارض فارتفعوا" وهكذا, وهكذا فقط, سنشعر جميعا بفرح الميلاد النابع من المعنى اللاهوتي الهام لسر التجسد العظيم , وتمتلئ قلوبنا سعادة ابدية بظهور الطفل يسوع, الذي ليس لسلامه ولمحبته حدود.

الميلاد يحل في ضمائرنا الانسانيه غذاءا للنفوس والعقول
اللهم أجعل الميلاد يحل في ضمائرنا الانسانيه غذاءا للنفوس والعقول, فيجعلها تنتفض من جديد حبا وتسامحا بين جميع الديانات, وهكذا ,وهكذا فقط, نشعر جميعا بفرح الميلاد الحقيقي النابع من المعنى اللاهوتي الهام لسر التجسد العظيم, وتمتلئ قلوبنا سعادة أبدية بظهور الطفل يسوع , الذي ليس لسلامه ولمحبته حدود.
أتمنى لكم جميعا الصحه الدائمه والسعاده المستمره, وكل عام وأنتم جميعا بألف ألف خير.

الايكونومس صالح خوري
كاهن سخنين للروم الارثوذكس

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
3.96
EUR
4.76
GBP
337033.28
BTC
0.52
CNY