كشف موقع صحيفة هآرتس العبرية، صباح اليوم الاربعاء(6-10)، النقاب عن خطة واسعة النطاق أعدتها سلطات الجيش الإسرائيلي بهدف ما أسمته تجديد أجزاء من البلدة القديمة في القدس
شُيدت أسوار القدس بعد أن أتم اليبوسيين بناء القلعة، وحمل اسم السور الأول في القرن الثامن عشر قبل الميلاد. وقد ظل هذا السور يتهدم ويعاد ترميمه على مر العصور، وبلغ ما أحصاه المؤرخون من عدد المرات التي تهدم فيها وأعيد تشييده ست مرات. إن ما كشفته عالمة الآثار البريطانية د. كاثلين كينيون العام 1961 من بقايا هذا السور الأول، يؤكد تاريخية الأسوار والحق الفلسطيني في القدس.
وشهدت فترة الاحتلال الآشوري، بحسب المعطيات، قيام الملك منسي (691-639 ق.م) ببناء السور الثاني، وشّيد هيرود أجريبا (37- 44 م) السور الثالث للمدينة، فيما أقامت الملكة إيدوكسيا زوجة الملك تيؤدوسيوس (438 – 443 م) سوراً جديداً حول المدينة لكنه هدم أيام الفرس (614 م)، وأعيد بناؤه قبل غزو الصليبيين.
هدم الصخور الصلبة
وبعد معركة حطين وفتح القدس، أعاد القائد صلاح الدين الأيوبي بناء ما تهدم من الأسوار. أما السور الحالي أقامه السلطان سليمان القانوني (1536-1540 م) في خمس سنوات. وقد هدم الاحتلال جزءاً كبيراً منه بعد احتلال المدينة عام 1967.
وعام 2010 كشف موقع صحيفة هآرتس العبرية، صباح اليوم الاربعاء(6-10)، النقاب عن خطة واسعة النطاق أعدتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدف ما أسمته تجديد أجزاء من البلدة القديمة في القدس المحتلة تتضمن فتح بوابة جديدة في جدران المدينة لأول مرة منذ 112 سنة إبان العهد العثماني.
وتعتبر الخطة، التي أعدها المهندس المعماري ديفيد شريكي جزءا من خطة أكبر لتجديد منطقة حائط البراق ووُضعت من قبل المهندس المعماري جافريل كيرتيش، وقُدّمت يوم الثلاثاء الماضي لدائرة بلدية الاحتلال في القدس ودائرة التخطيط والبناء فيها بهدف ترميم الحي اليهودي وسهولة الوصول إلى ساحة الحائط الغربي.
وبموجب هذه المخططات سوف يكون هناك بوابة جديدة لدخول نفق سيتم حفره في الصخر تحت طبقات المدينة، قرب باب المغاربة، سيقود إلى مرآب للسيارات مكون من أربعة طوابق تحت ساحة انتظار السيارات الحالية وليست بعيدة عن الحائط الغربي.
ووفقا للخطة فسيتم حفر النفق والمرآب في الصخور العميقة تحت المدينة، وترك العديد من الطبقات الأثرية سليمة.
وكانت آخر مرة تم إحداث فتحة جديدة في الجدران في المدينة في عام 1898، عندما دمرت السلطات العثمانية جزء من الجدار بالقرب من بوابة يافا. وكان الغرض السماح بمرور قيصر المانيا ولهام الثاني الذي كان يزور المدينة.
وتهدف الخطة لاستيعاب عشرات الآلاف من الزوار إلى حائط البراق، وكذلك المقيمين في الحي اليهودي. وقال المخططون أن مرآب السيارات سيتسع إلى 600 سيارة.
ولكن العقبة التقنية الرئيسية للخطة هي التكلفة العالية، حيث أن هدم الصخور الصلبة تقدر بمئات الملايين من الشواقل.
من جانبها، لم تصوت لجنة التخطيط على الخطة وأعلنت أنها ستواصل مناقشة ذلك خلال الأسبوع المقبل.
وفي هذا السياق، اعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية المخططات السوداء لبلدية الاحتلال بالقدس والقاضية بتشويه معالم عديدة في البلدة القديمة، واستحداث باب في سور المدينة، محاولة مريضة للسطو على التاريخ، وفعل ينم عن عقلية مصابة بالكراهية، وفرض لسياسة الأمر الواقع.
وحذرت الوزارة ،من خطورة النوايا التي أعدها مهندسون يهود لتجديد حائط البراق والحي اليهودي، والتي قُدّمت إلى ما تسمى لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال، أمس الثلاثاء، وما سيتبعها من باب سينحت في الصخر أسفل المدينة، سيبدأ من باب النبي داوود وباب المغاربة إلى أن يصل إلى موقف للسيارات.
قضية القدس
وأدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، المخطط الإسرائيلي الخطير، الذي صادت عليه بلدية الاحتلال في القدس والمتمثل بتغيير معالم ساحة البراق ومنطقة باب المغاربة بقصد تهويدها وتسهيل تواجد اليها د فيها، وحذر من الآثار الخطيرة التي ستلحق المسجد الأقصى والوجود العربي و الإسلامي في مدينة القدس جراء هذا المخطط.
أما المختص في الحركة "الصهيونية" في جامعة القدس أبو ديس, معتصم الناصر أكد:" أن المخطط الإسرائيلي الذي يهدف لتجديد أجزاء من البلدة القديمة في القدس والتي تتضمن فتح بوابة جديدة في جدران المدينة لأول مره منذ 112 إبان العهد العثماني والذي بناه في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني الذي تولى الحكم ما بين عام (1520) م–1566م)، يهدف لطمس الهوية الثقافية العربية للقدس.
وكما أكد الناصر أن بلدية الاحتلال الإسرائيلي تهدف من المخطط الجديد بحق أسوار البلدة القديمة التاريخية للتواصل بين الأحياء الاستيطانية وخاصةً ! بمنطقة حائط البراق وبلدة سلوان لربطها مع الحي اليهودي داخل البلدة القديمة، ولمنع أي تواصل سكاني عربي وإمكانية إعاقة أي حل سياسي مستقبلي فيما يتعلق بقضية القدس.
وقال:"إن القضية الأخرى تكمن بالسعي لتزوير تاريخ وثقافة المدينة وطمسها للمعالم الأثرية وخاصة سور سليمان القانوني وهو من معالم الأسوار المهمة في القدس، والهدف لتهويد الثقافة وليس التهويد الديمغرافي".
وحول المخطط الإسرائيلي المستقبلي بحق مدينة القدس يضيف الناصر:"أن المرحلة القادمة للمخططات المستهدفة هي المناطق التي يتواجد فيها كثافة سكانية مثل منطقة سلوان والشيخ جراح", متابعا:" إذا استهدفت الشيخ جراح سيتم تواصل جغرافي وديمغرافي بين (جبل سكوبس) أي الجامعة العبرية وبين القدس الغربية ويستثني أي تواصل بين القدس الشرقية و الغربية في المستقبل.
وينوه في الوقت ذاته أن كثافة السكان في بلدة سلوان والذي يتجاوز عدد سكانها نحو 70 ألف نسمه سيتم طردهم إلى مناطق السواحرة الشرقية بإتجاه الضفة الغربية وسيتم عزلهم بالكامل عن القدس والبلدة القديمة.
يذكر أن سور القدس بناه السلطان العثماني ( سليمان القانوني (، الذي تولى الحكم ما بين عام (1520 م–1566م) ويقال أنه كان موجود بالأصل، ولكنه يحتاج لإعادة ترميم، وهذا ما قام به السلطان سليمان القانوني.