الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 07:01

الشيخ محمد نضال محاميد- رسالة إلى أبناء الصحوة الإسلامية

كل العرب
نُشر: 13/10/10 11:48,  حُتلن: 11:51

الشيخ محمد نضال محاميد في مقاله:

ورب الكعبة لو تعرض نظام آخر من الأنظمة الوضعية لما تعرض له الإسلام لاختفى ذكره ولم يعد له أدنى أثر في الوجود

دربنا في الدعوة إلى الله عز وجل ليس دربا هيناً ليناً، وليس مفروشا بالزهور والرياحين، بل تزدحم فيه العقبات والتحديات

الإسلام هو المنهج الإلهي الخالد ذو خصائص البقاء والثبات أمام كل تحدي شيطاني، ليؤكد على مر القرون والعقود أبديته التي خصها الله عز وجل له

إن سبيل الدعوة إلى الله سبيل شاق، حافل بالأشواك والعقبات، محفوف بالفتن والأذى والابتلاء، يدوي في أطرافه عويل المجرمين من الكفار والمشركين والحاقدين الذين يملكون أحدث أبواق الدعاية والحكم والسلطة، ومع كل هذه التحديات فنهاية المضي في موكب الدعوة إلى الله تتألق بالأمل وتنير كالشمس وتشرق كالفجر، فالدعوة إلى الله هي طريق نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد –صلوات الله عليهم أجمعين- وطريق كل من أتبع الهدى ليضيء الدجى.
لقد حان وقت كتابة هذا المقال اليوم أكثر من قبل، لتذكير أبناء الصحوة الإسلامية المباركة إن دربنا في الدعوة إلى الله عز وجل ليس دربا هيناً ليناً، وليس مفروشا بالزهور والرياحين، بل تزدحم فيه العقبات والتحديات، ولو طريقنا غير ذلك لكان سهل على كل إنسان أن يكون صاحب دعوة وعقيدة، ولاختلطت حينئذ دعوات الحق والفضيلة ودعاوى الباطل والرذيلة.

التحديات بشتى أشكالها
فليس من قبيل المبالغة القول بأن التحديات بشتى أشكالها وألوانها وصورها التي يتعرض لها الإسلام على مر الدهور وفي عصرنا الحالي تفوق ضراوتها وشدة بأسها كل التحديات التي تعرضت لكل العقائد الأخرى مجتمعة، ورب الكعبة لو تعرض نظام آخر من الأنظمة الوضعية لما تعرض له الإسلام لاختفى ذكره ولم يعد له أدنى أثر في الوجود، ولكن الإسلام هو المنهج الإلهي الخالد ذو خصائص البقاء والثبات أمام كل تحدي شيطاني، ليؤكد على مر القرون والعقود أبديته التي خصها الله عز وجل له مؤكدا على ذلك في القرآن بقوله تعالى: [ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون].

الصبر على البلاء
فتعرض أهل الله وأنصار دعوته على مر العصور بمحن وابتلاءات كأصحاب الأخدود وفتية الكهف وصحابة الرسل والأنبياء ومن تبع هداهم، فصبروا وصدقوا عهدهم مع ربهم فنصرهم ومكنهم في الأرض [...إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم...]، فلن يأتي التمكين إلا بعد الصبر على البلاء والثبات على الحق فحينئذ يفرح المؤمنون، وأما دعوتنا الإسلامية هنا داخل الخط الأخضر فها هي الابتلاءات تعصف بأبنائها تباعا، وعلى سبيل المثال فقط وليس للحصر فبالأمس زُج بالشيخ رائد صلاح بزنازين السجون بتهمة الدفاع عن المسجد الأقصى، واليوم إقالة الشيخ سامي جبارة إمام مسجد صلاح الدين في مدينة الطيبة من عمله بتهمة المشاركة بل وعرافة مهرجان البيعة والوفاء في طمرة، ولكن نقول للأمم مجتمعة قول الله عز وجل: [يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو مره الكافرون]، فابن دعوة الإسلام يستمد قوته من الله الواحد القهار.

الابتلاءات المتراكمة
وفي ظل هذه الظروف والابتلاءات المتراكمة، لا بد من الاستجابة لدعوة الشيخ حماد أبو دعابس الكريمة بشأن توحيد كلمة أبناء الحركة الإسلامية في بلادنا ورص صفهم وجبر كسرهم ورأب صدعهم، وتنحية الخلافات جانبا ولعمل على ما اتفق الجميع عليه وليعذر بعضنا بعضا بما اختلفنا عليه، لأن المرحلة القادمة على ما يبدوا مزدحمة بالعثرات والمحن كما تشير كل المؤشرات، فالوحدة الوحدة والثبات الثبات ثم التمكين إن شاء الله.

مقالات متعلقة