الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 18:02

شادي محمد محاجنة يكتب عن ثورة تونس: من عربة خضار الى عروبة الإفتخار

كل العرب
نُشر: 19/01/11 15:01,  حُتلن: 19:03

شادي محمد محاجنة:

الثورة التي من شأنها تغيير الخارطة السياسية فعلا هي ثورة الشعب المصري المترقب لتوريث الحكم من الاب الى الابن

الثورة التونسية كشفت عن النوايا الامريكية لكل من شكك يوما بان امريكا في كل فعل تفعله تخدم مصالحها الاستراتيجية في المنطقة

ثورة الشعب التونسي هي ليست ثورة خبز كما يظنها زعماء العمالة ,بل هي ثورة كرامة ...ثورة مهما طالت عليها المراوغات والتكتيكات لاهماد نيرانها لن تهمد ابدا حتى تحقق مرادها

بعدما نجح الشعب التونسي في طرد الشيطان زين الكافرين بن علي وحاشيته المقربة من الباب, تحاول عفاريته وعفاريت الغرب المستعمر الدخول الى مركز الساحة السياسية التونسية من النافذة, كي تحافظ على الحكم الذي رسمت شكله فرنسا بالتعاون مع الدول صاحبة المصالح الاقتصادية في تونس وعلى رأسها امريكا .

مراوغة الثورة الشعبية
محاولات مخططة ومتسلسلة من اجل مراوغة الثورة الشعبية والالتفاف عليها كما تلتف الافعى على اليد التي تضرب تضرب ذيلها , تلك الافعى الطويلة المركبة من ذيل عربية عميلة تسيطر على الشعب ,تذله وتفقره وتجهله.. ورأس استعماري لطالما اخفى نواياه خلف ستار الديمقراطية الزائفة ليحافظ على وضع يخدم مصالحها المتعددة في بلاد العرب.


شادي محاجنة

ثورة كرامة
ثورة الشعب التونسي هي ليست ثورة خبز كما يظنها زعماء العمالة ,بل هي ثورة كرامة ...ثورة مهما طالت عليها المراوغات والتكتيكات لاهماد نيرانها لن تهمد ابدا حتى تحقق مرادها وان اجتمع الغرب والقادة العرب جميعا ضدها ..بل هي شعلة ستمتد بإذن الله الى بقاع الارض العربية جميعا وان كان امتدادها يحتاج مدة زمنية طويلة حتى تجتمع جميع الاسباب لانتشارها تحت كراسي القادة العرب الواحد تلو الاخر.

عربة خضار
لقد ارادت سخرية القدر ان تكون عربة خضار ومواطن فقير السبب في اسقاط دكتاتورية مستبدة ...عربة خضار قد تقود العروبة للازدهار والنمو والخضار بعد عقود طويلة من الظلم والاستبداد والدكتاتورية. لقد كشفت الثورة التونسية عن النوايا الامريكية لكل من شكك يوما بان امريكا في كل فعل تفعله تخدم مصالحها الاستراتيجية في المنطقة , فبعد ان قتلت مئات الالاف من العراقيين وعاثت فسادا فيها (ولا تزال ) بحجة احلال النظام الديمقراطي , هاهي اليوم فاترة صامتة امام مشهد لم تتوقعه يوما في احلك كوابيسها ,ثورة شعبية سلمية تتماشي مع مبادئها في المعارضة , ثورة شباب مستقلين عن اي نزعة سياسية او دينية لا مجال لاتهماها بالاصولية او الارهابية تطالب بحكم ديمقراطي يؤمن لها كرامتها ولقمة عيشها.

الدستور التعسفي
الصمت الامريكي على كل حال لم يدم طويلا حتى كشف السفير الامريكي السابق في تونس عن تأييده للحكومة الوطنية التي تضم اكثر من ثلاثين وزيرا من الحزب الحاكم السابق بحجة ان تونس قد تشهد فراغا سياسيا يحتاج لمن يملك الخبرة السياسية لتعبئته , متغاضيا عن بنود الدستور التعسفية التي فصّلت ثوب زفاف للشيطان المخلوع عن الحكم تليق بنفس المقاييس لمن سيتبعه من ولاته وولاتها ضاربة بعرض الحائط دماء الشهداء ومطالب الشعب التونسي.

التواطؤ الفرنسي
الثورة التونسية كشفت بوضوح عن التواطؤ الفرنسي مع النظام التونسي الظالم والذي شارك ولا يزال يشارك في قمع غضب الشعب التونسي بداية حين اقترح ساركوزي للرئيس المخلوع زين الكافرين بن علي ان يتهم منظمة القاعدة بتورطها فيما يجري في بلاده ونهاية في تسيير الوزير التونسي الاول محمد الغنوشي في لعبة سياسية تفوح منها رائحة فرنسية درست منذ نعومة اظافرها اسباب الثورات واشكالها وفرنسا خبيرة في امور الثورة.

مخطط خارجي
اما الانظمة العربية فحدث ولا حرج العاهل السعودي يستضيف الشيطان على ارض الحرمين الشريفين وهذا يكفي لادانة مستقبليه.. القذافي يتهم الشعب التونسي بانه قد اخطأ في حساباته كلمات كتبت له على ورق كي يطلقها ويطلق معها حالة فوضى في شوارع تونس يراد منها ان تشير الى اهمية زين الكافرين بن علي في السيطرة على الامن في البلاد مخطط خارجي واضح وضوح الشمس.

استبداد وسيطرة
اما مصر وسوريا والاردن والجزائر والمغرب وموريتانيا, ظنا من زعمائها ان ثورة تونس هي ثورة خبز فقط , فقد اخذوا بتخفيض الضرائب ودراسة البطالة ودفع بعض الاموال للشعب لاطفاء كل شعلة قد تلتهب في بلادهم ,كما وقام زعماء هذه الدول وعلى رأسها مصر باحتكار الصحافة والاعلام ورشوة قادات الجيش والامن احتسابا من مرحلة قادمة قد تطيح بنظامهم هم ايضا كما اطيح بمن هو اكثر منهم استبدادا وسيطرة.

القهر والظلم
الثورة التونسية حتما اعادت للأمة العربية اخيرا قليلا من كرامتها وكبريائها بعد عقود من الصمت والخذلان والشباب المغاربي شجاع , مثقف, واع جدا لن يقبل بمزيد من القهر والظلم , ولا بد لهذه الثورة ان يحتذى بها في البلاد المغاربية ابتداء من الجزائر التي تعيش ظروفا مماثلة وحتى مصر في مرحلتها الانتقالية من الاب للابن... ولكن الثورة التي من شأنها تغيير الخارطة السياسية فعلا هي ثورة الشعب المصري المترقب لتوريث الحكم من الاب الى الابن ,مرحلة لن تمر ابدا مر الكرام والفضل كل الفضل يعود لرب العالمين اولا ومن ثم للعبد الفقير محمد بوعزيزي وعربة الخضار , ولكن يا شباب العرب لا تحرقوا انفسكم بل احرقوا من يحرق رغبتكم بالعيش.

مقالات متعلقة