شدد قداسة البابا بنيديكتوس السادس عشر وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، امس الثلاثاء، على أهمية الحوار بين الأديان والحضارات لتعزيز التسامح الذي تحض عليه جميع الأديان ونبذ العنف وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار لشعوب العالم كافة، وناشدا شعوب العالم ودوله التصدي لظاهرة الارهاب والقضاء عليها.
جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الى البابا في مقر البابوية في روما، في إطار زيارته لايطاليا.
وخلال اجتماعهما أكد خلاله العاهل السعودي أن قيماً مشتركة تجمع الشعوب، وأن خير تعبير عنها ما جاءت به الأديان، وأن في العودة إلى هذه القيم مخرجاً لما تعاني منه الشعوب من ويلات الخلافات والصراعات، كما أن في التمسك بها تجسيداً للخير والطمأنينة والوفاق الاجتماعي للإنسان في ما يخصه وفي محيط أسرته ومجتمعه وعلاقته مع الآخرين.
وأكد الجانبان أن العنف والإرهاب لا دين ولا وطن لهما، وان على جميع الدول والشعوب التكاتف في التصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها.
إثر ذلك صافح البابا بنيديكتوس أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين. ثم قدم الملك عبدالله هدية تذكارية للبابا بنيديكتوس كما تسلّم خادم الحرمين هدية لهذه المناسبة من البابا. وبعدها قدم البابا هدايا تذكارية لأعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين.
وأوضح الجانبان أن مدينة روما تعيش فيها الأديان الثلاثة وتتعايش بسلام وتبني علاقات من الثقة والاحترام. وأوضح أن فيها أحد أكبر المساجد في أوروبا، والذي بني بفضل المساهمة السخية من المملكة العربية السعودية، وهو اليوم إضافة إلى كونه مكاناً للعبادة والثقافة يعد أداة للعمل الاجتماعي والتكامل والاندماج بين المسلمين في روما.
وجدد العاهل السعودي والبابا التزامهما بالحوار بين الثقافات وبين الأديان بهدف تعايش مثمر وسلمي بين البشر والشعوب وبأهمية التعاون بين المسيحيين والمسلمين واليهود للنهوض بالسلام والعدل والقيم الروحية والأخلاقية.