- محمد صبح:
* ما جاء على لسان رئيس بلدية كفر قاسم ورئيس المجلس المحلي كفر برا يجب استنكاره وشجبه
* ما صرّح به قائد منطقة المثلث في الجبهة الداخلية يؤكد كل ما قلناه حول ما يسمى بالخدمة الوطنية الاسرائيلية بأنها طريق للجيش
* اختيار هذه التسمية للوحدة وطريقة اعطاء بعض الاوصاف للمجندات فيها تهدف الى الاساءة للعرب والمسلمين بشكل عام وللمحجبات بشكل خاص
* ان التركيز على هذا الموضوع بهذا الشكل واعطائه هذا الزخم وكتابته بالبنط العريض بصحفهم يؤكد فشلهم في استقطاب الشباب العرب الى مشاريع الاسرلة
* علينا الخروج بحملة اخرى لصد هذا المشروع وطرح بدائل وطنية فلسطينية وفضح مروجيه وعلى رأسهم ما يسمى بـ "الشبيبة العاملة والمتعلمة" لكي لا يقع الفأس بالرأس ونجد انفسنا نرفع بنادق جلاّدينا في وجه ابناء جلدتنا
في العدد الصادر يوم الاربعاء من هذا الاسبوع ( 26/05/2010 ) لصحيفة "يديعوت احرونوت" وتحت عنوان "وحدة 669، نسخة الحجاب " كتب "روني شكيد " عن وحدة تشكلت مؤخرا في الجبهة الداخلية لاسرائيل تضم نساء وفتيات عربيات من كفر قاسم وكفر برا محجبات اطلق عليها "وحدة الحجاب"، وقد اشتمل التقرير على مقابلات مع بعض المنخرطات في هذه الوحدة ، واصفا اياهن بأنهن يلبسن اللباس العسكري وينتعلون الحذاء العسكري وايضا يضعون الخوذة العسكرية فوق الحجاب.
لم يكن سهلاً ارتداء الملابس العسكرية لكن ...
وقد وصفت احداهن بداية انخراطها بقولها: "لم يكن سهلاً في البداية ارتداء الملابس العسكرية، ولكن حينما انكسر الجليد فهمت ان الامر ليس بهذه الصعوبة، وقد كانت مشكلتي الرئيسية في ارتداء السروال لكوني متدينة ، ولكن حين بدأنا بتدريبات الانقاذ وافقت على ارتداء السروال وحتى اني عدت بملابسي العسكرية الخاصة بالتدريب الى البيت، فاستقبلت بحفاوة من قبل العائلة. وقالت اخرى عن التدريبات: " الهدف انساني وهذا ما دفعني للانخراط بالوحدة، لكن التدريبات كانت شاقة". وتحدثت اخرى عن الدعم الذي تلقته من قبل والديها وزملائها في المدرسة عندما رأوها بالملابس العسكرية ، ووصفت اخرى ذكريات بدايات الانخراط وبناء الوحدة قائلة: " عندما اقترحت الفكرة لم يتقبلها احد في البداية، وبصعوبة كبيرة جمعنا 50 متطوعاً ، ولكن حينما انهينا التدريبات لسرعان ما انضم الكثيرون".
اللباس العسكري هو احد الوسائل ولا يهم ما هو لونه
وفي مقابلة اجريت مع قائد منطقة المثلث في الجبهة الداخلية قال: "تخطينا كل الحواجز والصعوبات وليس فقط من ناحية جنس المتطوعين، فنحن الان نطبق عمليا الخدمة الوطنية الاسرائيلية" ( ما يسميه البعض للتمويه بـ "الخدمة المدنية" ). وقال رئيس بلدية كفر قاسم نادر صرصور:" عندما اقترحت الفكرة، صممت ان يكون اول المتجندين من بلدتي، فهذا كله يصب في مصلحة الجمهور". اما رئيس مجلس كفر برا فقد قال بكل تفاخر:" نحن كقادة علينا اتخاذ قرارات وليس الانجرار وراء تصريحات خالية المضمون، وان اللباس العسكري هو احد الوسائل ولا يهم ما هو لونه وانما الاهم هو المساهمة في عمليات الانقاذ".
على ضوء ما جاء في التقرير ، صار واجبا ان نتعمق في قراءة الخبر ونحلله ونؤكد على المواقف التالية:
اولا: ان اطلاق تسمية "نسخة الحجاب" على وحدة الجبهة الداخلية التي تضم في صفوفها محجبات عربيات تسيء بشكل كبير الى الحجاب وهي بمثابة اعتداء على العرب والمسلمين في الداخل الفلسطيني بشكل عام وعلى النساء المحجبات بشكل خاص، وان الاوصاف التي اختارها كاتب التقرير لوصف النساء العربيات المحجبات المنخرطات في هذه الوحدة مثل قولة:"يلبسن الخوذة العسكرية فوق الحجاب" تحمل في طياتها اهانة واضحة اخرى.
