الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 13:02

سفن انتحارية وقوافل للحرية- بقلم: إبراهيم خلايلة

كل العرب
نُشر: 13/06/10 14:30,  حُتلن: 16:16

-أبرز ما جاء في المقال:

* بدأ إعداد أسطول الحرية المكون من قافلة تضم وتجمع كل ما تبرع به مشايخ الصحراء من السفن الانتحارية

* موعدنا بعد شهر او أكثر لوصول القافلة الصحراوية ,وحتى ذلك الوقت على الجميع متابعة مسلسلات العشائر التركية على القنوات الفضائية وهذا اضعف الإيمان حاليا

وصل خبر أسطول الحرية الذي يبحر في عرض البحر المتوسط الى مسمع زعماء القبائل المنبطحين في خيامهم في صحارى نجد والربع الخالي وضواحي الخليج العربي وحتى الى قبائل الطوارق في صحاري السهارى في الشمال الإفريقي .
فعلى رأس كل خيمة تنتصب وترتفع الصحون والانتينات اللاقطة , فالقمر الصناعي يقرب البعيد و المحطات الفضائية العربية توحد القبائل وتجمعها لمتابعة مسلسل ما يحدث لأهل العشيرة التركية الجارة , والخبر العاجل من محطة الجزيرة يصل فورا للجميع, ومن لأسباب شخصية ورفضه للاستماع لمزايدات الجزيرة وشعاراتها يسمع الخبر من المحطة الفضائية الإسرائيلية ومن لا يحب هذا ولا ذاك ويعرف القراءة يتابع الأخبار من الشريط الإخباري على المحطات اللبنانية الكثيرة .
فما أن انطلق أسطول الحرية وقبل ان يصل المياه الإقليمية لإمارة غزة حتى بدأت الاتصالات بين الأشقاء للبحث عن ردة فعل ومبادرة شجاعة للتضامن ودعم قبائل وعشائر الأخوة في الإمارة الغزية .
الخطوة الأولى كانت بمبادرة شيخ قبائل اليمن الذي أرسل رسالة اس.ام.اس. لكل الأشقاء يدعوهم فيها لفتح حواسيبهم والتواصل مع باقي الأشقاء عبر برنامج ال سكايب بعد صلاة العشاء بساعة واحدة لعقد قمة عشائرية عبر الانترنيت والفيديو للمداولة بالأمر واتخاذ الخطوات اللازمة. وكون شيخ قبائل اليمن إنسان عملي فقد حذر الجميع أن قرارات من قبيل التضامن او الاستنكار او الشجب مرفوضة وعلى الجميع التفكير بخطوات عملية لمساعدة عشائر الإمارة الغزية .
انقضى نهار واقبل المساء وصلى من صلى المغرب وتعشى ثم صلى العشاء وتفرغ ليفعل ما يشاء . شيخ عشائر اليمن بدأ يخطط ويتحضر لأمر جلل سيحدث الليلة مع الأشقاء , اعتمر عمامته وشد الوزرة على خاصرته ولفها حول خنجر وضعه في مقدمة كرشه , معصمه من الفضة المرصع بحجارة الفيروز به انحناءة نحو اليمين , فلكل مقام هندام ,وقام بمضغ وتخزين ربع كيلو من أوراق القات ألحقها بكاس شاي اسود حبر مع أربع معالق سكر وخرج وافترش سجادة خارج الخيمة مستأنسا بضوء القمر ,فرك يديه وصاح بأعلى صوت لابنه أن يمد له الحاسوب لخارج الخيمة ويتصل عبره لباقي الأشقاء في كل الصحاري في انتظار عقد القمة الالكترونية الطارئة وفي الموعد المحدد – ساعة بعد صلاة العشاء – بدأت تفتح الخطوط مع الأشقاء وكانت الاتصالات الأولى لمشايخ العشائر المجاورة فقط , وطال الانتظار ساعة وأكثر ولم يتصل الأخوة في الصحاري البعيدة فغضب الشيخ واستل هاتفه النقال وأرسل رسالة اس.ام.اس. جديدة لكل المشايخ يسأل ماذا جرى للقمة المتفق عليها . وحالا انهارت عليه رسائل ال اس.ام.اس . الجوابية تؤكد التزامها بعقد القمة الالكترونية ساعة بعد صلاة العشاء .
وساعتها فقط أدرك شيخ اليمن خطأه في تحديد الساعة فالفارق الزمني بينه وبين قبائل الشرق في الصحارى البعيدة على الأقل ساعتين . وحالا أرسل رسالة اس. ام.اس. جديدة يعتذر فيها عن هذه الخربطة في تحديد الساعة وطلب تأجيل القمة لمساء الغد ,ساعة بعد صلاة العشاء حسب توقيت غرينتش . وطلب من الجميع تأكيد حضوره للقاء الالكتروني .
وتوالت رسائل ال اس .ام.اس. بين الأشقاء منهم من أكد حضوره ومنهم من اعترض على ربط ساعة اللقاء بتوقيت غرينتش واقترح ربط الموعد حسب توقيت مكة المكرمة فرد آخر بما أن اللقاء يتعلق بالإخوة المرابطين في بيت المقدس وإمارة غزة ان يكون اللقاء مرتبط بتوقيت الأقصى الشريف وهذا هو بداية التضامن مع العشائر في إمارة غزة وإمارة غربي الأردن . وأسفرت الاتصالات الحثيثة بين الأخوة التي طالت حتى بعد منتصف الليل حسب التوقيت المحلي لمدينة تل أبيب ,ان يكون اللقاء ساعة واحدة بعد صلاة العشاء حسب التوقيت المحلي لبيت المقدس .
وأخيرا عقد اللقاء الالكتروني بين الأشقاء مشايخ قبائل كل صحارى العالم, وبعد السلام والسؤال عن الرعية وأخبار المراعي وأنواع الحليب وسباق الهجن اتفق المجتمعون الكترونيا على ما يلي : بما ان الحديث يدور عن البحر والسفن والأساطيل والقوافل ,وأهل العشائر يطلقون على الجمل سفينة الصحراء , وأسطول السفن الصحراوية قوافل, فنحن أولى بتسيير قافلة من سفن الصحراء نحو إمارة غزة , فاعترض احدهم وحذر ان الداخل الى إمارة غزة مفقود والخارج منها مولود , وهناك إمكانية لفقدان القافلة على مشارف الإمارة , فاقترح الشيخ عاصي الرجعان زعيم قبائل ال قبضاينهان فليكن ذلك ولنسير قافلة من القوارب البحرية مكونة من سفن الصحراء الانتحارية . تسير نحو الإمارة الغزية محملة بالتمر والغاز وبقايا الأضاحي المكية .
وفسر لهم ماذا يعني بالسفن الانتحارية قائلا انه حال وصول القافلة وتحطيط ما عليها من مؤن بإمكان أهلنا في الإمارة بعد حلب كل ناقة أن ينحروا هذه السفن الصحراوية ولحمها يكفيهم لعدة أشهر .
ونعلمكم انه بالفعل بدأ إعداد أسطول الحرية المكون من قافلة تضم وتجمع كل ما تبرع به مشايخ الصحراء من السفن الانتحارية .
وموعدنا بعد شهر او أكثر لوصول القافلة الصحراوية ,وحتى ذلك الوقت على الجميع متابعة مسلسلات العشائر التركية على القنوات الفضائية وهذا اضعف الإيمان حاليا .

مقالات متعلقة