د. ايمن الرابي:
الشبكة تعتبر التربية البيئية و تعزيز مفاهيم الحفاظ على البيئة بكافة اشكالها من اهم مقومات المجتمع المتحضر ومن هنا تأتي اهمية انعقاد مثل هذا المؤتمر
المطران الدكتور منيب يونان:
الواجب الديني و الوطني و القومي يحث على المساهمة في وضع خطة فلسطينية وطنية شاملة لمعالجة مشكلات البيئة و الاعتناء بالطبيعة
الخطة يجب ان تشمل التوعية باضرار انبعاث ثاني اكسيد الكربون وتأثيره على البيئة و الصحة، وتطوير مركز ابحاث يرصد التغيرات المناخية
الخطة يجب ان تشمل ايضا تشجير فلسطين، فبدل ان يكون يوما واحدا لعيد الشجرة يجب ان يخصص اسبوعا يطلب فيه من كل شخص ان يزرع شجرة واحدة
انطلقت اعمال المؤتمر الفلسطيني الاول للتوعية و التعليم البيئي في مدينة بيت لحم اليوم، و ذلك بتنظيم من مركز التعليم البيئي و تحت رعاية المطران الدكتور منيب يونان مطران الكنيسة الانجيلية اللوثرية في الاردن و الاراضي المقدسة. و يتناول المؤتمر الذي يشارك به عدد من الخبراء البيئيين و الاعلاميين الى جانب عدد من رجال الامن و المجتمع المدني 3 محاور اساسية لها الاثر الاكبر في تغيير و بلورة سلوكيات و ثقافة المجتمع الفلسطيني و هي التربية و الاعلام و القانون.
تحديد المعوقات
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر طالبت وزيرة التربية و التعليم العالي د. لميس العلمي بتحديد اهم المعوقات التي تحول دون التقدم بالوعي و المعرفة البيئية الفردية و الجماعية و تحديد واجبات السلطات المسؤولة لمعالجة التحديات الحالية التي تعصف بالبيئة الفلسطينية. وقالت الوزيرة العلمي بأن الحكومة الفلسطينية خطت خطوات هامة في مجال التوعية البيئية لكنها تظل منقوصة ما لم تتصف بالشمولية المعتمدة على التخطيط العلمي المرتكز على قوانين و انظمة تحدد الادوار و المسؤوليات.
اهمية موضوع البيئة
وشددت وزيرة التربية والتعليم العالي ان الوزارة تولي اهمية كبيرة لموضوع البيئة من خلال تنفيذ عدد من البرامج التي تستهدف ايصال المعارف الى توجهات و سلوكيات ايجابية تجاه البيئة العامة بشكل عام و البيئة المدرسية بوجه خاص من خلال العمل على محورين، الاول المنهاج المدرسي حيث اقرت الوزارة مبحثا خاصا بالبيئة اسمه (علوم الصحة و البيئة في حياتنا) و ذلك للصفوف من السابع و حتى العاشر، اما المحور الثاني فهو الانشطة و البرامج اللا صفية و التي تستهدف الطلبة في كافة المراحل الدراسية
و اكدت الوزيرة انه سيتم سنويا تأهيل مئات المعلمين على القضايا المتعلقة بتعزيز البيئة المدرسية حيث قامت الوزارة بانشاء 500 ناديا بيئيا مدرسيا تقوم ببناء و تنفيذ خطط سنوية لتحسين البيئة و تعزيز الوعي البيئي بالشراكة مع المجتمع المحلي.
واضافت العلمي ان الوزارة عقدت في الاونة الاخيرة اتفاقية مع جامعة النجاح الوطنية تقوم على اشراك موظفي الصحة المدرسية الميدانيين و منسقي اللجان الصحية من المعلمين و المعلمات للالتحاق ببرنامج الماجستير في مجال العلوم البيئية لتطوير مهاراتهم و قدراتهم. كما اكدت الوزيرة وجود اتفاقية شبيهة مع جامعة بيرزيت للحصول على ماجستير صحة عامة .
من جانبه اكد محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل ان المهمة التي تواجه الجميع شاقة و معقدة و ذلك للوصول الى بيئة نظيفة و حضارية، مشددا على اهمية تحمل جزء من التدمير البيئي الحاصل و عدم تعليق القضية على شماعة الاحتلال فقط الذي ساهم بشكل كبير في التدمير و الخراب البيئي.
وطالب حمايل بقوانين و تشريعات حازمة تردع كل شخص يؤثر على البيئة بطريقة سلبية، اضافة لاهمية التركيز على عامل التربية داخل الاسرة باعتبار ذلك مسؤولية فردية جماعية و مؤسساتية . اما راعي الحفل المطران الدكتور منيب يونان مطران الكنيسة الانجيلية اللوثرية في الاردن و الاراضي المقدسة اكد ان الواجب الديني و الوطني و القومي يحث على المساهمة في وضع خطة فلسطينية وطنية شاملة لمعالجة مشكلات البيئة و الاعتناء بالطبيعة.
تشجير فلسطين
وطالب المطران وزارة التربية و التعليم ووزارة الزراعة ووزارة البيئة بتطوير خطة استراتيجية بيئية شاملة تضاف الى المناهج المدرسية في جميع المدارس الحكومية و الخاصة و تكون جزءا لا يتجزأ من المنهاج التربوي العام .
ووضح المطران ان هذه الخطة يجب ان تشمل التوعية باضرار انبعاث ثاني اكسيد الكربون و تأثيره على البيئة و الصحة، وتطوير مركز ابحاث يرصد التغيرات المناخية و تركيب اجهزة رادار متطورة محوسبة تقدم تقارير لحظية عن حالة الطقس و ترصد التطورات المناخية للعقود القادمة .
و اضاف المطران ان الخطة يجب ان تشمل ايضا على تشجير فلسطين، فبدل ان يكون يوما واحدا لعيد الشجرة يجب ان يخصص اسبوعا يطلب فيه من كل شخص ان يزرع شجرة واحدة .
كما طالب المطران الحكومة الفلسطينية العمل مع اعضاء الدول العربية المجاورة للضغط على الامم المتحدة و برامج تغيير المناخ كي توقع بعض الدول العظمى على وثيقة كيوتو و على وثيقة كوبنهاجن و اللا تعتبر ذلك امرا ثانويا.
و في الاطار ذاته قال سيمون عوض المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي إن الهدف الرئيس للمؤتمر يأتي لوضع القضايا البيئية على سلم اولويات العمل الرسمي و الاهلي في فلسطين و كمبادرة لتجميع المهتمين و الخبراء و ذوي الشأن لتبادل الخبرات ووضع اليات عمل مجدية تساهم في تغيير الواقع البيئي الفلسطيني، و حشد تأييد الرأي العام الفلسطيني حول قضايا البيئة المحلية و العالمية اضافة لتعزيز مفهوم المسؤولية البيئية كاداة للتغيير المستدام في السلوكيات باتجاه حماية اكبر للمصادر و الموارد الطبيعية.
الاحتلال الاسرائيلي عمد الى سن الاف القوانين العسكرية
و اضاف عوض ان الاحتلال الاسرائيلي قد عمد منذ بدايته الى سن الاف القوانين العسكرية، التي استهدفت في جزء كبير منها البيئة الفلسطينية و المصادر الطبيعية، و ذلك لان السيطرة عليها شكل الوسيلة الاساسية لليسطرة على ارادة الشعب الفلسطيني و منعه بالقوة من حقه في تقرير المصير و الاستقلال و فرض سياسة الامر الواقع .
كما تطرق عوض الى العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة و استخدام اسرائيل للاسلحة الفسفورية المحرمة دوليا و تأثير ذلك على تدمير البيئة الفلسطينية . و طالب عوض بتحمل المسؤولية البيئية الجماعية باعتباره الكفيل بالتصدي للممارسات الاسرائيلية ووقفها و منع استمرارها و استفحال اضرارها . و اكد عوض ان المجتمع الفلسطيني بحاجة ماسة و فورية الى الاستيقاظ من غفوة طويلة تجاه عدم احترام البيئة و الطبيعة لان ذلك يؤثر بشكل كبير و جدي على مختلف مناحي الحياة و في مقدمتها الجانب الصحي .
ومن جهة اخرى اكد د. ايمن الرابي ممثل شبكة المنظمات الاهلية البيئية الفلسطينية أن الشبكة تعتبر التربية البيئية و تعزيز مفاهيم الحفاظ على البيئة بكافة اشكالها من اهم مقومات المجتمع المتحضر و من هنا تأتي اهمية انعقاد مثل هذا المؤتمر .
مركز التعليم البيئي غير حكومي وغير ربحي
و اضاف الرابي ان شبكة المنظمات الاهلية البيئية الفلسطينية هي الشبكة التخصصية الوحيدة التي تضم اكبر تجمع للمؤسسات الفلسطينية العاملة في مجال البيئة و هي مسجلة رسميا و تضم 11 مؤسسة عاملة في مختلف قطاعات البيئة من المياه الى التنوع الحيوي الى التلوث وغيرها. وقال ان الشبكة هي عضو في جمعية اصدقاء الارض الدولية و هي ممثلة هذه الجمعية في فلسطين تحت اسم جمعية اصدقاء الارض – فلسطين.
و في السياق ذاته تحدث د. تشارلي حداد مدير التربية في الكنيسة اللوثرية في الكلمات الافتتاحية عن اثر البشر المدمر على البيئة متمنيا ان يحدث المؤتمر التغيير اللازم في منطقتنا فيما يتعلق بنظافتها و خضارها و جمالها و نقاء هوائها و تنوعها الحيوي
كما دعى الى استغلال جميع وسائل الاعلام المتوفرة ليدرك عامة الناس مدى خطورة الوضع إن استمر العالم و بشكل خاص الدول المتقدمة باساءة استغلال المصادر الطبيعية و تلويث الهواء و المحيطات و الارض على حساب الدول غير النامية و الفقيرة
و اضاف حداد ان المشاركة في هذا المؤتمر تعتبر امر هام و ضروري على الصعيد التربوي و الاعلامي و القانوني و المؤسساتي و الشخصي.
يذكر ان مركز التعليم البيئي الذي تأسس عام 1992 هو مركز غير حكومي و غير ربحي تابع للكنيسة الانجيلية اللوثرية في الاردن و الاراضي المقدسة، و يعنى بكافة القضايا البيئية و تأثيرها على مناحي الحياة الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية، و يساهم في تنمية المجتمع بشكل مستدام.
و يهدف المركز الى تفعيل مفاهيم المحافظة على البيئة و المكونات الطبيعية لها، اضافة لمساندة المجتمع لفهم و معرفة موقع الانسان في اطاره البيئي و طبيعة العلاقة و الدور الذي يؤثر على ارتباطه ببيئته، كما يهدف الى زيادة الوعي للقيم الاقتصادية و العلمية و الثقافية للموارد الطبيعية و تشكيل و تطوير القيم الايجابية و الاتجاهات و المهارات اللازمة لفهم العلاقات التي تربط الانسان بمحيطة. وافتتح المؤتمر بعرض فيلم قصير حول التدمير البشري للبيئة .