الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 20:02

محمد إبراهيم كبها-الفشل ودفع الثمن في تونس

كل العرب
نُشر: 17/01/11 17:59,  حُتلن: 09:05

محمد إبراهيم كبها:

تلك الدماء التي أريقت وما زالت تراق وصمة عار على جبين تلك

طلب بسيط من تلك الأنظمة إن سمحت لنا، انزلوا إلى الشارع وعيشوا مع شعبكم، كونوا معه، اهجروا أبراجكم وقصوركم

من ظنّ أنه من الممكن له أن يفشل في إدارته وأن يفعل ما يحلو له دون أن يدفع ثمنا لذلك فهو مخطئ جدا، منزها نفسه من الخطأ أو مترّفع بذاته عن طائلة الحساب والعتاب والعقاب، وهذا هو ما نطق به لسان حال بعض الأنظمة العربية، التي وبعد أن وصل بأروقتها الفشل والسوء الإداريّ ذروته من ظلم واضطهاد وإجحاف وبُعدٍ وجفاء عن التواصل مع الشعوب وهمومها، باتت تدفع ثمن أخطائها تلك، فها هي السودان تتعرّض للتجزئة وانفصال جنوبها عن شمالها وما أدرانا فقد نطالع في الغد بانفصال شرقها عن غربها، وها هي الاحتجاجات والإضرابات تضرب تونس والجزائر مخلّفة عشرات القتلى والجرحى ومئات المعتقلين، وحالة الاحتقان السياسيّ والطائفي التي تظلل مصر ممّا يترك عالمنا العربيّ بواقع مخيف ومستقبل غامض.

الفوضى والمؤامرة
إنني وبلا شكّ لست أنف أو أقلل من دور وحجم المؤامرة التي تتعرض لها بلادنا العربية والإسلامية، لكن وللأسف أقول أنّ هذه الفوضى والمؤامرة ما كانت لتنبت في أرضنا لولا أنها وجدت تربة خصبة سرعان ما استقبلت بذور الفوضى والمؤامرة برضى وسعادة بجهالة ودون دراية ووعي بما تخفيه بجوانبها.
فليس من المهمّ ماذا ستسفر عنه نتيجة الاستفتاء بالسودان، وماذا أسفرت عنه نهاية الاحتجاجات بتونس والجزائر، فستكون هذه شرارة الغضب الذي تحمله تلك الشعوب المغلوب على أمرها على سياسات الظلم والاضطهاد التي تمارسها أنظمتها ومن حولها هناك، وستكون تلك الدماء التي أريقت وما زالت تراق وصمة عار على جبين تلك الأنظمة.

فرص العمل والأموال
إنّ ما حدث ما كان ليحدث لارتفاع نسبة البطالة وقلة فرص العمل والغلاء المعيشيّ والفقر المدقع، بل لأنّ تلك الشعوب قد وصلت إلى حالة من الاحتقان والاختناق بشتى جوانب الحياة، فهي تراقب ما يجري من حصار ظالم لغزة وخذلان الأمة لها، وواقع أليم بالعراق وتمزّق بالسودان وقاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية في لبنان، كلّ ذلك والأنظمة بعيدة كلّ البعد والجفا عن شعوبها، فتلك الشعوب، تحتاج أن ترى حاكما يحضنها، وزعيما يضمها، ونظاما يستوعبها، وقيادة تعيش همومها وتعايش أحوالها ومعاناتها، تجوع معها إذا جاعت وتبكي معها إذا بكت، وتحزن معها إذا حزنت، عندها سنرى تلك الشعوب وحتى إن فقدت أغلى ما عندها تلتحم مع قياداتها وحكامها وتكون معهم في الصفّ الأول بكلّ الأحوال والأهوال.
فلنا طلب بسيط من تلك الأنظمة إن سمحت لنا، انزلوا إلى الشارع وعيشوا مع شعبكم، كونوا معه، اهجروا أبراجكم وقصوركم وكونوا معهم ببيوت الطين وأكواخهم، فذلك أحبّ عليهم من كلّ فرص العمل والأموال ومدخرّات النفط والبترول.

مقالات متعلقة