الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 05:02

عند الولادة يعاني طفل واحد من كل ألف مشكلة خطيراة في حاسة السمع فتأكدي من سلامته

أماني حصتدية -
نُشر: 13/12/10 12:18,  حُتلن: 17:15

أهمية مراقبة تطوّر حاسة السمع لدى الطفل

هناك أنواع من الصَّمم تكون مؤقتة، وهي تلك التي تكون ناجمة عن الإلتهابات المتكرة في الأذن

عند الولادة يعاني طفل واحد من كل ألف، مشكلاً خطيراً في حاسة السمع، قد يصل إلى الصمم. لهذا، يُعتبر فحص السمع المبكر لدى المواعيد الجدد إجراء مهماً. كيف تعرفين إن كان وليدك سليم السمع أو لا، وكيف تنصرفين في حال وجود مشكل؟
نلاحظ أنّ الطفل يكون منذ ولادته منتبهاً جدّاً وحسّاساً، للضجيج الذي يصدر عن محيطه، كصوت أُمّه مثلاً، وصوت الباب عندما يغلق بشدة، جرس الباب القوي.. والكثير الكثير من الأصوات التي يمكن أن تجعله ينتفض في مكانه، أو يحرك رأسه أو يبتسم إذا سمعها. وسرعان ما يتعوّد الصغير على هذا العالم السَّمْعي، فالرضّع والأطفال الصغار جدّاً، يعيشون في "بحر من الكلام"، كما يقول المتخصصون في الطفولة، ذلك أنّ الطفل في هذه السن المبكرة، يسمع الحوارات التي تُجري في محيطه، حتى وإن لم يفهمها، فهو يعتاد على موسيقى اللغة الأُم، وعلى حروفها الصامتة والمرتفعة.


صورة توضيحية

وبفضل هذا الإستماع، يتوصّل الطفل في يوم من الأيّام إلى النطق ببعض الحروف أو الكلمات المتقطعة، ثمّ الكلام مثل الكبار. وهو بكل بساطة يفعل ذلك من باب التقليد والمحاكاة للكبار، وهذا كله يدل على أنّ السمع الجيِّد مهم، لكي يتعلّم الطفل كيف يعبّر عن نفسه ويفهم مَن حوله ويفهمونه أيضاً. والسمع أيضاً شرط أساسي لكي يتابع الطفل دراسته وتعليمه بشكل طبيعي مثل أقرانه، فليس البصر السليم وحده الذي يلعب دوراً في تعلّم الطفل القراءة والكتابة، بل السمع أيضاً يؤدي دوراً لا بقل أهمية عن البصر في هذه العملية، من حيث إنّ عملية إلتقاط الكلمات كأصوات مهمة جدّاً لفهم هذه الكلمات وتحويلها إلى حروف.
ومن هنا تأتي أهمية مراقبة تطوّر حاسة السمع لدى الطفل، فكلما تم تشخيص ضعف السمع مبكراً، تَمكّن الطبيب من التدخل بشكل أكثر فعالية، سواء باللجوء إلى عملية جراحية، أم باقتراح وضع سماعة طبّية في أذن الصغير، لمساعدته على سماع الأصوات بشكل أفضل. بالتالي، تعلّم الكلام في سن مبكرة، ومتابعة الدراسة من دون تأخر عن أقرانه، وتَقبّل نقص السمع لديه بشكل أكثر سلاسة.

- علامات الصمم:
هناك علامات تُمكّن الوالدين من أنا يكتشفا ضعف حاسة السمع عند الرضيع، حتى وهو في سن صغيرة جدّاً، فتكون بمثابة الإنذار الذي يلفت إنتباه الوالدين وتُنبّههم لكي يتدّخلوا. ومن علامات الصمم الحاد لدى الرضيع، أن يكون هذا الأخير هادئاً طوال الوقت، بل هادئاً أكثر من اللازم، ولا يُبدي أي إهتمام بما يجرى حوله، ولا يُفاجأ أبداً بأي صوت قوي، ولا ينتفض كردّ فعل على أي ضجيج، فلا يستيقظ من النوم مثلاً بسبب تشغيل سيارة هادرة المحرك، ولا يُدير رأسه إذا ما سمع صوت باب يصفق بشدة، ولا يزعجه صوت جرس الهاتف.. لهذا، إذا لاحظ الوالدان مثل هذا الهدوء واللامبالاة من الرضيع، يكون عليهم أخذه لزيارة طبيب متخصِّص في الأذن والأنف والحنجرة.

