أقرت الهيئة العامة للكنيست، امس الاربعاء، إحالة موضوع أسرى الداخل ذوي المحكوميات العالية للبحث بشكل موسع في إحدى لجان الكنيست، إما الداخلية، أو الخارجية والأمن، التابعتين للكنيست، وذلك بمبادرة عضو الكنيست الشيخ عباس زكور (القائمة العربية الموحدة والعربية للتغيير) الذي طرح الموضوع كاقتراح عاد على جدول أعمال الكنيست.
ودعا النائب زكور في حديثه أمام الهيئة العامة للكنيست، الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن 22 أسيرا عربيا كلهم ذوو محكوميات عالية وقضوا في السجن 16-25 عاما، أو على الأقل تحديد محكومياتهم لفترات أقل مما هي عليه اليوم بعد أن حكم على غالبيتهم بالسجن المؤبد مدى الحياة.
كما طالب النائب زكور بتحسين ظروف حياتهم داخل السجن والسماح لهم بالخروج لإجازات خارج السجن، والخروج لزيارة ذويهم في الحالات الإنسانية مثل الوفاة والزواج، وإتاحة الاتصال الهاتفي لهم مع ذويهم، والسماح لأقاربهم من الدرجة الثانية بزيارتهم، ومنحهم جميع الخدمات الاجتماعية وإتاحة المجال لهم للقاء بأحفادهم فوق جيل 6 سنوات، والسماح لهم أيضا بالتعلم والحصول على شهادة البجروت (التوجيه العامة) والدراسات العليا.
أمثلة على التمييز بين الأمنيين العرب واليهود
وأورد النائب زكور في خطابه عدة أمثلة تشير إلى التمييز الذي تمارسه السلطات الاسرائيلية بين الاسرى الأمنيين العرب مواطني الدولة وبين الأسرى الأمنيين اليهود. ومن هذه الأمثلة: الأسير الأمني السابق اليهودي إيلان هاري غودمان، قام عام 1984 بإطلاق النار تجاه المسجد الاقصى المبارك بهدف "تحريره" من أيدي المسلمين، وفي هذه العملية قتل أحد حراس الوقف الاسلامي وجرح العديد من المصلين العرب المسلمين. وقد حوكم غودمان بالسجن المؤبد مدى الحياة، ثم حددت محكوميته لـ 24 عاما، ثم أخضفت" لجنة الثلث" التي لها علاقة مع سلطات السجون الاسرائيلية مدة محكوميته بتسع سنوات أخرى، وبذلك تم إطلاق سراحه عام 2000. بالمقابل، الأسير العربي وصفي أحمد منصور من مدينة الطيرة، قام عام 1987 بوضع عبوة ناسفة أدت إلى جرح 17 شخصا، وقد حوكم بالسجن المؤبد مدى الحياة. يبلغ منصور من العمر اليوم 71 عاما، وهو أب لخمسة أبناء، وجد للعديد من الأحفاد، وقبل عدة سنوات توفيت زوجته، وبعد ذلك بفترة قصيرة توفي والده. يعاني منصور اليوم من عدة أمراض، وقد حددت محكومياته عام 1998 لـ 30 عاما. وهكذا يكون إيلان غودمان الذي قتل قد أمضى 16 عاما في السجن وأطلق سراحه، بينما لا يزال وصفي منصور وراء القضبان منذ 20 عاما دون أن يقتل أحدا.
مثال آخر: الأسير اليهودي عامي بوبر الذي قتل 7 مواطنين فلسطينيين في مجزرة ريشون لتسيون، يسمح له بالتحدث بالهاتف، وقد سمح له أيضا بالزواج حيث أنجب أطفالا وهو داخل السجن، وقد خرج حتى اليوم لـ 156 إجازات، في الوقت الذي يصل مجموع كل الإجازات لجميع الأسرى الأمنيين العرب الـ 22 ذوي المحكوميات العالية إلى 40 إجازة فقط.