مادلين الصغيرة كسرت مفاهيم تقليدية باجتياحها عالم الصيد وركوب البحر الذي يسوده الرجال
فرغم خطورة المهمة وثقل المسؤولية تقوم مادلين واخوانها باتباع تعليمات والدهم دقيقة التفصيل بامتطاء مركبهم الصغير
صدحت الاندبندنت صباح اليوم الاثنين بتقرير غاية في الجمال عن فتاة غزاوية لم تتجاوز ربيعها السادس عشر وقد اصبحت اول صيادة في قطاع غزة الابية. وسردت تقارير صحافية سابقة قصص مذهلة ابرزت تصميم اهالي غزة وتفوقهم على الصعاب والمحن التي غشيتهم كالموج اثر الحصار الغاشم والعدوان الاسرائيلي الاخير. الا ان حكاية مادلين التي تقصها علينا مراسلة الاندبندنت البريطانية كاترينا ستيورت, لتظهر العزم والاصرار الذي يقبع حتى في قلوب اطفال غزة.
مادلين تتحدى الحصار
مادلين التي لم يتجاوز عمرها الـ16 تصبح اول حواء في القطاع تركب البحر وتصيد السمك لتعيل لعائلتها. وكسرت مادلين الصغيرة مفاهيم تقليدية باجتياحها عالم الصيد وركوب البحر الذي يسوده الرجال مذ كانت في ربيعها الثالث عشر. فوالدها يعاني من مرض ارغمه على العدول عن مزالة مهنة كصياد وقليل المال الذي تجنيه والدتها من اعمال الخياطة التي تقوم بها بين الفينة والاخرى وشحيح الطعام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ذلك الذي يوزعه نشطاء الامم المتحدة دفع والد مادلين السيد محمد كولب بالقاء ابنته مالدين في البحر. فرغم خطورة المهمة وثقل المسؤولية تقوم مادلين واخوانها باتباع تعليمات والدهم دقيقة التفصيل بامتطاء مركبهم الصغير ليلقوا بشباكهم كل ليلة ليستعيدوه في الصباح الباكر املا في صيدة وفيرة.
التحدي الغزي في وجه الحصار
تقول المراسلة ان الحصار الذي فرضته المؤسسة الاسرائيلية على قطاع غزة منذ ثلاثة اعوام لشل واضعاف حركة حماس قد جمد الزراعة والصناعة في القطاع اللتان اشتغل بهما غالبية اهالي غزة. ورفع البطالة الى نسبة خيالية تفوق ال40% تجرد العائلات من الملبس والمطعم والمشرب ليعتاش 80 بالمائة منهم على ما توفره الامم المتحدة.
ولكن على الرغم من ذلك يبقى التحدي الغزي صامدا وثابتا ومتأصلا الى جذور الجذور وحتى في قلوب الاطفال.