حكومة الرئيس زين العابدين بن علي، أعلنت إقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم

انفجار قنبلة وسط العاصمة التونسية وقوع اصابات وقتلى لم يعرف بعد اذا كانوا من المدنيين ام من افراد حفظ الامن وقوات الشرطة والجيش

وقعت مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الامن في العاصمة التونسية، فيما قتل ثلاثة مدنيين في الاقاليم وأقيل وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم في ظل الاضطرابات التي تهز البلاد منذ اربعة اسابيع. هذا وفرض حظر التجول ليلا وانتشر الجيش ايضا للمرة الاولى في العاصمة وضاحيتها الشعبية غداة اول مواجهات عند اطرافها.

انفجار قنبلة واصابات
ومساء اليوم الخميس انفجرت قنبلة وسط العاصمة، ما ادى الى اصابة عدد كبير من الاشخاص لم يعرف بعد فيما اذا كانوا من المدنيين او من افراد حفظ الأمن، وفي محاولة لتهدئة الاوضاع اعلنت حكومة الرئيس زين العابدين بن علي، إقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم، وأفرج عن جميع الموقوفين باستثناء الذين قالت الحكومة انهم مشاركون في اعمال تخريب وشغب.

اغلاق الاسواق والمتاجر
وبعد ظهر امس اندلعت مواجهات في وسط العاصمة بين قوات الامن ومتظاهرين تم تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع. وقد حاول مئات من الشبان الذين كانوا يرددون هتافات ضد النظام في باب البحر (جادة فرنسا) التقدم في اتجاه جادة الحبيب بورقيبة، لكن قوى الأمن قطعت عليهم الطريق بإلقاء قنابل مسيلة للدموع. ولم تتوافر بعد الظهر اي حصيلة لهذه المواجهات وهي الأخطر التي تحصل في العاصمة منذ بداية الاضطرابات. وقامت الشرطة بإبعاد المارة المذعورين الى الشوارع الضيقة.  وفرغت الاسواق وأقفلت المتاجر ابوابها وأخذ الناس ينبهون الباعة المتجولين عند مدخل السوق قائلين "اغلقوا، اغلقوا، لقد حطموا كل شيء".

الحصيلة الرسمية: 21 قتيلاً
وظهر جنود مسلحون وشاحنات وسيارات جيب ومصفحات في العاصمة التونسية. وفضلا عن تعزيزات كبيرة من قوات الشرطة ووحدات التدخل الخاصة، شوهدت تعزيزات عسكرية ايضا حول مقر الاذاعة والتلفزيون. وتواصلت اعمال العنف هذه، التي اوقعت نحو 21 قتيلا (وفقا لحصيلة رسمية) واكثر من 50 قتيلا بحسب مصدر نقابي امس داخل البلاد.
فقد قتل مدنيان امس برصاص الشرطة في دوز، جنوب تونس خلال تظاهرة تطورت الى اعمال عنف. وهي المرة الاولى منذ بداية التحركات الاحتجاجية التي تشهد فيها هذه المدينة اعمال عنف مماثلة. وقال شاهد عيان ان "ما بين اربعة وخمسة سكان آخرين جرحوا اصابة بعضهم حرجة". وفي مدينة تالة، وسط غرب تونس، قتل متظاهر وأصيب اثنان آخران برصاص القوى الامنية مساء امس وفق ما اعلن مسؤول نقابي. وقال بلقاسم سايحي ان الشرطة حاولت تفريق تجمع "سلمي" في المدينة التي شهدت اضطرابات دامية في نهاية الاسبوع الفائت، وذلك عبر اطلاق الغاز المسيل للدموع قبل ان تستخدم السلاح.

صفاقس تشتعل
وفي صفاقس، اصيب خمسة مدنيين برصاص الشرطة في هذه المدينة التي تشهد "اضرابا شاملا". فقد وقعت مواجهات مع الشرطة عندما اراد الآلاف وأكثرهم من النقابيين، "الإعراب عن دعمهم لسكان سيدي بوزيد ومناطق اخرى" تشهد اضطرابات. وتنفذ هذه المدينة اضرابا عاما بدعوة من الفرع الجهوي للاتحاد التونسي للشغل. واوضحت مصادر في الاتحاد ان اضرابات متسلسلة قد تقررت في بضع مدن منها القصرين وقابس وجندوبة، اما الاضراب في العاصمة فمقرر الجمعة. وعلى الصعيد السياسي، اعلن رئيس الوزراء محمد الغنوشي في مؤتمر صحافي امس اقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم والافراج عن جميع الموقوفين.

لجنة تحقيق حول الفساد
وقد استبدل بلحاج بالاستاذ الجامعي والعضو السابق في الحكومة احمد فريعة. كما اعلن الغنوشي تشكيل لجنة تحقيق حول الفساد الذي تندد به المعارضة ومنظمات غير حكومية.
من جهة اخرى اعتقلت السلطات رئيس حزب العمال الشيوعي التونسي (محظور) حمة همامي داخل منزله قرب تونس العاصمة، على ما افادت زوجته راضية نصراوي امس.
وهو اول زعيم سياسي يتم اعتقاله منذ بدء التحركات الاحتجاجية. وخلال الايام الاخيرة، اجرى همامي (59 عاما) مداخلات عدة لوسائل إعلام اجنبية للتنديد بنظام الرئيس زين العابدين. وقد استمر المجتمع الدولي في التعبير عن القلق حيال الاضطرابات في تونس.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اول من امس "نحن قلقون بالإجمال من عدم الاستقرار في تونس، يبدو أن الاحتجاجات خليط ما بين الاقتصادي والسياسي، وللأسف فإن رد الفعل الحكومي أدى الى مقتل البعض، ونأمل في حل سلمي". كما دانت الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون استخدام القوة "غير المتكافئ" من قبل الشرطة.