- نوع واحد أم أنواع؟
يوجد في الواقع أنواع عديدة من الصمم، وتتنوَّع حسب الجزء المتضرِّر من الجهاز السَّمعي لدى الطفل. ويتكون الجهاز السمعي لدى الإنسان، من الأذن الخارجية (تتألف من الصوان، وهو الجزء الخارجي الظاهر من الأذن والقناة السمعية الخارجية، وهي على شكل ممرّ ضيِّق بصل الصوات بطبلة الأذن) والأذن الوسطى (وتشمل الطبلة والعظمات الثلاث، وهي: المطرقة، السندان والركاب، و"قناة استاكيوس") والأذن الداخلية (وتتكون من القنوات شبه الهلالية والقوقعة والعصب السمعي)، فالصمم العصبي أو الحسِّي مثلاً، يصيب هذا الجزء الأخير من الأذن، حيث تَشخ خلايا الأذن الداخلية قبل الأوان وتموت. ويصيب هذا المرض مولوداً واحداً من كل ألف عند الولادة، وهو ليس بالضرورة مرضاً وراثياً، فقد يحصل بسبب إنتقال عدوى إلى الأُم أثناء الحمل أو الولادة، أو بسبب ولادة مبكرة، أو الإصابة بمرض إلتهاب السحايا، أي المينانجيت، فالبكتيريا التي تسبب هذا المرض، تهاجم خلايا الأذن الداخلية بشكل مباشر.

- متى يبدأ التشخيص؟
عادة ما يُشخَّص الصمم لدى المولود في الأيّام الأولى بعد الولادة، والتي يقضيها في المستشفى، لكن في كثير من الأحيان، لا يلاحظ أحد الصمم لدى المولود، لأنّه لم يمض أياماً تحت المراقبة الطبية في المستشفى بعد الولادة. وتختلف كيفية مراقبة حاسة السمع لدى المولود من مستشفى إلى آخر، فبعض الطواقم الطبية تكتفي بطرقعة الأصابع قرب أذن المولود، ليلاحظوا رد فعله، والبعض الآخر يلجأ إلى فحوص طبية أكثر تعقيداً. وعلى كل حال، فإن هذه الفحوص ينبغي أن تتكر في الشهرين الرابع والتاسع، وعندما يُتم الصغير سنتين من العمر. والواقع أن فحص السمع الذي تكون نتيجته سلبية عند الولادة، لا يعني أنّ الأمور توقفت هنا، فهناك بعض أنواع الصمم الحسي التي تحدث أثناء الولادة، لا تظهر مباشرة عقب الولادة بل بعدها بمدة. من جهة أخرى، فإنّ الطفل إذا تعرّض لأزمة صحية، مثل إلتهاب السحايا البكتيري، يكون من الواجب إخضاعه لفحص سمع آخر، لأنّ هذا المرض يؤثِّر في الأذن الداخلية.

- هل من علاج؟
هناك أنواع من الصَّمم تكون مؤقتة، وهي تلك التي تكون ناجمة عن الإلتهابات المتكرة في الأذن، إذ يكفي أن يتم علاج الإلتهابات، لكي تعود حاسة السمع لدى الصغير إلى طبيعتها. وفي المقابل، وفي ما يخص الصمم الحسي، فإن زرع السمّاعة الطبِّية يكون هو الحل الوحيد، حيث يكون على الطفل أن يضع في أذنه سماعة طبية مدى الحياة، حتى يمكنه أن يسمع. وهذا النوع من العلاجات يُحدث فارقاً كبيراً في حياة الطفل، خاصة إنّ تم اللجوء إليه مبكراً، بحيث يمكن للطفل أن يلحق بركْب أقرانه في التعليم ولا يتأخر عنهم. بالتالي، يعيش حياة عادية لا يشعر فيها بالنقص.

مقالات متعلقة