الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 06:01

هل فقدت عزيزا أمام عينك ولم تعرف كيف تعالجه؟ الإسعاف الأولي ضرورة حتمية

أمين بشير مراسل
نُشر: 13/01/10 15:26,  حُتلن: 14:14

* نسبة دخول العرب للمستشفيات بسبب الحوادث هي ستة اضعاف مما هي عليه لدى اليهود

*  82% من الاطفال الراقدين في قسم العلاج المكثف في مستشفى رمبام هم من العرب بسبب الحوادث

* المرأة بدأت تأخذ دورها في مجال الاسعافات الأولية بجانب المضمد والمسعف وهو أمر جدير بالاهتمام

* طلاب دورة الاسعاف الأولي يتعلمون عن الأمراض التي تحصل عند الناس وكيفية تشخيصها بشكل اجمالي من النظرة الاولى ومن المعلومات الأولية التي يستقونها ممن حول المصاب

هناك أهمية كبرى في تقديم الاسعافات الاولية للمصابين عند وقوع الحادث ان كان حادث سقوط عن ارتفاع او حادث طرق أو ابتلاع الطفل لجسم غريب أو تزحلق قاعدة اللسان أو ربط الاطراف في حالات الكسور أو اجراء عملية تنشيط للقلب في النوبات الحادة، وعليه خرج المركز الطبي"حياة" في شفاعمرو مؤخراً فوج جديد من الشباب والفتيات المسعفين.
البراميديك واصف عاصي الناطق بلسان المركز الطبي"حياة" يقول: هناك أهمية كبيرة لدورات الأسعاف الأولي التي يتم تنظيمها في الوسط العربي من أجل تقديم الاسعافات الاولية للمصابين في كل وقت وفي كل مكان: في البيت والمدرسة والشارع والمصانع، وهو أمر يمكن أن يتسبب بانخفاض الاصابات وتدهور حالة المصابين والامر لا يقتصر على اصابات حوادث الطرق بل اصابات منزلية أيضاً وهي كثيرة بحيث ان 82% من الاطفال الراقدين في قسم العلاج المكثف في مستشفى رمبام هم من العرب بسبب الحوادث ونسبة دخول العرب للمستشفيات بسبب الحوادث هي ستة اضعاف مما هي عليه لدى اليهود وكذلك نسبة الوفيات للحوادث المنزلية هي ثلاث اضعاف مما عليه في الوسط اليهودي وهذا الوضع موجود ايضاً في اصابات حوادث الطرق والتي تشكل نسبتها ثلاث اضعاف مما هي عليه في الوسط اليهودي والوفيات في حوادث الطرق هي ضعفين مما هي عليه في الوسط اليهودي ".


البراميديك واصف عاصي

سعدى حجيرات من شفاعمرو تبلغ من العمر 37 عاماً وهي أم لاربعة ابناء مضمدة وسائقة سيارة إسعاف في المركز الطبي "حياة" وتعد الأولى بهذا المجال في الوسط البدوي تقول لمراسل موقع العرب: المرأة بدأت تأخذ دورها في مجال الاسعافات الأولية بجانب المضمد والمسعف وهو أمر جدير بالاهتمام وهناك إمكانية كبيرة لانتساب الفتيات لهذا القطاع والمجال المهم بالمجتمع العربي.
وتضيف سعدى بانها تعلمت دورة الاسعاف ضمن المركز وبعد سنتين متواصلتين من العمل في المركز الطبي"حياة" في المدينة تلقت دعماً كبيراً من الطاقم ولم تكتفِ بان تكون مسعفة فقط بل استمرت حتى حصلت على شهادة سياقة سيارة الأسعاف لتكون من النساء الأوائل في هذا المجال.


سعدى حجيرات


البرامديك, توفيق عواد ابن مدينة طمرة والذي يعمل ضمن الطاقم الطبي في حياة يقول: أن الدورة الاسعاف الأولي هي دورة تؤهل الطلاب لتقديم الاسعافات الأولية لأشخاص قريبين منهم من أجل انقاذ حياتهم أو تخفيف معاناتهم حتى وصول الطواقم الطبية التي تقوم بمعالجة مكثفة للمصاب وهو أمر أصبح اليوم حيويا في حياتنا اليومية في ظل الحوادث الكثيرة التي تقع من حولنا ناهيك عن أن متعلم الدورة بمرحلة اولى يساهم بمساعدة أفراد عائلته قبل الآخرين, فمثلاً في حالات التشردق بالطعام أو بالحبوب فإن وجود شخص مؤهل من دورة اسعاف يمكنه أن يقدم الاسعافات الأولية لينقذ حياته قبل وصول سيارة الاسعاف وحالات كهذه تحدث مع الأطفال.

معرفة الأمراض
طلاب دورة الاسعاف الأولي يتعلمون عن الأمراض التي تحصل عند الناس وكيفية تشخيصها بشكل اجمالي من النظرة الاولى ومن المعلومات الأولية التي يستقونها ممن حول المصاب ومن ثم يستطيعون أن يباشروا بالاسعافات له ولذلك نفضل أن يكون في كل بيت شخص متعلم دورة اسعاف أولي فمثلا أبنائي الثلاثة تلقوا هذه الدورة حتى أن ابني الذي يبلغ من العمر 16 عاما استطاع أن يسعف شقيقه بعد أن علقت حبة ذرة في حلقه وأغلق مجرى التنفس وبدا عليه حالة الاختناق فما كان منه الا أن قلبه على جنبه ودفعه عدة مرات الأمر الذي جعل الحبة تخرج من فمه وهكذا تم انقاذه بالرغم من أن حالات مشابهة قد تحدث مع آخرين لا يعرفون ما يفعلون ويصابون بالذهول وبدلاً من تقديم الاسعافات الأولية له يقومون بنقله الى الطبيب وفي الطريق تسوء حالته.

سيارة الاسعاف والعلاج المكثف
ويشدد عواد على أهمية مرافقة طلاب الدورة لسيارة الاسعاف والعلاج المكثف التي تعمل في الحقل بحيث يتعرفون على نوعيات الاصابات وخاصة المنزلية منها وحوادث الطرق بالذات وكلما شاهدوا حوادث أكثر استطاعوا أن يجمعوا معلومات أكثر وهذا يؤهلهم أكثر لتكون لديهم المقدرة على مواجهة أي حالات طارئة.


توفيق عواد

المجال الانساني
سوسن هشام عودة من بلدة عبلين تبلغ من العمر 16 عام أنهت دورة الاسعاف الأولي في مركز حياة الطبي تقول: أن انتسابها لدورة الاسعاف الأولي تنبع من حبها لهذا المجال الانساني الذي من خلاله يمكن تخفيف معاناة الناس ممن هم حولها ويمكنها من خلال ذلك أيضاً أن تساهم في توعية أصدقائها وأقاربها لهذا المجال خاصة أنها قد مرت بتجربة شاهدت فيها والدها الذي أصيب بنوبة قلبية حادة في المنزل ولم تستطع أن تسعفه أو أن تنقذ حياته عام 2002 بينما كان عمرها 9 سنوات وكان لذلك الحادث الأثر الكبير في قلبها ونفسها وما زلت تتذكر تلك الحادثة التي لم ولن تنساها.
وتضيف سوسن عودة أن صديقاتها وبعد أن استمعوا منها للحالات التي مرت عليها خلال فترة تطوعها في المركز الطبي حياة أصبحت لديهن رغبة بالانتساب لهذه الدورة والتي من خلالها يمكن لهن اكتساب الكثير من القدرات والثقة بالنفس وفعلاً قد تسجل عدد منهن للدورة وسيبدؤون بها عما قريب.


سوسن هشام عودة

ميادة ماهر حجيرات من شفاعمرو تبلغ من العمر 16 عام وتدرس في المرحلة الثانوية بالمدينة أنهت دورة الاسعاف الأولي مؤخراً تقول أنها سمعت من أصدقائها عن هذه الدورة والأهمية التي تكتسبها كل فتاة تنتسب لها خاصةً في القضايا المتعلقة بتقديم الاسعافات الأولية لأفراد العائلة أولاً وللناس من حولنا عامةً وقد انتسبت اليها وشعرت كم هي بحاجة لمثل هذه المعلومات التي تكسبها قدرة على تحمل مشاهدة مناظر صعبة للغاية في حوادث الطرق والاصابات الأخرى ومن خلال مرافقتها لسيارة الاسعاف في تطوعها بمركز حياة يومين في الأسبوع.
وتقول: مررت بحالة كان فيها شقيقي قد تعرض لحادث حريق وأصيب بحروق من درجة ثانية ولم أستطع احتمال المنظر وتوجهت معه الى المركز الطبي للعلاج ولو كنت حينها على دراية بالاسعافات الأولية لكنت قد عرفت كيف يمكن أن أساهم بتخفيف معاناته قبل نقله للمركز الطبي.


