الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 22:02

سناء لهب تتساءل: أعيش عجزا حبريا فلماذا أكتب؟

كل العرب
نُشر: 13/09/10 10:12,  حُتلن: 08:43

سناء لهب في مقالها:

كيف لكم أن تطالبوني بالإخلاص لكم متباهين بإخلاصكم لأحقادكم؟ وتحولت بين أيديكم لأداة كيد وخنجر فراق؟

 ضجرت من المتخصصين في كتابة شواهد القبور لشهداء يروون الوطن ومن المتخصصين في تذوق الحياة حتى الثمالة

منذ أكثر من عام وأنا أعيش عجزا حبريا مستديما فقد بات قلمي عاجزا من حرث ارضي النفسية ليخرج ترابها لشمس الوعي

سؤال قرر مع سبق الإصرار والترصد ألا يُقتل في مشاهد الموت المتكررة التي نعيشها, في تربة القمع والحقد المقيم ودهر الإدانة وغبار الصمت.
لماذا نكتب؟
هل لنرسم ذاك الخط البياني المتصاعد حد الطوفان؟
أم هي نزوة الشهرة والتي تحولت إلى يقين؟
ربما نكتب لنلملم مشيئتنا ولنختصر الخطوط الميتة في فض المنافي...؟
ربما نكتب لكي نصحو حيث يبتلعنا الضباب ويتباهى؟
.
أم لنوصل صدى الحلم لتستيقظ مراكب الفجر فينا ولترفض الإقامة في ممالك الطاعة والانتماء إلى الغربة؟

منذ أكثر من عام وأنا أعيش عجزا حبريا مستديما فقد بات قلمي عاجزا من حرث ارضي النفسية ليخرج ترابها لشمس الوعي , أُرهق من نكش جراحي القومية بمثابرة هذا الزمن الرديء .
كم كنت مثلكم أو كما أكثركم أؤمن بأن الكتابة هي استحضار للروح المقاومة وللذات الواعية والمقاتلة , لعلها تحفظ ذاكرتها ولياقتها وبهذا تتابع الكلمة نموها ولو في باطن الأرض لتحمينا من التبلد والتخدر....

حمى الوعي
ولكني أصبت بالأربعين ذالك الرهاب (الطبيعي والشرعي) والذي رافقني منذ انتفاض أنوثتي , امرأة الأربعين أصابتني بحمى الوعي الثابت المتحول وصرت اهرب من مأتم النساء اللطيفات الدامعات ومن كرنفال المجاملات لآلامنا ونكباتنا واكتشف أن الوقت قد حان لأودع وجها لازمني عمرا ملمحا والتوقف عن إجراء عمليات تجميلية لخيبتنا الشمطاء ولأكسر البوصلة التي تشير إلى غربتنا في أجسادنا وأقلامنا وأرواحنا أوطاننا ولأتحول إلى امرأة تصنع فصولها وتختار رياحها وغاباتها وصقورها .
وعدت اشتاق لقلمي... أتوسله إغراءا , غضبا , حزنا ولا من مجير

" تعبت من اختيار موتي موزونا مقفى, تعبت من ويلنا من (بعض ) الآخرين إن قلنا الحقيقة كاملة وويلنا من أنفسنا إن لم نقلها, تعبت من الزيف والخوف واحتراف التجميل والتبجيل, من الوعي العربي المخنث ذكورة وسئمت من التورط في كتابات لا ترتدي إلا الإحباطات الذاتية تحت ستار قضية فلسطينية عربية وطنية. ضجرت من المتخصصين في كتابة شواهد القبور لشهداء يروون الوطن.ومن المتخصصين في تذوق الحياة حتى الثمالة ولو بملعقة من الذل ومن علامات ( ممنوع المرور ) في درب الحوار ( وممنوع الوقوف )على أرصفة الحقيقة.

خنجر فراق
كيف لكم أن تطالبوني بالإخلاص لكم متباهين بإخلاصكم لأحقادكم ؟ وتحولت بين أيديكم لأداة كيد وخنجر فراق؟
مللت من رسم أخبار الزلازل والكوارث الطبيعية ونحن هنا نواجه زلازلنا يوميا بعيون لا دمع فيها ولن يتوقف حتى يمتد من النيل إلى الفرات ويلتهم الأنظمة العربية
اتركيني لأنعم بالموت, لا منتحرا ولكن مقتولا بكم....

مقالات متعلقة