حذرت مؤسسة الأقصى من مخاطر حفريات اسرائيلية جديدة تقوم بها اسرائيل جنوبي المسجد الأقصى لا تبعد سوى خمسين مترا عن الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، وأمتار معدودة عن اسوار البلدة القديمة في القدس ، في وقت تقوم آليات حفرية اسرائيلية بأعمال إنشائية تؤدي الى اهتزازات قوية في الأرض مما أدى الى تشققات في بيوت اهل سلوان المجاورة للموقع ، كما تقوم سلطات الآثار الاسرائيلية في نفس الموقع بحفريات بأعماق تصل الى 40 مترا، وبحسب فحص مؤسسة الاقصى فإن هذه الأعمال الحفرية تعد تمهيدا لإقامة منشآت تجارية وسياحية على عدة طوابق بعضها تحت الأرض والآخر فوقها، يتضمن اقامة نفق تحت ارضي يربط بين هذه المنشآت وحائط البراق وباب المغاربة.
آليات حفرية ثقيلة تقوم بأعمال الحفر والإنشاء جنوب المسجد الاقصى - تصوير: محمود نائل
تشققات في بيوت سلوان ومعاناة يومية لا تحتمل
وتعاني البيوت الملاصقة لموقع الاعتداء الاسرائيلي في سلوان بشدة بسبب هذه الحفريات والاعمال وقد قالوا ان اعمال الحفر القريبة تبدأ منذ ساعات الصباح الاولى وتمتد الى ساعات الليل الى ما بعد العشاء، وبسبب الاعمال المذكورة تهتز أركان البيت، ولا يستطيع الأولاد الصغار النوم او المطالعة ، وهذه الحفريات والاعمال تؤثر بشكل سلبي على معيشة العائلة بكاملها، بسبب الاصوات العالية والمتواصلة حيث يسود البيت جو من المعاناة النفسية ، كما يشتكى الاهل انهم لا يسمعون صوت آذان الاقصى إلا في صلاة الصبح، وحدث ان تأخر اهل البيت الصائمين تطوعا يوم الخميس الأخير من تناول وجبة افطارهم لانهم لم يسمعوا صوت أذان المغرب، وحدثتنا الطفلة حنين محمد عيسى قراعين انها تضطر الى حل وظائفها المدرسية والمطالعة بعد الساعة العاشرة ليلا، بعد ان تسكت اصوات الجرافات والآليات الاسرائيلية.
اعمال الحفر والإنشاء تسببت بتشققات في البيوت
هذا وشكى أهل سلوان ان أحدا لا يهتم بأمرهم ولا يتابع معاناتهم، وقاموا بتوجيه دعوة وطلب من الأمة جمعاء الى انقاذ القدس والمسجد الأقصى، وانقاذ بيوت سلوان من الهدم وسكانها من خطر الترحيل، كون منطقة سلوان المقدسية تشكل طليعة للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، ولذلك هي مستهدفة من المؤسسة الاسرائيلية منذ الاحتلال الى اليوم.
الطفلة حنين محمد عيسى قراعين: قلبها على الاقصى تشكو فهل من مجيب
بركة: النفق الجديد في القدس اعتداء على منطقة محتلة وسعيا لإشعال النار
أكد النائب محمد بركة، على أن مخطط سلطات الاحتلال لحفر نفق جديد يربط ما بين حائط البراق وكنيس استيطاني في حارة المسلمين في البلدة القديمة في القدس المحتلة، هو اعتداء خطير على منطقة مقدسة محتلة، وسعيا إسرائيليا لإشعال النار. وقال إن هذا المخطط الخطير، الذي كشف عنه اليوم، تصر سلطات الاحتلال على حفره، خاصة وأن ما يسمى بـ "مديرية حائط الهيكل" تابعة لمكتب رئيس الحكومة وهي التي وضعت المخطط، على الرغم من أن جهات مختصة بالآثار فلسطينية وعربية، يهدد سلامة أساسات المسجد الأقصى المبارك، وبيوت فلسطينية قائمة منذ مئات السنين في البلدة القديمة في القدس المحتلة، وشكك بركة في رواية ان الحكومة الإسرائيلية لم تقر بعد هذا المخطط، بل إن النشر هو فحص رد الفعل قبل المباشرة بالأعمال، هذا إذا لم تبدأ أصلا.
النائب محمد بركة
وقال بركة، إن حكومة إسرائيل التي تسعى إلى نشر مطالبها من الجانب الفلسطيني، فإنها هي المطالبة أساسا بأن تثبت صدق نواياها لدفع العملية السياسية، والكف عن تقسيم الأدوار بين أقطاب هذه الحكومة، بين داعم ورافض للعملية السياسية، لأنه كما يتأكد لنا فإن كل هذه الحكومة في خندق واحد وهو خندق الرفض للحل السلمي في جميع المسارات الفلسطينية والعربية.
زحالقة يتوجه لليونسكو: النفق يشكل خطرا على كافة المباني في المنطقة وعلى الحرم القدسي الشريف
أرسل النائب د.جمال زحالقة، رسالة عاجلة إلى منظمة اليونيسكو للتدخل بشكل عاجل لمنع مصادقة الحكومة الاسرائيلية على مشروع حفر نفق سياحي يربط حائط البراق ما يسمى "الحائط المبكى" بالحي الاسلامي في مدينة القدس. وجاء في الرسالة أنه لا يحق لإسرائيل القيام بمثل هذا المشروع في منطقة محتلة، بحسب القانون الدولي، فذلك النفق يشكل خطرا على كافة المباني في المنطقة وعلى الحرم القدسي الشريف.
النائب جمال زحالقة
وجاء في الرسالة أيضا أن منظمة اليونيسكو كانت قد أعلنت عن القدس القديمة منذ عشرات السنين كمكان للتراث الإنساني يجب المحافظة عليه، ويحرم إجراء أي تغييرات فيها دون التنسيق مع اليونيسكو. وأنه على المنظمة أن تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع الحكومة الإسرائيلية من تطبيق هذا المشروع خاصة وأنه ينسجم ومخطط شق نفق طويل على طول البلدة القديمة من سلوان إلى باب العامود.