ميادة ماهر حجيرات

قيمة الحياة عند الناس
رنا توفيق عواد تبلغ من العمر 19 عام تدرس في التخنيون بمدينة حيفا بموضوع مختبر طبي تقول: أن والدها توفيق عواد براميدك يعمل في المركز الطبي حياة وايضاً أشقاءها اشتركوا في دورات الاسعافات الأولية. وتضيف: أنهيت مؤخراً الدورة لأنضم لأفراد العائلة الذين تعلموا الدورة وذلك حرصاً على قيمة الحياة عند الناس وعند المقربين خاصةً وان لتعلم دورة الاسعافات الأولية أهمية كبيرة في انقاذ حياة أشخاص قد يحدث معهم حالات مفاجئة وهو أمر يحدث بشكل يومي في المدارس وفي الشوارع وحتى في الجامعة.

أتطوع في أوقات فراغي
وتضيف: اليوم لدي ثقة بالنفس بعد أن تعلمت الدورة وكانت معدومة قبل ذلك فبإمكاني أن أقدم الإسعاف لأشخاص مصابين بعد أن شاركت في الحقل حيث رافقت الطاقم الطبي في عدة حوادث منها إصابات منزلية ومنها حوادث طرق وقضية التطوع أصبحت اليوم أمرا حيويا لكل شخص فأنا أتطوع في أوقات فراغي الأمر الذي يزيدني ثقة بالنفس ويشعرني أني أقدم ما هو فيه فائدة لمجتمعي.
رنا عواد تتقدم لجمهور الطلاب والشبيبة أن ينتسبوا لمثل هذه الدورة التي من خلالها يمكن أن تبني لهم ثقة بالنفس والمساهمة بانقاذ حياة أعزاء عليهم ومواجهة أي موقف قد يصادفونه في حالات الطوارئ وهو أمر يحدث مع كل شخص.


رنا عواد

لفظ الأنفاس الأخيرة
شروق بدران حجيرات تبلغ من العمر 17 عام وتدرس في المدرسة الشاملة "ج" بشفاعمرو تقول: أن لوفاة جدها المفاجئة كان لها الأثر الكبير في أن تنتسب لدورة الاسعاف الأولي خاصةً وانها شاهدت بأم عينها أن أحداً لم يسعف جدها وهو يلفظ أنفاسه وهي وأهل بيتها يقفون أمامه لا يعرفون ماذا يفعلون حيال ذلك في حين تأخرت سيارة الاسعاف التي قيل أنها خرجت من الكريوت وعند وصولها كان الجد قد توفي, هذه الحادثة كان لها دافعاً أن تتعلم دورة الاسعاف من أجل أن تخدم أفراد عائلتها في حالات مشابهة "لا سمح الله".
وتنصح شروق حجيرات زميلاتها الطالبات بالانتساب لدورات مشابهة في مركز حياة أو في مراكز أخرى لبلورة شخصيتهن ولكي تكون لديهن قدرة على خدمة مجتمعهن بصورة جيدة وهذا المجال يمكن للفتيات العربيات أن يكون لهن مستقبل بكل ما يتعلق بالخدمة التطوعية, كما وتتوجه بشكرها لوالديها وصديقاتها الذين دعموها في توجهها بهذه الدورة.


شروق حجيرات

وليد سليمان مريح يبلغ من العمر 17 عام من طمرة أنهى دورة الاسعاف الأولي التي استمرت مدة ثلاثة أشهر وهو اليوم يتطوع ضمن الطاقم الطبي في مركز حياة يقول أن حالات عديدة ومختلفة تتعلق بالاصابات قد وقعت أمامه ولم يستطع أن يساهم في انقاذ من هم كانوا بحاجة ماسة لتلك المساعدة بسبب عدم درايته بالموضوع ومن خلال التطوع أصبح اليوم على دراية لكل صغيرة وكبيرة في الاسعافات الأولية التي يمكن من خلالها أن ننقذ حياة الأشخاص حتى وصول سيارة الاسعاف وجميعنا يعرف حوادث الطرق القاتلة التي تقع بشكل يومي على شوارعنا في الوسط العربي وخاصةً حوادث الدراجات الهوائية والنارية وتراكترون والاهمال الكبير الذي يتصف به شبابنا في هذه الأيام والكثير من الأوقات نحن نقوم بتوعية الشبان الأصدقاء قبل وقوع تلك الحوادث.


وليد سليمان مريح

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.83
USD
4.10
EUR
4.78
GBP
241292.36
BTC
0.53
CNY