* محمد أسعد كناعنة : الأسرى لا يجوعون لأنهم من محبي الألم والجوع بل للمطالبة بحقوقهم
تجدد اليوم السبت الإضراب عن الطعام الذي بدأ فيه الأسرى قبل اسبوع لمدة يوم واحد بغية الضغط على السلطات الإسرائيلية لتحسين ظروف حياتهم.
وقد اتخذ الأسرى قرار الإضراب بشكل جماعي، احتجاجا على تصاعد الانتهاكات بحقهم، وللمطالبة بالسماح لأهالي الأسرى بزيارة أبنائهم في السجون وإنهاء المضايقات التي يتعرض لها أهالي أسرى الضفة والداخل وغزة خلال زيارتهم إضافة لإنهاء التفتيش العاري للأهالي والإجراءات المصاحبة للزيارات.
وقد بدأ الأسرى سلسة إضرابات جزئية ومفتوحة مع بداية معاناتهم في السجون الإسرائيلية، الأمر الذي جعلهم يعلنون عن "معركة الأمعاء الخاوية".
الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية ولجنة متابعة قضايا أسرى الحرية قال في حديث خاص مع مراسل موقع العرب " إننا نؤكد أمام القاصي و الداني كلمات لن نتراجع عنها ، بأننا نعتبر قضية الأسرى السياسيين سواء كانوا من الجولان أو القدس أو الداخل والضفة الغربية وغزه ، أنهم إحدى ثوابت القضية الفلسطينية ، و لا يمكن لعاقل أن يتجاوزها و يغفل عنها كما أنه لا يمكن أن تحل القضية إلا بعودة كل لاجئ فلسطيني إلى أرضه وبيته ومقدساته ، و لا يمكن أن تحل القضية إلا بعودة كل اسير سياسي لأرضه و بيته وإن قضية أسرانا من أغلى ما نملك ورأس مالنا، لن تموت رغم ظلم وقيد وسجن السجان و ستبقى أقوى من كل مظاهر الظلم .
وأكد الشيخ صلاح إننا ماضون مع أسرانا و أسيراتنا ، لن نخاف ظلما في هذا الموقف و الأيام تشهد أن الاسير سيبقى جزء لا يتجزأ من إهتمام كل فرد منا ونلتقي اليوم في عرابة تضامناً منا مع الأسرى الذين أعلنوا عن الأمعاء الخاوية وأضربوا عن الطعام وهو عهدا علينا مع الأسيرات والأسرى السياسيين ، أن لا ننساهم أو نغفل عنهم سيبقوا أحياء في عقولنا و قلوبنا و ضمائرنا واهتمامنا و مبادراتنا ، و سنبقى لهم عنوان صرخة وتواصل محلي و عالمي و جزء من آبائهم و أمهاتهم حتى نراهم بيننا أحرار.
الأسير المحرر محمد أسعد كناعنة وأمين عام حركة أبناء البلد الذي عاش عدة سنوات وراء القضبان وشارك في الإضرابات المفتوحة والجزئية في السجون الإسرائيلية قال إن الإضراب آخر خيار يلجأ إليه الأسرى بعد استنفاد جميع خياراتهم لمواجهة تعنت إدارة السجون والانتهاكات بحقهم، لكن من اعتقل ليحيا شعبه لم يكن يأبه بالجوع والإرهاق والمرض في السجن"، موضحا أن الأسرى لا يجوعون لأنهم من محبي الألم والجوع بل للمطالبة بحقوقهم وأكد أن المطالب العادلة للأسرى هي السماح للأهالي بزيارة أبنائهم والسماح ببث قناة الجزيرة وتقديم العلاج للأسرى والسماح لهم بالتقدم إلى الثانوية العامة، وتوقف الانتهاكات والاعتداءات على ذويهم خلال الزيارات، وأن إضراب الأسرى عن الطعام وزيارات ذويهم، نوع من أنواع النضال لدفع إدارة السجون لتوفير احتياجاتهم الضرورية ولانتزاع حقوقهم وبالرغم من إن الإضراب خطوة احتجاجية متواضعة فإنه يحمل معاني ودلالات كبيرة ويمثل صرخة قوية يأمل أن يحصل من خلالها الأسرى على حقوقهم المسلوبة في السجون الإسرائيلية.
وأكدت سحر عبدو الناشطة السياسية وعضو لجنة متابعة قضايا الأسرى أن هناك أهمية بربط نجاح الإضرابات في داخل السجون على مدار تاريخها بالخطوات المساندة لهم في الخارج ودعمهم الخارجي والتحركات الجماهيرية والسياسية والحقوقية المساندة لهم، مشيرة إلى أنه كلما زاد التجاوب الخارجي مع الإضرابات زادت فرص حصول الأسرى على حقوقهم ولذلك فقد جاء قرار لجنة المتابعة بنصب الخيمة والمشاركة بالإضراب عن الطعام وأن الإضراب من القرارات الصعبة التي يلجأ الأسرى إليها رغما عنهم بعد فشل كل وسائلهم النضالية الأخرى كالاحتجاجات والمناشدات والمفاوضات مع إدارة السجون وهم يخوضون إضرابا عن الطعام يحملون شعارا دائما وهو "نعم لآلام الجوع ولا لآلام الركوع".