الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 01 / نوفمبر 02:01

البيضة.. قصة مثيرة لقراء موقع العرب

كل العرب
نُشر: 14/10/10 23:07,  حُتلن: 07:51

كان يا مكان.. في قديم الزّمان.
كان يعيش فلاّح وزوجته في مزرعة صغيرة، وكان عندهما حمارٌ وكبشٌ وديكٌ ودجاجة.
ذات صباح.. وقبل أن يقصد الفلاّح سوق المدينة ملأ الخُرج بالبطيخ الأحمر، ووضعه على ظهر الحمار المربوط إلى جانب باب الكوخ، ثمّ توجّه إلى الطّرف الغربي من المزرعة حيث الجبّ، ليملأ القربة بالماء.
وخرج الدّيك والدجاجة من الخُمّ، وراحا يسرحان، ينبشان ويلتقطان الحبّ، وبينما كانت الدّجاجة تسرح وتمرح بعيداً عن الخم، أحسّت أنّها ستبيض، ركضت باتجاه خُمّها لترقد فوق القش، لكنّها.. وبعد منتصف الطّريق شعرت بأنّ البيضة ستخرج منها، فحاصت في مكانها.. وباضت.. وللأسف.. اصطدمت البيضة الطّريّة بحصاة مدبّبة، فانكسرت.
طار عقل الدجاجة، وراحت تنتف ريشها، نتف.. نتف.. نتف، وحين أتت على آخر ريشة.. صاحت:
-يا ويلي البيضة طقّت وفقشت.


صورة توضيحية


انتبه الدّيك إلى صوت دجاجته، فركض نحوها مستفسراً:
-خيراً إن شاء الله، ما بك.. خبّريني؟!
-الحقني يا ديكي الحقني، أنا حصت وبضت، والبيضة طقّت وفقشت.
نظر الدّيك إلى البيضة المكسورة بحزن وراح يصيح وينوح:
-كوكوكي.. كو كو كي، قلبي كُسِرَ.. مَ.. عَ.. كِ.
ثمّ ركض إلى الكبش الذي يرعى في مكان قريب ضارباً رأسه برجليه وجناحيه، فما كاد الكبش يرى الدّم يسيل من عرفه الأحمر الطّويل، حتّى ثغا قائلاً:
-يا لطيف يا لطيف، ما بكَ تصيح وتنوح.
-واخ.. واخ، أنا صحت ونحت، والدّجاجة حاصت وباضت، والبيضة طقّت وفقشت.
وقبل أن يتمّ الدّيك كلامه، ركض الكبش ذو القرنين الكبيرين إلى صخرة قريبة ونطحها فانبطح أرضاً مغمى عليه، وما إن صحا ورأى أمامه قرنيه المكسورين، حتّى ركض مذعوراً إلى الحمار المربوط قرب الباب.
-يا حمار.. تعال.. انظر.
-خيراً.. خيراً إن شاء الله.
-ومن أين يأتي الخير، وأنا نطحت وانبطحت والدّيك صاح وناح والدّجاجة حاصت وباضت والبيضة طقّت وفقشت؟
-سبحانك يا رب، كلّ هذا حصل وأنا مربوط هنا؟
فشهق ونهق، وشد الرسن فانقطع، ثم قفز موقعاً الخرج، وراح يعفس البطّيخ بقوائمه.
سمعت زوجة الفلاح الجلبة، فمدّت رأسها من باب الكوخ صائحة:

-هش.. العمى يضربك، صرعتنا.. ماذا حصل؟‍
-مصيبة.. كارثة.. تصوري، أنا شهقت ونهقت، والكبش نطح وانبطح، والديك صاح وناح، والدجاجة حاصت وباضت، والبيضة طقت وفقشت.
وما إن سمعت المرأة القصة، حتى ولولت وصوتت، وشكت وبكت، ونتفت شعرها ومزقت ثوبها، ثم دخلت المطبخ وراحت تكسر الجرار الفخارية وتدلق على الأرض الزيت والسمن.
وأخيراً.. حضر الفلاح، حاملاً قربته المملوءة بالماء، وما إن رأى البطيخ المعفوس والزيت المدلوق حتى طار صوابه، وصاح:
-يخرب بيتك.. ماذا فعلتِ؟‍‍!!
-وتسألني ماذا فعلت! ألا تعرف بأنني ولولت وصوّتُّ والحمار شهق ونهق والكبش نطح وانبطح والديك صاح وناح والدجاجة حاصت وباضت والبيضة.. طقت وفقشت؟
فتح الفلاح فمه دهشاً، ثم قطب جبينه، قائلاً:
-أَكُلّ هذا الذي فعلتموه من أجل بيضة؟! إنّها بيضة يا مجانين!! والله العظيم سألقنكم درساً لن تنسوه طيلة حياتكم.
((وتوتة توتة.. خلصت الحتوتة))

مقالات متعلقة