الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 05:02

مؤسسة الاقصى تنفذ مشروع تنظيف وترميم مقبرة مأمن الله بالقدس

كل العرب
نُشر: 18/08/10 12:06,  حُتلن: 12:22

أعمال تحضيرية بدأت لتنفيذ مشروع ترميم وصيانة لمئات القبور المتبقية في مقبرة مأمن الله

القبور بحاجة الى عملية كشف لأساسات وحجارة القبر ومن ثم بناء القبر على هذه الأساسات

تقع مقبرة " مأمن الله " غربي مدينة القدس القديمة وعلى بعد مئات الامتار من باب الخليل ، وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس وتقدر مساحتها " بمائتي دونم " و مقبرة " مأمن الله " بلا مراء أقدم مقابر القدس عهدا وأوسعها حجما ، وأكبرها شهرة ولقد ساير تاريخها تاريخ القدس ، وفيها دفن عدد كبير من الصحابة والمجاهدين أثناء الفتح الإسلامي (636 م) ، وعندما احتل الصليبيون القدس وارتكبوا فيها مجزرة بشعة حيث قدر عدد الشهداء في هذه المجزرة من الرجال والنساء والأطفال بـِ(70.000) شهيد ، دفنوا في مقبرة " مأمن الله ،وعندما حرر السلطان صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله – القدس أمر بدفن من استشهدوا في المعارك مع الصليبيين في نفس المقبرة، توالى الدفن فيها بعدئذ فضمت قبور مئات العلماء والفقهاء والأدباء والأعيان والحكام من المدينة .

 

وفي عام 1948 احتلت القوات الإسرائيلية ، الجزء الغربي من القدس ، فسقطت من ضمنها مقبرة " مأمن الله " ، منذ ذلك التاريخ أصبحت المؤسسة الاسرائيلية تقوم بتغيير معالم المقبرة وطمس كل اثر فيها ، حتى لم يتبقَ فيها أقل من (خمسة بالمئة من القبور التي كانت موجودة فيها) ،وقدرت المساحة المتبقية منها بحوالي 25 دونما ، وحوّلت المؤسسة الإسرائيلية جزءا كبيرا من المقبرة الى حديقة عامة ، دعيت بحديقة الاستقلال ، بعد أن جرفت القبور ونبشت العظام البشرية وقامت بزرع الأشجار والحشائش فيها وأنشأت وزارة المواصلات موقفا للسيارات على قسم كبير منها، كما ونفذت عمليات جديدة من الحفر لتمديد شبكات مجاري ، وتوسيع موقف السيارات فدمرت عشرات القبور ، وفي العام 2005 بدأت أعمال تمهيدية لإقامة ما يمسى بـ متحف التسامح " على جزء من مقبرة مأمن ، وفي العام 2008 أقرّت المحكمة العليا بناء المتحف ، وقبل أسابيع أعلن عن مخطط لإقامة مجمع للمحاكم الإسرائيلية على جزء من المقبرة.

مشروع تنظيف وترميم مقبرة مأمن الله :
في السنوات الأخيرة تعمّدت بلدية الإحتلال في القدس بوضع كميات كبيرة من الخشب المطحون في الجزء المتبقي من مقبرة مأمن الله ، الأمر الذي أدى الى تضرر وطمس عدد كبير من القبور وإندثارها مع مرور الوقت ، كما تعرّضت المقبرة الى تحطيم عشرات القبور . هذه الإعتدءات وبموجب قرار من قاضي المحكمة الشرعية في غربي القدس القاضي محمد زبدة ، فقد عيّن الحاج مصطفى ابو زهرة والحاج سامي أبو مخ متوليا وقف مقبرة مأمن الله ، على أن يقوموا بتعهد ورعاية وصيانة المقبرة ، وبادر المتوليان الى تنسيق مع بلدية الإحتلال في القدس للقيام بأعمال تنظيف وإزالة الأوساخ والخشب المطحون في مقبرة مأمن الله ولاحقاً بتنفيذ أعمال ترميم وصيانة للقبور في مقبرة مأمن الله . متوليا وقف مقبرة مأمن الله وبالتعاون والدعم الكامل من قبل " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " وطواقمها الهندسية والميدانية والإعلامية ، ومن خلال مقاولين مختصين بدأ نهاية شهر كانون ثاني وبداية شهر شباط بإزالة الخشب المطحون والنفايات وتمّ بالفعل رفع حمولة سبعين شاحنة من الخشب المطحون وغيره من النفايات التي كانت متوزعة في أنحاء من المقبرة .

أعمال تحضيرية لتنفيذ المشروع
بعدها مباشرة بدأت أعمال تحضيرية لتنفيذ مشروع ترميم وصيانة لمئات القبور المتبقية في مقبرة مأمن الله ، ومن خلال جولات ومشاروات بين متولي الوقف و" مؤسسة الأقصى " ومهندسين ومختصين ، تم توزيع أنواع الترميم للقبور الى اربعة اقسام بحسب تضرر القبر ، النوع الأول : القبور كاملة البناء وبحاجة الى ترميم بسيط ، النوع الثاني : قبور قد تهدّم بعض حجارتها وبحاجة الى ترميم متوسط ، النوع الثالث : قبور متهدمة ومتضررة كثيرا وبحاجة الى ترميم جذري ، النوع الرابع : قبور غطيت بالتراب وبواقي ورق الشجر وخفيت بعض آثارها بسبب العوامل الطبيعية ، هذه القبور بحاجة الى عملية كشف لأساسات وحجارة القبر ومن ثم بناء القبر على هذه الأساسات .

الترميم والصيانة
وقد تم توكيل متعهد متخصص من قبل " مؤسسة الأقصى " للقيام بأعمال الترميم والصيانة ، وانطلق المشروع بتاريخ 19/4/2010 واستمر حتى تاريخ 3/8/2010 ، وكان طاقم " مؤسسة الأقصى" يزور المقبرة ميدانيا للوقوف على سير العمل كل أسبوع تقريباً. حيث تمّ خلال الفترة المذكورة ترميم 934 قبراً وبتكلفة 348 الف شيقل ، يضاف اليها مبلغ 46 الف شيقل تكاليف أعمال إزالة الخشب المطحون ، أي بمبلغ إجمالي 394000 شيقل ( أكثر من 100000 $ ).

جريمة كبرى
وكما ذكر فقد تم إيقاف العمل من قبل بلدية الإحتلال بالقدس وبحراسة من الشرطة الإسرائيلية بتاريخ 3/8/2010م ، وبين تاريخ 4/8/2010 وحتى تاريخ 12/8/2010م في الليل والنهار ، قامت بلدية  القدس وبمشاركة ما يسمى بـ " دائرة أراضي إسرائيل " بهدم أكثر من 300 قبر من مقبرة مأمن الله في القدس . الجريمة التي ارتكبتها بلدية القدس والمؤسسة الإسرائيلية واذرعها التنفيذية هي جريمة كبرى بحق الأموات والأحياء ، لا تقبلها الشرائع السماوية ولا القوانين والأحكام الدولية ، وقد أعقب الجريمة الإسرائيلية تنديد اسلامي وعربي واسع .
نحن نؤكد رفضنا لهذه الجريمة ونؤكد من خلال متولي وقف مقبرة مأمن الله حقنا الكامل بصيانة وترميم مقبرة مأمن الله ، ونؤكد اننا ومن خلال السبل القضائية والشعبية سنعمل على إعادة ترميم وصيانة ما تم هدمه وكل ما تحتاجه المقبرة من رعاية وصيانة وحفظ .

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.78
USD
4.06
EUR
4.74
GBP
236032.82
BTC
0.52
CNY