طوني بلير:
الاخوان المسلمين منظمة قد لا تحظى بالشعبية التي يتخيلها المرء في الشارع المصري الا انها منظمة منتظمة ومرتبة لها اتصالاتها
منطقة الشرق الاوسط تعاني من مشكلات فريدة من نوعها الامر الذي يجعل التغيير السياسي مختلفا عن الثورة الديقراطية في شرقي اوروبي
تواصل الصحف البريطانية ترصدها لآخر المستجدات في الملف المصري اذ تحظى الثورة المصرية المنتشرة في شوارع المدن المصرية الكبرى بأبرز العنوانين في صفحات الجرائد البريطانية وعلى مواقعها على الانترنت.
طوني بلير
وفي خضم تغطيتها للملف المصري تحدثت الجارديان هذا الصباح عن تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني الاسبق ومفوض الرباعية الدولية في عملية السلام ما بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني, طوني بلير, بخصوص ما يجري على الارض في مصر. فتقول الجارديان ان طوني بلير اشاد "بشجاعة" الرئيس المصري حسني مبارك الفائقة ووصفه بأحد "عناصر الخير" من جهة وحذر من انتهاء الديمقراطية الى جلب فئات غير مرغوب بها بتوصل الاخوان المسلمين الى الحكم, من جهة ثانية.
الظلم والدكتاتورية
وتتدارك الصحيفة بالقول ان مثل هذه التصريحات التي تلفظ بها طوني بلير من شأنها ان تثير غضب ملايين في الشارع المصري الذي يعتقد انه اضطر الى تجرع عقود من الظلم والدكتاتورية لاجل تقديم الولايات المتحدة الامريكية مصالح اسرائيل على حساب حريتهم.
ففي مقابلة اجراها معه بيير مورغان على شاشة سي ان ان, اكد بلير على اشادته بمبارك موضحا بالقول ان بلورة رأي المرء حيال مبارك تعتمد ان كان قد عمل معه من الداخل او من الخارج, وبصفتي اعمل معه بشكل دائم على مسألة العملية السلمية بين الاسرائيليين والفلسطينيين فإنني اشيد بشجاعة مبارك فهو عنصر من عناصر الخير.
رغبة في التغيير
في الوقت نفسه اكد بلير على ان المصريين يصرحون علانية عن رغيتهم الجياشة للتغيير في نظام الحكم. واكد ان هذا التغيير قادم الا انه اشار الى عدم التشرع في اجراء انتخابات ديمقراطية. وعندما اراد ان يوضح الاسباب قال: ان الاخوان المسلمين منظمة قد لا تحظى بالشعبية التي يتخيلها المرء في الشارع المصري الا انها منظمة منتظمة ومرتبة لها اتصالاتها وممولوها بعكس هؤلاء الشباب الذين حرضوا التظاهرات في مصر اول الامر واللذين ينقصهم التنظيم والخبرة. لذا فإننا لا نبتغي الاسراع في الانتخابات في الوقت الراهن الا تنجم الانتخابات عن فئة غير "منفتحة" "عادلة" و"ديمقراطية". واشار ان المنطقة, منطقة الشرق الاوسط تعاني من مشكلات فريدة من نوعها الامر الذي يجعل التغيير السياسي مختلفا عن الثورة الديقراطية في شرقي اوروبي, وبهذا علل اختلاف موقف الغرب من هذه الثورة مقارنة بثورات اخرى في بلدان كجورجيا وغيرها.