الفلسطينيون يريدون قبل بدء المفاوضات المباشرة تجميدا للاستيطان في الضفة الغربية
محادثات مبارك مع الرئيس الفلسطيني والعاهل الاردني "تأتي في إطار الإتصالات والجهود السياسية المكثفة" التي يجريها الرئيس المصري
بنيامين نتنياهو رفض المطلب الفلسطيني بأن تستند المفاوضات المباشرة إلى بيان "الرباعية الدولية" الذي يؤكد أن الدولة الفلسطينية المستقبلية ستقام في حدود العام 1967
اجرى الرئيس المصري حسني مبارك بعد ظهر الخميس محادثات مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، قبل لقاء بينه وبين العاهل الاردني عبد الله الثاني لبحث اخر ما وصلت اليه الاتصالات التي يجريها الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل من اجل استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وتأتي هذه المحادثات على مستوى القمة بين الزعماء الثلاثة في وقت ذكرت مصادر فلسطينية فيه ان الولايات المتحدة ابدت تقبلاً لاقتراح فلسطيني بأن تكون المفاوضات على اساس بيان اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بحل الصراع العربي-الاسرائيلي الصادر في 19 آذار (مارس) من العام الجاري.
بنيامين نتنياهو
ولكن ما ينذر باحتمال فشل المفاوضات المباشرة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض المطلب الفلسطيني بأن تستند المفاوضات المباشرة إلى بيان "الرباعية الدولية" الذي يؤكد أن الدولة الفلسطينية المستقبلية ستقام في حدود العام 1967. وكرر نتنياهو الاربعاء خلال اجتماعه مع ميتشل في القدس طلبه استئناف المفاوضات المباشرة من دون شروط مسبقة. وعقد الرئيس المصري بعد ذلك اجتماعا مع الملك عبد الله الثاني فور وصوله الى القاهرة في زيارة خاطفة تستغرق بضع ساعات.
دفع مسيرة السلام
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان محادثات مبارك مع الرئيس الفلسطيني والعاهل الاردني "تأتي في إطار الإتصالات والجهود السياسية المكثفة" التي يجريها الرئيس المصري "منذ اسابيع مع العديد من قادة الدول العربية والأجنبية والتي تسعى لدفع مسيرة السلام وتهيئة الأجواء اللازمة لمفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلى تؤدي لتحقيق حل الدولتين وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني والعمل على تحقيق وحدة الصف الفلسطيني". وقال الديوان الملكي الاردني في بيان ان الملك عبد الله الثاني سيبحث مع مبارك "تطورات الاوضاع في المنطقة، خصوصاً تلك المتعلقة بالتحركات المستهدفة تحقيق تقدم ملموس في جهود حل الصراع الفلسطيني -الاسرائيلي على أساس حل الدولتين وفي سياق إقليمي شامل".
تحقيق تقدم
وتأتي زيارتا الرئيس الفلسطيني والعاهل الاردني الى القاهرة بعد الجولة المكوكية الاخيرة لميتشل في المنطقة التي انهاها الاربعاء. وقال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه لوكالة "فرانس برس" الاربعاء انه تم "تحقيق تقدم" في الجهود الرامية الى اطلاق مفاوضات مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين خلال اللقاء الذي جمع الثلاثاء عباس وميتشل. واوضح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان الجانب الاميركي بدأ "يدرس بجدية" اقتراحا فلسطينيا يطالب باصدار بيان من اللجنة الرباعية يحدد مرجعية المفاوضات. واكد المسؤول الرفيع ان "الجانب الاميركي حمل افكارا فلسطينية لدراستها عقب لقاء المبعوث الاميركي لعملية السلام مع الرئيس عباس وان ديفيد هيل مساعد ميتشل سيبقى في المنطقة خلال الايام القادمة للرد عليها".
التوصل لمعادلة جادة
واشار الى ان الادارة الاميركية "بالتنسيق مع اطراف اللجنة الرباعية" في طور اعداد الدعوة للمفاوضات المباشرة وان "اتصالات فلسطينية مكثفة تجري مع كل اطراف الرباعية من اجل ضمان ان تشكل الدعوة اساسا لمفاوضات حقيقية وجادة تقود لسلام حقيقي ودائم في المنطقة". من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عقب اجتماع ميتشيل وعباس ان الجانب الفلسطيني يريد "جدول اعمال وسقفا زمنيا يقوم على اساس وقف الاستيطان بمرجعية حدود الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما يشمل القدس".
واضاف: "نواصل جهودنا للتوصل الى معادلة جادة نهائية للمفاوضات بجدول اعمال حول كافة قضايا الوضع النهائي والحدود واللاجئين والقدس والاستيطان والامن والمياه والمعتقلين". واوضح ان الاجتماع كان "معمقا وايجابيا ولكن لا يوجد اتفاق على انطلاق المفاوضات بعد ولا يوجد رفض وستستمر الاتصالات مع العرب والاصدقاء وروسيا والاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون".
مرجعية واضحة
وكانت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اعطت نهاية الشهر الماضي الضوء الاخضر لعباس لخوض مفاوضات مباشرة مع اسرائيل اذا تهيأت الظروف المناسبة لها كما وجهت رسالة لاوباما تطالب فيها بـ "مرجعية واضحة" لهذه المفاوضات كون الولايات المتحدة هي الراعي الرئيسي لها. وتركت لجنة المتابعة العربية للرئيس الفلسطيني تحديد موعد بدء المفاوضات على ضوء نتائج اتصالاته مع الادارة الاميركية وموفدها الى الشرق الاوسط. ومن المقرر ان يبحث وزراء الخارجية العرب مجددا الموقف من المفاوضات المباشرة خلال اجتماعهم الدوري نصف السنوي الذي سيعقد في 16 ايلول (سبتمبر) في القاهرة.
موعد انتهاء التجميد الجزئي الموقت للاستيطان
وتأمل ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المحادثات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية قبل 26 ايلول (سبتمبر) المقبل، وهو موعد انتهاء التجميد الجزئي الموقت للاستيطان في الضفة الغربية الذي كانت حكومة نتانياهو اعلنته لمدة 10 اشهر. ولكن الفلسطينيين يريدون قبل بدء المفاوضات المباشرة تجميدا للاستيطان في الضفة الغربية وخصوصا القدس الشرقية وضمانات بان المفاوضات على الحدود ستجرى على اساس خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967.
أطراف النزاع
وكانت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط ناشدت، في بيانها في 19 آذار (مارس)،أطراف النزاع باحترام الشروط التي من شأنها جعل الاتفاق على محادثات غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين أمراً ممكنا في بادئ الأمر. وجاء في البيان إن هذه المحادثات تُعد "خطوة مهمة نحو استئناف المفاوضات المباشرة". ووفقاً لرؤية اللجنة الرباعية، فإن المفاوضات ستؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية ديموقراطية وقادرة على العيش في سلام وأمن إلى جانب إسرائيل، وذلك في غضون 24 شهراً. كما أكدت اللجنة الرباعية أن المجتمع الدولي لن يعترف بخطوات أحادية الجانب لأطراف النزاع، كما طالبت اللجنة في هذا السياق الحكومة الإسرائيلة بوقف كافة الأنشطة الاستيطانية بما في ذلك ما يطلق عليه النمو الطبيعي للمستوطنات.