عجز الحكومة الاسرائيلية امام حرائقها دفع بالمقاومة الى التوقف ملياً امام الفشل الاسرائيلي واستخلاص هشاشة الواقع الاسرائيلي امام ازمة تبدو تافهة

العدّ التنازلي لاحتمالات الحرب في المنطقة لم يتوقّف، وهو بدأ قبل فترة عام ونصف العام، كانت خلالها الادارة الاميركية تبدي مراجعة شاملة لسياستها في المنطقة

الحرب على الارجح لن تقتصر على جانبي المقاومة والعدو من دون ان تجرّ أي طرف اقليمي اليها، وهو خيار بات مرجحا في معظم دوائر القرار وجاءت بعض وثائق "ويكيليكس" لتصب في هذا الاتجاه

اكّدت أوساط عربية مقربة من المقاومة أن المخاوف من حدوث توتر سياسي وهزّة مع قرب موعد صدور القرار الاتهامي، "تشوبها بعض المبالغة وبالاخصّ على صعيد احتمالات شنّ إسرائيل عدواناً على لبنان، او قيام الادارة الاميركية بـاللعب بالاستقرار الاقليمي القائم اليوم في الشرق الاوسط وفي منطقة الخليج.

وفي حديث لصحيفة "السفير"، استبعدت الاوساط على الصعيد اللبناني، "أي حرب او حتى ضربة عسكرية توجهها اسرائيل ضد المقاومة، ذلك ان هذا الامر دونه عقبات عدة". وذكرت الاوساط انه من العقبات "جهوزية المقاومة لردّ أي عدوان" و"اتخاذ جانب المبادرة ضد العدو"، كما انه "ثمة اسبابا اسرائيلية واميركية تجعل من الصعب جدا عليهما التفكير في شن العدوان او تحقيق مكتسبات منه". وذكرت الاوساط "الواقع المزري الذي عاشه الكيان الاسرائيلي مؤخرا جراء الحرائق التي التهمت مناطق واسعة وبدت الدولة العبرية خلالها في ازمة حقيقية ووقفت عاجزة امام ذلك الواقع واستنجدت بالغريب الصديق والحليف لاجتياز ذلك القطوع الذي استمر اياما".

عجز الحكومة الاسرائيلية
واوضحت الاوساط ان "عجز الحكومة الاسرائيلية امام حرائقها دفع بالمقاومة الى التوقف ملياً امام الفشل الاسرائيلي واستخلاص هشاشة الواقع الاسرائيلي امام ازمة تبدو تافهة اذا ما قيست بما قد تسببه لها المقاومة من حرائق ودمار في اي حرب مقبلة، لن تقتصر على أيام معدودة". وتؤكّد الاوساط "ان الجيش الاسرائيلي لا يزال في طور استخلاص العبر من حرب تموز 2006، وخاصة تجربة سلاح المدرعات الذي كان الأكثر عرضة للضربات من جانب المقاومة في تلك الحرب".

الحرب لن تقتصر على جانبي المقاومة والعدو
وترى الاوساط "ان الاسرائيلي لا يبدو بمقدوره تجاوز واقعه العسكري هذا قبل 6 اشهر على اقل تقدير من الآن، من دون ان يعني هذا الامر ان بمقدوره المبادرة عسكريا بعد ذلك، خاصة في ظل الموانع الاميركية لأي حماقة من هذا النوع في هذه المرحلة". وتضيف الاوساط "ان الحرب على الارجح لن تقتصر على جانبي المقاومة والعدو من دون ان تجرّ أي طرف اقليمي اليها، وهو خيار بات مرجحا في معظم دوائر القرار وجاءت بعض وثائق "ويكيليكس" لتصب في هذا الاتجاه".

 عقم السياسة الاميركية
وشدّدت الأوساط "ان العدّ التنازلي لاحتمالات الحرب في المنطقة لم يتوقّف، وهو بدأ قبل فترة عام ونصف العام، كانت خلالها الادارة الاميركية تبدي مراجعة شاملة لسياستها في المنطقة، وخاصة في العراق وافغانستان، على ضوء تقرير بيكر - هاميلتون حينذاك. والحال ان هذا التراجع قد ظهر في الفترة الاخيرة من مرحلة الرئيس الاميركي جورج بوش، تحديدا منذ صيف العام 2008، حين بدا بوضوح عقم السياسة الاميركية في اخضاع محور الممانعة في المنطقة، وعلى رأسه إيران". وتشدّد الاوساط "ان مرحلة ما بعد صدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لن تجلب تطورات دراماتيكية على المنطقة"، لكن "الحرب الامنية الاستخباراتية فمستمرة".