ان التركيز على هذا الموضوع بهذا الشكل واعطائه هذا الزخم يؤكد فشلهم في استقطاب الشباب العرب الى مشاريع الاسرلة التي تحاول المؤسسة الصهيونية دوما تجميلها وتسويقها لكن دون جدوى، ولذلك هم يعتبرون انضمام كل شاب او شابة عربية الى هذه المشاريع وكأنه انجاز ونصر كبير ويكتبونه كخبر رئيسي بالبنط العريض في صحفهم ، وهذا ان دل على شيئ فإنما يدل على الفشل المتكرر لهذه المشاريع ولمروجيها بالرغم من كل الوسائل التي يتبعونها.
ثانيا: لقد ذكر كاتب التقرير عند وصفه لكفر قاسم وكفر برا بأن هذه البلدات هي بمثابة معقل للشق الجنوبي للحركة الاسلامية، محاولا بهذا اثبات اهمية ما جاء في تقريره، وهي عمليا رسالة سياسية مبطنة للحركة الاسلامية الشق الجنوبي التي موقفها الرافض للخدمة الوطنية الاسرائيلية واضح للقاصي والداني بالتماشي مع الاجماع الوطني للأحزاب والحركات السياسية في الداخل الفلسطيني، ولكن وبالرغم من هذا ادعوا الحركة الاسلامية – الشق الجنوبي الى الرد على ما جاء في هذا التقرير والتأكيد مجددا على الموقف الرافض لكافة مشاريع الاسرلة التي تعمل على تشويه هويتنا القومية والوطنية وسلخنا عن شعبنا الفلسطيني وقضاياه.
ثالثا: ان ما جاء على لسان رئيس بلدية كفر قاسم ورئيس المجلس المحلي كفر برا يجب استنكاره وشجبه، اذ ان مواقف رؤساء السلطات المحلية العربية هي مواقف هامة جدا ومؤثرة للغاية ولذلك يجب ان تتماشى مع الاجماع الوطني الرافض لكافة مشاريع الاسرلة، وايضا عليهم المساهمة في صقل شخصية الشباب العرب وتنمية الهوية الوطنية الفلسطينية لديهم عن طريق تنظيم محاضرات تثقيفية وسياسية وطنية واقامة مشاريع تطوعية وطنية من اجل غرس مفاهيم وروح التطوع الوطني النافع لدى الجيل الشاب. وهنا لا بد من توجيه رسالة الى لجنة الرؤساء القطرية بأن تأخذ دورها في مساءلة هؤلاء الرؤساء وايضا التأكيد مجدداً على رفض كافة مشاريع الاسرلة وطرح بدائل وطنية.
رابعاً: ما صرّح به قائد منطقة المثلث في الجبهة الداخلية يتماشى مع ما قاله وزير الامن الداخلي نهاية العام المنصرم، ويؤكد كل ما قلناه حول ما يسمى بالخدمة الوطنية الاسرائيلية بأنها طريق للجيش وبشكل تدريجي كما حصل في العام 1949 حين تحولت لجنة الاقليات (مشكّلة من العرب) _والتي كانت تعمل على منع عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم_ الى وحدة قتالية في الجيش الاسرائيلي .
خامساً واخيراُ: لقد كان التجمع سباقاً في صد مشروع الاسرلة المسمى " الخدمة الوطنية الاسرائيلية " ، عبر تنظيمه المهرجانات ، الايام الدراسية والمحاضرات، واطلاق مشروع التطوع الوطني الفلسطيني، وكل القراءة والتحليلات التي تحدثنا عنها عند طرح المشروع آنف الذكر تأكدت اليوم للجميع. وعلى ضوء هذا علينا ان نتكاتف مجددا ان كان الامر بالنسبة للأحزاب والحركات السياسية او مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الاهلية وايضا السلطات المحلية من اجل الخروج بحملة اخرى لصد هذا المشروع وطرح بدائل وطنية فلسطينية وفضح مروجيه وعلى رأسهم ما يسمى بـ "الشبيبة العاملة والمتعلمة" ، لأن هذا المشروع يتربص بكل ما هو فلسطيني ووطني وعربي، ولكي لا يقع الفأس بالرأس ونجد انفسنا نرفع بنادق جلادينا في وجه ابناء جلدتنا.