* زمن السقوط العربي : من المسؤول ؟!!!بقلم الشيخ إبراهيم صرصور – رئيس الحركة الإسلامية
قصة قافلة شريان الحياة 3 والأحداث التي رافقتها منذ انطلاقها من لندن قبل واحد وثلاثين يوما ، كشفت حتى العظم حقيقة النظام المصري وعلى رأسه الرئيس مبارك ، كما وكشفت حقيقة الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي كمنظمات إقليمية عاجزة عن القيام بأي دور حقيقي وفاعل ، ولو على المستوى الأخلاقي في خدمة القضية الفلسطينية ، وعن المسافة الشاسعة التي تفصل بين النظام العربي الرسمي وبين الشعوب ... في الوقت ذاته كشفت الأحداث عن المعدن الصافي والنقي لأكثر من دولة إسلامية وعربية وعلى رأسها تركيا ، وعن الاستعداد اللامحدود لأكثر من شعب عربي ومسلم أن يكون مدافعا وبعناد عن أقدس قضايا المسلمين في هذا العصر وهي قضية فلسطين ، قضية الأقصى المبارك والقدس الشريف ...
هذا جانب واحد فقط من جوانب المأساة التي تكشفت فصولها في الأيام الأخيرة ، والتي ظهر فيها النظام المصري في أحط صوره وأكثرها سقوطا مهما ساق من أعذار ومبررات هي في حقيقتها أقبح من ذنب ، إلا أن الجانب الأشد إيلاما في نظرنا هو الإحباط الذي تسببت به الأحداث الأخيرة للمئات والآلاف من أنصار القضية الفلسطينية والقضايا العربية والإسلامية في أنحاء العالم وبالذات في الغرب ... لا نشك في أن الملايين من العرب والمسلمين الأحرار والمغلوب على أمرهم في عالمنا العربي والإسلامي قد توارَوا خجلا وعارا وهم يسمعون المناضل البريطاني الكبير ( جورج غالاوي ) قائد قوافل شريان الحياة ، في لقائه بالجزيرة في برنامج ( بلا حدود ) ، والذي تحدث فيه بمرارة عما لاقاه هو ومئات المتطوعين معه في القافلة على مدار واحد وثلاثين يوما ، وبالذات من النظام المصري الذي سجل وبكل امتياز أسود الصفحات في تاريخ مصر الحديث ، إلى درجة دفعت بهذا النصير الكبير للقضية الفلسطينية إلى القَسَمِ ألا يعود إلى مصر مرة أخرى ما دامت مصر تمارس هذا السياسة الظالمة والغاشمة ، وتشارك بشكل تجاوز الدور الإسرائيلي والأمريكي في حصار قطاع غزة وتجويع أهله ، بهدف تركيعه ودفعه إلى التخلي عن قيادته التي اختارها راضيا بإرادته الحرة في انتخابات شهد العالم بنزاهتها وشفافيتها ...
لقد تجاوز النظام المصري كل الخطوط الحمراء في تعامله مع حملات الإغاثة لقطاع غزة ومنها حملة ( تحيا فلسطين ) التي يواجه أعضاؤها وفيهم امرأة يهودية من الناجين من المحرقة النازية ، وعلى مدار الأسابيع الماضية ، أشنع أنواع التنكيل من قوى الأمن المصرية في القاهرة بعدما منعتهم السلطات المصرية من التوجه إلى قطاع غزة للتضامن مع أهله المحاصرين ...
يبدو أن هذا النظام المستبد لم يعد يأبه بسمعة مصر ولا بدورها التاريخي ، كما لم يعد يهتم أصلا بموقف الشعب المصري الذي تُعَبِّرُ عن غضبه حيال هذه السياسة ، كثيرٌ من حركات المعارضة الوطنية والإسلامية على الساحة المصرية رغم ما تتعرض له من سحق وحصار حديدي ...
يظل السؤال: إلى متى ستصبر الشعوب العربية وشوإيران،لى وجه الخصوص على هذا الانهيار السافر في سياسات دولهم ؟؟ أولا يَرَوْنَ ما فعلت الديمقراطية في تركيا وإيران، حينما تحولت الأنظمة الحاكمة فيهما خادمةً للشعوب وممثلة لمصالحها وآمالها، لعلمها بأنها / أي الشعوب هي وحدها صاحبة الصلاحية في تقرير مصيرها بعد كل دورة قانونية ؟؟ ليس أمام شعوبنا العربية وبالذات في مصر إلا أن تجد الطريقة المناسبة لفرض واقع ديمقراطي حقيقي يكسر قيد الدكتاتورية الغليظ ، ويحطم بوابه زنزانة الاستبداد الأسود ، ويطلق جماهير الأمة من سجن احتكار السلطة البغيض ... عندها وعندها فقط سيتنفس عالمنا العربي والإسلامي وستتنفس مصر هواء الحرية... عندها وعندها فقط ستتبوأ مصر مكانتها قائدة للأمة ، أما قبل ذلك فستتحمل مصر بلا منازع آثام العرب والمسلمين حتى تعود إلى رشدها ....