* علي محمد معدي: عرب ال-48 منذ النكبةِ وحتّى اليوم يُعانونَ من سياسةِ التمييزِ والإذلالِ والتفرقة ومن تصرُّفاتِ العنجهيَّةِ والتعالي والغطرسة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
والحمد لله ربِّ العالمين, والصلاةُ والسَّلام على خاتم المرسلين, محمَّد الهادي الأمين, وآله وصحبِهِ والتابعين, وبعد:
قائد ثورةِ الفاتح من سبتمبر سيادة رئيس الجماهيريَّة العربيَّةِ الليبيّه, الأخ القائد معمّر القذّافي, حفظه الله.
سعادة السّفير الدكتور محمّد حسن البرغثي الذي غمرنا بفضلِهِ وتواضعه.
أصحاب المناصب الروحيّة والرسميّة والشعبيّة مع حفظِ الألقاب.
إخواني أعضاء الوفد من عرب ال-48.
أيُّها الحشدُ الكريم:
بمشاعر الفخر والإعتزاز، وأحاسيسَ الشّرفِ والكرامة، أقفُ بينَ أيديكم يا سيادةَ الرئيس، وعلى أرضِ ليبيا العامرةِ الزاهرة لنرفعَ لفخامتِكُم، أسمى معاني التقدير والعرفان، وأزكى آياتِ المحبَّةِ والإمتنان، لهذِهِ اللفتةِ الكريمة, والمبادرةِ الطيّبة، تجاهَ أهل وإخوانٍ لكم، قَسَتْ عليهمِ الظروف، ونزلت بساحتِهِمِ النوائب، ولكنَّ بَقَوْا صامدينَ على ترابِ الوطنِ الغالي.
إنَّ دعوتَكُم لهذا الوفدِ الكريم من عرب ال-48, بمختلفِ مذاهبِهِ وفئاته, وبتنوُّعِ مشاربِهِ وتوجُّهَاتِه, إنَّما هي دلالةٌ واضحة على أصالتكُمُ العربيّة, وبصيرتكُمُ الثاقبة, وسياستكُمُ الحكيمة, خصوصًا في هذا الظرفِ الدقيق الذي تمرُّ بِهِ منطقةَ الشرقِ الأوسط.
الأخ القائد:
إنَّ عرب ال-48 منذ النكبةِ وحتّى اليوم, يُعانونَ من سياسةِ التمييزِ والإذلالِ والتفرقة, ومن تصرُّفاتِ العنجهيَّةِ والتعالي والغطرسة,من قِبَلِ المؤسسةِ الإسرائيليّة, فمن مصادرةِ الأراضي, إلى هدم البيوت, إلى منعِ الميزانيّات, إلى تضييقِ سُبُلِ العيش, إلى زرع الفِتَنِ الطائفيّة, إلى تدنيسِ المقدّسات, وها هُوَ الأقصى يناديكم, وها هُوَ الأقصى يُنادي العربَ والمسلمين,. إنَّنَا نتوجَّهُ من خلال سيادتِكُم للجامعةِ العربيَّة, وللملوك والرؤساءِ العرب, أن تأخذوا هذِهِ الأقليّةِ بالحسبان في كل مبادرةٍ وتسوية لحلِّ القضيّة الفلسطينيّة, لكي تحفظوا حقَّها وكرامتَهَا وعيشَهَا على ترابِ وطنِهَا.
لكلِّ إنسانٍ الحقَّ في التواصل مع أبناءِ شعبِهِ
إنَّ الدياناتِ السَّماويّة, والقوانينَ الدُّوليّة, والمنطقَ الإنساني, يمنحُ لكلِّ إنسانٍ الحقَّ في التواصل مع أبناءِ شعبِهِ وأُمَّتِهِ, دينيًّا, وثقافيًّا, واجتماعيًّا, واقتصاديًّا. ولقد كانَ لمبادرةِ الدكتور عزمي بشارة الفضلَ في بناءِ جسورِ التواصل معَ العديد منَ الدولِ العربيّة التي تُعَرَّف في القانون الإسرائيلي دولاً معادية. فشكَّلْنَا "لجنة التواصل الدُّرزيّة" التي ليَ شرفُ رئاستِهَا, لنتواصل مع أهلِنَا وأبناءِ أُمَّتنا في العالمِ العربيِّ أجمع, ممَّا عادَ علينا في الداخل من تعزيزٍ للهويَّة وللإنتماءِ الوطني والقومي.
التواصلِ العظيم
إِنَّ مبادرتَكُمُ الجريئةُ اليوم, بهذا التواصلِ العظيم, تضعُ الركيزةَ والقدوةَ والأساس, لباقي الدولِ العربيّة, لتفتحَ أبوابَهَا لهذِهِ الأقليَّةِ المظلومةِ المعزولة, ولا بُدَّ في هذا السِّياق من كلمةِ شكرٍ للأردنِّ ملكاً وحكومةً وشعبًا, الذي نتمنَّى أن يبقى النافذةَ والمعبر لنا نحو العالمِ العربيِّ أجمع.
أيُّهَا القائدُ الكبير:
سلامًا وإجلالاً وإكباراً, مِنَ الأهل, من طائفةِ الموحدينَ المسلمين "الدُّروز", من قممِ الجليلِ والكرمل, من أرض الزّيتون الطّاهرِ المبارك, والسِّنديان الشامخِ الصّامد. "فبنو معروف" يذكرون دائماً ويقدّرون, محبّتَكُم وعطفَكُم ووقوفَكُم إلى جانب إخواننا في لبنان, في جبال الشوف, يومَ قاومتِ القوى الوطنيَّة, قوى الظلامِ والرجعيَّة, وردَّت قواتِ المارينز الإستعماريَّة بأساطيلِهَا وعتادِهَا خاسئةً ذليلة.
ختاماً, نشكرُكُم مرَّةً أُخرى, ونتمنَّى على سيادتِكُم, وأنتُم اليوم رئيسُ القمَّةِ العربيَّة, أن تَحُلَّ الخلافات, وتُوَحِّدَ الصفوف فيما بين الأشقَّاء العرب, كما قال تعالى:"وتعاونوا على البرِّ والتقوى, ولا تعاونوا على الإثمِ والعدوان" صدق الله العظيم. سائلينه تعالى أن يُلْهِمَ قادةَ الشعوب لإحلالِ السَّلام العادل والشّامل, ليأخذ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه, وتنعُمَ شعوبُ هذهِ المنطقة بالأمنِ والطمأنينة. عاشت ليبيا عامرةً صامدةً, وعاش الأخُ القائد, والسَّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاتُهُ.