مؤسسة حراء تعقد مؤتمرها السنوي بمشاركة المئات من المندوبين والمدرسين وبحضور الشيخ رائد صلاح

عقدت مؤسسة حراء لتحفيظ القرآن الكريم يوم الجمعة مؤتمرها السنوي في مركز العلوم والفنون بمدينة ام الفحم بمشاركة المئات من المندوبين والمدرسين وبحضور الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني، انطلق المؤتمر بآيات عطرة من الذكر الحكيم تلاها ابراهيم كمال ، كما وتولى العرافة الشيخ محمد عمارنة الذي رحب بالضيوف وأكد ان عنوان المؤتمر هو للتأكيد على بناء جيل سيحمل مشاعل الإسلام ويحمل رسالة التربية الاسلامية مشيرا الى عمل الرسول صلى الله عليه وسلم في بناء جيل فريد حمل الدعوة في جميع أرجاء المعمورة .

وأشار عمارنة الى أن "عشر سنوات على انطلاقة مؤسسة ، وقد خرجت ما يزيد عن 100 حافظ وحافظة لكتاب الله ، وفيها 20 مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم تحوي 270 صف ، غير الحلقات القرآنية وعددها 624 حلقة تنتشر في طول البلاد وعرضها وشرقها وغربها ، 820 مدرس ومدرسة يخدمون 11 ألف طالب وطالبة ، هم كنز وورقة رابحة للمستقبل العتيد لرفع راية الإسلام "،

الأولاد أمانة عظيمة
الشيخ نائل فواز – مسؤول الحركة الاسلامية في ام الفحم – ألقى كلمة البلد المضيف مرحبا بالضيوف والحاضرين سائلا المولى عز وجل ان يحفظ مدينة ام الفحم لتبقى منبع مضياف للدعوة الإسلامية ، كما وأكد ان المسؤولية عظيمة تجاه الأولاد والطلاب في هذا الزمان الذي كثر فيه العنف والفساد مؤكدا ان دور مؤسسة حراء من باب التكليف وليس التشريف ، وأوضح خلال كلمته "ان الأولاد أمانة عظيمة وعلينا الاستمرار لنخرج جيلا قرآنيا فريدا يحيي الدين والأوطان" ، وشدد في حديثه انه "ان أردنا البقاء في أوطاننا أعزاء فعلينا المحافظة على قراءة القرآن والعمل به ونربي أبناءنا تربية صحيحة ".
إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله
بدوره قدم الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الاسلامية – خلال كلمته عدة ملاحظات ونصائح وتوجيهات بداية بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه " إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب " حيث بين معاني هذا الحديث وما يحمله من رسائل كثيرة مؤكدا ان فيه زادا عظيما نحتاجه في هذه الظروف وهو علاج يعين على تخطي صعاب الحياة ، كما واستشهد بحديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده" حيث أشار من خلاله الى السكينة والرحمة وعناية الله بأنها علاج مؤكدا انه اذا ما تحثثنا بهذا العلاج فنحن بخير ان شاء الله ".
وأكد في كلمته "ان الإنسان يمر في بعض الأحيان بلحظات يأس وانكسار والكثير من الأمراض المقلقة ، واننا بحاجة الى سكينة ورحمة وعناية الله لتخلص من هذا الشعور ، حيث اننا سنتعرض الى ما تعرض اليه سلفنا وسنعاني ونتجاوز هذه المحن بعون الله ".
تغيير الحاضر
وتطرق الشيخ رائد صلاح في مقتضب كلمته الى تغيير الحاضر وتحويل حياتنا من حال متغير الى مقام ثابت وذلك بعون الله عزل وجل مؤكدا ان الرسالة يجب ان تكون لأمرين وهي بناء الإنسان وصناعة الحياة ، وأضاف " ان احسنا بناء الإنسان أحسنا صناعة الحياة فتكون خلافة راشدة تملأ الأرض عدلا ونورا كما ملئت ظلما وجورا ".
هذا وأثنى الشيخ رائد صلاح على دور مؤسسة حراء بأنها قطعت شوطا كبيرا والمطلوب هو المزيد والطمع بالخير لوجه الله تعالى ".
اكساب الخبرات ونشر الثقافة القرآنية
من جهته أكد الشيخ جلال زعبي – رئيس مؤسسة حراء – ان هناك ثوابت للعمل القرآني بداية بالإخلاص وصناعة الشخصية القرآنية والتكافل والتكامل مع المدارس القرآنية في المؤسسة مشيرا الى انه لا بد من اكساب الخبرات ونشر الثقافة القرآنية ورح العمل النظيف .
وشدد زعبي على بناء الثقة الكاملة مع الناس بأعمالنا كي يرسلوا لنا أولادهم لنعلمهم القرآن ، فبدون الثقة لا أطفال نربيهم ويفقد العمل هيبته واشعاعه وضوءه .
عرض المشاريع والانجازات
اما الفقرة التالية من المؤتمر فقد كانت عرض مشاريع وانجازات المؤسسة خلال عام 2010 ، قدمها المنسق الإعلامي في المؤسسة السيد محمد هاني ، تلتها فقرة عرض خطة عام 2011 والذي تحدث فيها الشيخ عثمان غريفات مدير مؤسسة حراء حيث بين المشاريع التي سيتم العمل عليها خلال عام 2011 حيث وجه الشيخ عثمان غريفات نصائح وتوجيهات للمرشدين بصدق النية والإخلاص والعزيمة وصلابة الإرادة بالاضافة الى التواصل مع المؤسسة وطواقمها والعمل في حقل الميدان أمر واجب ومن متطلبات العمل الجماعي.
وتخلل المؤتمر وصلة انشادية رائعة قدمها طلاب فرقة الأنوار الفحماوية تخص حراء ، وقد كتب كلمات الأنشودة الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية ، ولحنها المنشد أحمد خالد ، فيما وقف على الإشراف العام ابراهيم كمال ، وتوزيع وتسجيل ستوديوهات رائد امارة في زلفة ، كما وتميزت الأنشودة بمقامات موسيقية مختلفة الأمر الذي نال اعجاب الحاضرين متفاعلين مع كلماتها الرائعة.
العنصرية التي تصدرها المؤسسة الإسرائيلية
أما ختام المؤتمر فكانت محاضرة للكاتب الصحافي الأستاذ عبد الحكيم مفيد حول حزم القوانين العنصرية التي تصدرها المؤسسة الإسرائيلية تجاه فلسطينيي الداخل ، وقد ثمن في بداية محاضرته دور مؤسسة حراء في اعداد جيل قرآني الذي سيكون يوما من الأيام جيل التحرير ، وقد تطرق الأستاذ عبد الحكيم مفيد خلال كلمته الى موضوع الخدمة المدينة الذي بات مطلبا اسرائيليا من الدرجة الأولى لتقديم الحقوق للمواطنين ، مؤكدا ان لا يوجد أي دولة في العالم تشترط اعطاء الحقوق مقابل الواجبات الا في هذه البلاد ، مشيرا الى مدى خطورة الخدمة المدنية ومساواتها مع الخدمة العسكرية سواء بحمل السلاح أو لا.
وأوضح مدى العنصرية المتزايدة على جميع الأصعدة الحياتية ، شارحا للحضور بعض المصطلحات والمفاهيم التضليلية التي تستخدمها المؤسسة الإسرائيلية وإعلامها من أجل تضليل الجماهير محذرا من إتباع هذه المفاهيم الخاطئة والخطيرة ، كما وتطرق الأستاذ عبد الحكيم في كلمته الى الحكومة الإسرائيلية وسنها للقوانين الخطيرة وخصوصا قانوني الولاء والإعتراف بيهودية الدولة مشيرا الى أخطار هذه القوانين وأبعادها على الفلسطينيين وحق العودة .