أحيت كوبا ذكرى المقاتل الأرجنتيني أرنستو تشي غيفارا بعد أربعين عاما من اعتقاله وإعدامه في بوليفيا, على أيدي عناصر من المخابرات المركزية الأميركية.
وبسبب المرض تغيب الزعيم الكوبي فيدل كاسترو -الذي ساعده جيفارا على تولي الحكم عقب ثورة كوبا عام 1959- عن حضور التجمع الحاشد عند المزار الذي دفن فيه الرفات بعد استخراج الجثة من قبر غير معلم في بوليفيا عام 1997.
غيفارا وكاسترو
وقال كاسترو في مقال صحفي إن "غيفارا الطبيب الذي ولد في الأرجنتين زرع بذور الضمير الاجتماعي في أميركا اللاتينية والعالم". وكتب كاسترو "أتوقف خلال الصراع اليومي لاحني رأسي احتراما وامتنانا لهذا المقاتل العظيم الذي سقط قبل أربعين عاما".
كما قالت ألييدا ابنة غيفارا (46 عاما) وهي تغالب دموعها إن العودة إلى تيار اليسار في بعض دول أميركا اللاتينية من خلال الانتخابات وليس الصراع المسلح أثبتت صحة رؤية والدها. واعتبرت أن "أميركا اللاتينية بدأت تصحو وأحلامها بدأت تتحقق".
وقد احتشد نحو عشرة آلاف عامل وطالب كوبي أمام تمثال برونزي لغيفارا وهو يحمل بندقية في مدينة سانتا كلارا بوسط كوبا التي حررها عام 1958 في المعركة الحاسمة للثورة الكوبية.
من جهة ثانية وجه أرنستو أحد أنجال تشي غيفارا تحية غير مألوفة إلى والده، متقدما موكبا من راكبي الدراجات النارية إلى ضريحه في مدينة سانتا كلارا الكوبية.
وقال أرنستو إنه كان طفلا حين غادر والده كوبا عام 1965، مشيرا إلى أنه حرص على توجيه تحيه لغيفارا بهذه الطريقة, حيث كان يهوى الدراجات النارية.
يشار إلى أن غيفارا لا يزال بطلا قوميا في كوبا حيث يتذكره الناس لترويجه فكرة العمل الطوعي دون مقابل في مواقع البناء. ولا تزال صورته على بعض الأوراق النقدية وهو يقطع أعواد القصب في الحقول.
وكان جنود بوليفيون تدعمهم المخابرات المركزية الأميركية قد ألقوا القبض على غيفارا يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول عام 1967 وأعدم رميا بالرصاص في اليوم التالي في مبنى مدرسة.
وعرض جسده الذي ملاه الرصاص في غرفة غسيل بأحد المستشفيات ثم دفن في وقت لاحق في قبر غير معلم وكان يبلغ من العمر آنذاك 39 عاما.
وقد حولت ملصقات لغيفارا بشعر طويل وهو يرتدي فيها قبعة عليها نجمة المقاتل إلى بطل شعبي ورمز للثورة على مستوى العالم.