* صرصور: لقد بالغ في مدحه لإسرائيل وقياداتها، وخلط الديني بالسياسي، إلى درجة شعرت معها بالإنحطاط الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية
" كان سيلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي في خطابه أمام الكنيست الأربعاء يهودياً وصهيونياً أكثر من اليهود والصهاينة أنفسهم".. هكذا وصف الشيخ النائب إبراهيم عبد الله صرصور رئيس الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، خطاب الزعيم الإيطالي أمام البرلمان الإسرائيلي، والذي جاء في نهاية زيارة لإسرائيل والتي إستمرت لأربعة أيام..
وقال :" كنت استطيع تفهم حديث بيرلسكوني عن معاناة اليهود عبر التاريخ، لكن الأمر الذي أستوقفني جداً هو التبرير الفاضح لجرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتى اليوم، وإهماله الكامل الحديث عن معاناته والمأساة التي يعيشها تحت الإحتلال في الضفة الغربية والقطاع والقدس الشرقية المحتلة من جهة، ومعاناته في مخيمات اللجوء في كل أرجاء الدنيا من الجهة الأخرى "...
من اليمين: بيرس ورئيس الوزراء الإيطالي
وأضاف :" لقد بالغ في مدحه لإسرائيل وقياداتها، وخلط الديني بالسياسي، إلى درجة شعرت معها بالإنحطاط الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية وهي على عظمتها وقوتها المادية والبشرية أصبحت كغثاء السيل الذي لا قيمة له ولا وزن له في نظر زعماء العالم ، إلا بقدر ما تخدم مصالح الغرب المتحالف دينياً وسياسياً مع إسرائيل والصهيونية. تحدث عن إسرائيل على إعتبارها المثل الأعلى والأكثر أصالة للديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط والمرتكزة إلى الأصول التوراتية والصهيونية. ذكّر بما قاله يوحنا بولس الثاني من أن ( شعب إسرائيل هو الأخ الأكبر). لقد تفاخر بيرلسكوني بدعمه اللامحدود لإسرائيل، وإعترافه بأنها كانت وما تزال الضحية، وأنها الشريكة الأكثر إخلاصاً للغرب ضد الإرهاب الدولي ، وعليه فمن حقها الدفاع عن نفسها بغض النظر عما تسببه من دمار وتنكيل وظلم للشعب الفلسطيني"...
وأكد على أن:" حديثه عن الحق الفلسطيني في إقامة الدولة المستقلة لم يخرج أبدا عن المقاس الذي حددته إسرائيل. لقد طالب بإستئناف المفاوضات دون شروط، لم يطالب الحكومة بوقف الإستيطان ورفع الحصار عن غزة، ووقف سياسات التهويد في القدس الشرقية، والإعلان عن إعتماد المرجعية الدولية كأساس للحل، وتحديد جدول زمني لإنهاء المفاوضات. لقد كان ممثلاً للرؤية الإسرائيلية بمنتهى الإخلاص والتفاني إلى حد شعر معه نتنياهو بالحرج الشديد"...
وخلص إلى أن :" بيرلسكوني لم يخف قناعاته حول العلاقة مع إسرائيل، والتي كشف أنها لا تقوم على المصالح، وإنما تقوم على الشراكة اليهودية-المسيحية المُؤسٍسةْ للرؤية الغربية للدين والتاريخ. جاء هكذا الكلام بعدما سمعه من نتنياهو الذي سبق بيرلسكوني ، والذي ذكّر الأخير بالتاريخ الأسود الذي جمع اليهود والإيطاليين-الرومان عبر التاريخ وحتى الحكم الفاشي في القرن العشرين. نعم العالم يركع أمام إسرائيل ، ويعمق علاقاته بها. مهما كانت أسباب ذلك، إلا أن سبباً واحدا يجب أن يكون واضحاً. أنه الغياب العربي والإسلامي عن ساحة الفِعلِ العالمي ، والذي جعلهما أخر ما يفكر الغرب به ، ناهيك عن أن يحسب له حساباً"...