*د. حنين: أجواء خوف الأغلبية غير المبرر من الأقلية دوافعها عنصرية
* النائب محمد بركة: الثاني من حزيران سجل نقطة تحول في عمل الكنيست
أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في لقاء في الكنيست بمبادرة اللوبي البرلماني لتطوير العلاقات بين اليهود والعرب، على أن الديمقراطية لا تعني فقط حكم الأغلبية، بل كيف تصون الأغلبية حقوق الأقلية، فيما حذر النائب الجبهوي دوف حنين، من تنامي أجواء الكراهية والعنصرية في الشارع اليهودي تجاه العرب.
وكان لوبي تطوير العلاقات بين اليهود والعرب الذي يرأسه النائب الجبهوي د. عفو اغبارية، المتواجد خارج البلاد، وتشارك في رئاسته النائبة أوريت زوآرتس عقد لقاء بحضور جمهور غفيرة، وبالتعاون مع مع عدة منتديات من بينها منتدى الوفاق المدني وجمعية سيكوي وغيرها، لبحث آليات تطوير العلاقة بين المجتمع المدني والحكومة والكنيست.
هجمة عنصرية
وشارك في الجلسة الافتتاحية إلى جانب النائب بركة، الوزير بنيامين بيغين، وعدد من أعضاء الكنيست، وقد طغت على الجلسة الافتتاحية، الأجواء التي شهدها الكنيست في الاسبوعين الأخيرين، وبشكل خاص هجمة النواب العنصرية من أحزاب الائتلاف والمعارضة على النواب العرب من الكتل الثلاث. وقال بركة في مستهل كلمته، إن الأيام الأخيرة هي ايام صعبة جدا في الكنيست، وهي ليست الأولى، بل هي ذروة في مسيرة تصعيدية مستمرة منذ سنوات، مستذكرا محطات لمثل هذه الصدامات، ومقتبسا، تصريحات سابقة، تسعى إلى سحب شرعية وجود أعضاء كنيست عرب وغيرها.
نقطة تحول
وأضاف بركة قائلا، إن المشهد الذي رأيناه في جلسة الكنيست في الثاني من الشهر الجاري، في الهجوم على النواب العرب، والنائب حنين الزعبي، هي صورة مصغرة لليهودي الملاحق في القرن في الماضي في أوروبا بسبب انتمائه الديني والاجتماعي، إن الثاني من حزيران الشهر الجاري سجل نقطة تحول اضافية في تاريخ الكنيست، في هذا اليوم، الذي كاد فيه أن يتحول اللينش الكلامي إلى لينش جسدي ضد عضوة كنيست. وتابع بركة قائلا، في تلك الجلسة كانت الديمقراطية غائبة، كما كانت الأخلاق والآداب غائبة، فالديمقراطية ليست فقط حق الأغلبية في تحكم، بل أيضا في أن تضمن الأغلبية حقوق الأقلية، والأقلية هنا لم تأت من أي مكان، بل هي ملتصقة بوطنها، فهذا ليس وطن من دون شعب لشعب من دون وطن، كما تزعم الصهيونية.
وقال بركة، إن دولة إسرائيل أقيمت بموجب قرار الأمم المتحدة، ولكن نفس القرار أقر باقامة دولة فلسطينية، ولهذا فإن شرعية قيام إسرائيل تبقى منقوصة طالما لم يكتمل نص القرار، ونحن عندما قلنا دولتين لشعبين، أكدنا على أن المقصود الشعب اليهودي في إسرائيل، وهناك فرق كبير جدا بين هذا، وبين مقولة "الشعب اليهودي في العالم".
التمييز العنصري
وتوقف بركة عند أوضاع الجماهير العربية في البلاد وسياسة التمييز العنصري، وقال إن حكومات إسرائيل المتعاقبة بما فيها الحالية، لا تريد الاعتراف بوجود جميع البلدات العربية على الخارطة، فهي خارج كل سياق تطويري، فهي محرومة من مناطق الصناعة وأماكن العمل، وهي محرومة من شبكات المواصلات، والبطالة عندنا هي بطالة قسرية مفروضة علينا نتيجة لسياسة التمييز، وأكثر من يعاني من هذه البطالة هن النساء العربيات المحرومات من العمل.
وخلال الجلسة الافتتاحية، استعرض الوزير من دون حقيبة بنيامين بيغن، طروحاته السياسية اليمينية، ولكنه قال إنه يؤيد المساواة لجميع المواطنين، ولكن هذا لا يمكن أن يكون دفعة واحدة، في حين أن النائبة زوآرتس من حزب "كديما" التي شاركت في تلك الجلسة البرلمانية، اعترفت ضمنا، وبلهجة يشتم منها الاعتذار، أن الأجواء جرفتها لتدلو بدلوها في جلسة الهجوم على النواب العرب.
ومن جهته فقد حيا النائب الجبهوي د. دوف حنين المشاركين في الاجتماع وأكد على أهمية العمل العربي- اليهودي المشترك على مدى التاريخ الماضي والذي يكتسب أهمية خاصة في هذه المرحلة الخطرة التي تمر بها البلاد حيث ان التوجه العنصري أصبح سيد الموقف. وأكد حنين ان التاريخ علمنا ان أجواء الحروب تفتح المجال أمام الأغلبية لكي توجه سهامها نحو الأقلية وهو ما يجري حاليا في اسرائيل.
الإصطياد بالمياه العكرة
وندد حنين بالقيادات اليمينية التي تصطاد في المياه العكرة، التي تقوم تحول أجواء الخوف غير المبرر للأغلبية اليهودية من الأقلية العربية الى مكاسب سياسية خاصة بها. واستغرب كيف من الممكن أن تخاف الأغلبية من الاقلية، مشيرا إلى أن دوافع هذه الأجواء عنصرية حاقدة ضد العرب، وأكد أنه وعلى الرغم من هذا الجو المسموم الا أن هناك نقاط ضوء من النضال المشترك العربي- اليهودي ومن التعايش النضالي بين العرب واليهود.
وساق حنين كأمثله النضال المشترك ضد إقامة مدينة اليهود المتزمتين في منطقة وادي عارة وكذلك النضال البيئي المشترك بين أهالي الشاغور واهالي المنطقة اليهودية المجاورة ضد الآفات والمكاره البيئية في منطقتهم.
مشكلة المواصلات
وختم حنين مداخلته أمام الإجتماع بالتأكيد على العمل من أجل حل مشكلة المواصلات التي تعاني منها البلدات العربية بشكلٍ خاص والنساء العربيات بشكلٍ أخص، حيث تمنع البنية التحتية شبه المعدومة في البلدات العربية (بالإضافة طبعاً الى افتقار البلدات العربية الى مناطق صناعية ضمن مناطق نفوذها) من تطوير مواصلات عامة مريحة، وبالتالي تمنع خصوصاً من النساء العربيات اللواتي يرغبن بالمشاركة بسوق العمل من القيام بذلك.
وقال النائب حنين إنه بصدد طرح خطة لمعالجة موضوع المواصلات العامة داخل البلدات العربية بالتنسيق مع جهات مختلفة معنية بالموضوع.